تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مؤتمر "اسلنجتون" في المنامة !

كشف مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض لا يخطط لدعوة مسؤولين إسرائيليين لحضور المؤتمر التنموي الخاص بفلسطين والمعروف إعلاميا باسم "ورشة البحرين" يومي 25 و26 حزيران. وذكر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة "رويترز"، أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى عقد المؤتمر بعيدا عن السياسة.

وقال المسؤول إن من المتوقع أن يحضر ممثلو أوساط الأعمال الفلسطينية المؤتمر، دون مشاركة مسؤولين حكوميين، بعدما أعلنت السلطة الفلسطينية مقاطعتها للمبادرة التي يقودها غاريد كوشنير، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لستُ أدري وأنا أقرأ هذا الخبر، لماذا عادت إلى ذهني الكذبة التي أطلقتها جريدة "ايفند ستار" الإنجليزية، التي قيل إنها أعلنت أنه في الأول من نيسان سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدنية "اسلنجتون" البريطانية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا بكثرة، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئاً، فعلموا أنهم المعنيون!!

والحقيقة أنّ الربط بين الحاضرين في مؤتمر المنامة والحمير، فيه وجه شبه كبير؛ الحمير يحملون وينقلون الأمتعة والأشياء ويقومون بالأعمال التي يأمرهم مالكيهم بها؛ والحاضرون في المنامة كذلك؛ يدفعون بأمر من معلمهم ترامب الأموال وتكاليف القرارات الترامبية ضد القدس المحتلة وفلسطين المحتلة والجولان العربي السوري المحتل؛ يدفعون ثمن التنازل عما تبقى من الحقوق العربية والكرامة العربية ويسلّمون ذلك للعدو الإسرائيلي.

مسؤول الإدارة الأمريكية الرفيع لا يخطط لدعوة مسؤولين إسرائيليين لحضور "ورشة البحرين"، احتراماً لهم، وحتى لا يعرّضهم للذل الذي سيتعرض له الحاضرون الخانعون من عرب ترامب؛ هو أوضحَ أن  إدارته تسعى إلى عقد المؤتمر بعيدا عن السياسة؛ وهذا يتطابق في بعضه مع ما قاله الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، بأنّ "هدف الوثيقة الاقتصادية الحقيقي هو تجنب مفاوضات سياسية على أسس الشرعية الدولية، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى طريق مسدود"(15/6/2019).

حقيقةً، فإنّ السؤال الجوهري، هو: ماذا يفعل هؤلاء العرب في "ورشة" أكدت فلسطين ومعظم العرب ودول العالم التي تدعم القضية الفلسطينية وحق سورية السيادي في الجولان المحتل، أكدوا مقاطعتهم لها ودعوتهم إلى عدم المشاركة فيها، لأنها تقفز على الحقوق الشرعية لأصحاب الأرض وتتجاهل القانون الدولي والاتفاقيات الدولية وميثاق الأمم المتحدة..؟!!

ومع الإعتذار من أهل "اسلنجتون"، فكأن معرض المدينة يتكرر بعد عقود بنسخة جديدة في مكان آخر، ولكن هذه المرّة يعلمُ الحاضرون أنهم وحدهم الحاضرون، وأنّ لا أحد يكذب عليهم أو يخدعهم، ومع ذلك هم مصرّون على الحضور... ؟!!

                                                   بديع عفيف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.