تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تخبط في إدارة ترامب حول إيران والانكفاء سيد الموقف

مصدر الصورة
وكالات

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حصد المزيد من الانتقادات والسخرية جراء سياسته المتهورة وغير المدروسة تجاه العلاقات الدولية والأعراف الدبلوماسية وإطلاقه تهديدات خاسرة يتراجع عنها فيما بعد في مشهد سوريالي يدل على معاناته من اضطرابات نفسية وانفصام في الشخصية.

ترامب يثبت مجددا من خلال تهديداته لإيران تارة وتراجعه تاره أخرى أن ما يثار حوله من انتقادات وما ينسب إليه من طبيعة هوجاء تجعله يفشل دائما في حساب عواقب خطواته صحيح مئة بالمئة ليعيد إلى الواجهة الإعلامية من جديد موجة من الاستهزاء والتشكيك بقرارات رئيس دولة لا تزال تعتبر نفسها شرطي العالم رغم زلاتها وأخطائها الجسيمة على الساحة الدولية.

حالة تأزم العلاقات الأمريكية مع معظم دول العالم سببها سياسة هذا الرجل الرعناء فلولا انسحابه من الاتفاق النووي مع ايران لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه ولما وصل الإحراج إلى المكتب البيضاوي في واشنطن بعد اطلاقه سلسلة من التهديدات ضد إيران في الصباح وتراجعه عنها في المساء.

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية سلطت الضوء في مقال اليوم على آخر الزلات الترامبية وتهديداته بضرب أهداف إيرانية ردا على اسقاط طهران طائرة تجسس أمريكية مسيرة انتهكت الأجواء الإيرانية ليعود ويتراجع عن التنفيذ بشكل مفاجئ بعد تلقيه فيما يبدو نصائح بخطورة وقوعه في مثل هذا الخطا الفادح على العالم والولايات المتحدة نفسها.

ترامب وبعد تبجحه أمس أمام الصحفيين ردا على سؤال عما إذا كانت واشنطن ستضرب قال “ستعرفون قريبا” مدعيا أن الطائرة الأمريكية كانت ضمن الأجواء الدولية عندما أسقطت متناسيا سهولة كشف كذبه وإثبات أنها فوق الأجواء الإيرانية ليعود ويتراجع عن تهديده ويرسل رسائل تهدئة إلى إيران داعيا إياها إلى الحوار.

الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين كانوا يتوقعون ضربة أمريكية بعد تصريحات ترامب هذه وبعد محادثات مكثفة في البيت الأبيض بين كبار مسؤولي الأمن القومي وقيادات الكونغرس كاشفة أن ترامب وافق في البداية على تنفيذ هجمات ضد مجموعة من الأهداف الإيرانية من بينها رادارات ومواقع إطلاق صواريخ إلا أن الضربة تم إلغاؤها بشكل مفاجئ في المساء.

التصعيد الأمريكي ضد إيران لم يأت بين ليلة وضحاها إذ تم التمهيد له بعدد من العمليات التخريبية في منطقة الخليج لالقاء التهمة على ايران واتخاذ هذا الأمر ذريعة لإرسال المزيد من القوات والعتاد الأمريكي إلى المنطقة الأمر الذي لقي رفضا كبيرا داخل الإدارة الأمريكية مع تحذير العديد من المسؤولين من مغبة الاصطدام مع إيران ليقينهم أنها لن تتوانى عن الدفاع بقوة وشراسة عن سيادتها وأن الأمر سيعود بالضرر على الجميع.

رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي من جهتها أكدت بعد الاجتماع في البيت الأبيض ولقائها ترامب ان أمريكا بحاجة الى القيام بكل ما في وسعها لخفض التصعيد مع إيران ورأت ان الوضع يتطلب نهجا استراتيجيا وذكيا وليس متهورا داعية إلى الزام الرئيس بالحصول على تفويض جديد من الكونغرس قبل استخدام القوة العسكرية في خطوة لتقييد ترامب وضبط تصرفاته الهوجاء.

بدوره جو بايدن المرشح الأساسي عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية وصف مواقف ترامب من إيران بأنها “كارثية” بينما حذر العديد من الأعضاء البارزين في الحزب الديمقراطي من مخاطر “الانجرار” إلى حرب مع إيران بينهم تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الذي أعرب بدوره عن شكه بتنفيذ ترامب تهديداته ضد إيران وقال ” الرئيس ربما لا يعتزم الذهاب إلى الحرب لكننا قلقون من أن ينجر هو والإدارة إليها”.

القلق الأمريكي من تهور ترامب لم يخفه السيناتور تيم كين من الحزب الديمقراطي والسيناتور مايك لي من الجمهوري في رسالة بعثاها إليه وقع عليها أيضا أعضاء مجلس الشيوخ جيف ميركلي وبيرني ساندرز و كريس مورفي وراند بول جاء فيها.. أنهم يشعرون بالقلق من أن تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران سيؤدي إلى نزاع عسكري.. وفق ما ذكر موقع ذي هيل الأمريكي.

ومن الواضح للجميع أن ترامب نفسه لا يزال مترددا بين الاستماع إلى صوت العقل والتحذيرات التي تأتيه من اغلب المسؤءولين الامريكيين وبين التحريض الذي ينفذه اعضاء اخرون متصهينون مثل جون بولتون مستشار الامن القومي ضد إيران حيث كشف الكسندر ماركوارتد مراسل شبكة سي إن إن الأمريكية وجود خلاف بين الأخير ورئيسه بشأن التعامل مع إيران حيث كتب ماركوارتد على حسابه الرسمي على تويتر ” أخبرني مسؤول في البيت الأبيض أن هناك خلافا بين ترامب وبولتون حول ايران… ترامب لا يريد صراعا”.

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.