تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: «مستوطنة ترامب»!

مصدر الصورة
وكالات

«مستوطنة ترامب»!

كما قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتفعات الجولان السورية المحتلة «هدية» لبنيامين نتنياهو يوم ال 25 من آذار الماضي، بادره الأخير التحية بمثلها يوم أمس الأول، وبحضور السفير الأمريكي الصهيوني ديفيد فريدمان بتدشين «مستوطنة رامات ترامب» في المرتفعات المحتلة، من قبيل الاعتراف بالجميل لما قدمه الرئيس الأمريكي من «هدايا» لم يقدمها أي رئيس أمريكي آخر، ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة ل «لإسرائيل»، ومن ثم نقل السفارة الأمريكية إليها.

وفي تكرار للهدايا المجانية ممن لا يملك لمن لا يستحق، لم يجد السفير فريدمان مؤخراً من مانع في أن تضم «إسرائيل» أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، باعتبارها ملكية «إسرائيلية» كما يعتقد، وفقاً لما تزعم الأساطير التوراتية التي يُعتقد أن «شعب الله المختار»، الذي هو منه، يستعيد حقه.

ونعود إلى مرتفعات الجولان، وإلى «مستوطنة ترامب»، حيث يتجلى الفجور بأوضح معانيه بين اثنين لا يملكان الحق ولا الأرض، ويستغلان حالة الهوان العربي في تثبيت وقائع على الأرض، بما يتعارض بالمطلق مع كل القوانين والقرارات الدولية التي ترفض الاحتلال والاستيطان.

نحن أمام رئيس يجهل التاريخ، ولا يعرف منه إلا ما يتعلق بالسمسرة والعقارات والابتزاز والبيع والشراء، معتقداً أن الأرض العربية يجوز فيها كما يجوز لسمسار عقارات، حتى إنه اعتبر إقامة مستوطنة تحمل اسمه في أرض ليست أرضه «شرفاً عظيماً»، كما جاء في تغريدة له بعد تدشينها.

ولأنه جاهل بالتاريخ والجغرافيا وبالسياسة أيضاً، لم يجد غضاضة في أن يعلن بأنه قبيل اعترافه بسيادة «إسرائيل» على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، طلب من مستشاريه بعض المعلومات التاريخية عن المرتفعات كي يبصم على القرار، فقد أتى صهره اليهودي جاريد كوشنر بنصوص من التلمود والعهد القديم، وقرأ له في «سفر يشوع» (الإصحاح الثاني عشر)، وفي (الإصحاح الثاني) الذي يقول «الرب إلهنا كلمنا في حوريب قائلاً: كفاكم قعود في هذا الجبل، تحولوا وارتحلوا وادخلوا الجبل» و«انظروا قد جعلت أمامكم الأرض، ادخلوا وتملكوا الأرض التي أقسم الرب لآبائكم إبراهيم وإسحق ويعقوب أن يعطيها لهم ولنسلهم من بعدهم».. فاقتنع ترامب ووقع، ولم يقرأ نصوص القرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بكل مضامينها التي ترفض الاحتلال والضم، وتعتبر كل الإجراءات «الإسرائيلية» باطلة ولا قيمة لها، مثل القرارات 497 و69/94 و69/25 وآخرها إعلان الأمم المتحدة في ال 28 من مارس / آذار الماضي بأن المرتفعات أرض سورية محتلة، وكل إجراءات ضمها باطلة.

الأطماع الصهيونية بالجولان قديمة، وهي أطماع تختلط فيها الأضاليل الدينية بالأطماع السياسية مدعومة بالقوة، ففي سنة 1917 طالبت اللجنة الصهيونية البريطانية بإدخال الجولان ضمن حدود «إسرائيل» التي كانوا يخططون لقيامها، وفي سنة 1919 اقترح الوفد الصهيوني الذي مثل اليهود في مؤتمر باريس للسلام أن تكون المرتفعات ضمن أراضي «إسرائيل». وكان أحد أهداف عدوان 1967 السيطرة على مرتفعات الجولان، نظراً لموقعها الإستراتيجي وثرواتها المائية والزراعية.. أي أنها كنز حقيقي تحول إلى «بازار» مفتوح بين نتنياهو وترامب.. ونحن نتفرج!

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.