تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مستقبل «البريكست»

مصدر الصورة
عن الانترنيت

فيصل عابدون

في حال سارت الأمور باتجاه التهدئة خلال الأسابيع القادمة، وتفادى العالم الاحتمال المرعب باندلاع حرب شاملة على خلفية التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وإيران، فإن قضية «البريكست» ستعود للظهور مجدداً وتتصدر عناوين الأخبار، وتعود معها التكهنات حول طرق معالجة هذه القضية شديدة التعقيد والمثيرة للجدل. لكن ذلك يعتمد على تطورات الأوضاع في هذه المنطقة الساخنة، سواء كان ذلك باتجاه الحرب أم التسوية أم التجميد.

والقضية في معسكر الاتحاد الأوروبي أصبحت واضحة المعالم، وقادة الاتحاد يعتبرون أنفسهم في موقف مريح وأن الارتباك والفوضى في الجانب الآخر، الذي رفض الاتفاق المتفاوض عليه مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي. وهم قد أوضحوا موقفهم لأي رئيس وزراء يخلف ماي في رئاسة الحكومة ووضعوا الخطوط الحمر أمام فتح اتفاق «البريكست»، للتفاوض من جديد بما يعني أن على خليفة ماي، أن يقبل بالاتفاق كما هو، أو يقرر الخروج من عضوية الاتحاد من دون اتفاق، وفي هذه الحالة عليه أن يتحمل عواقب هذه الخطوة.

أما بالنسبة للجانب البريطاني، فإن الأمور تبدو أكثر تشابكاً ويشوبها الكثير من الغموض. لقد انتهت المنافسة على الفوز بمنصب رئاسة الحكومة البريطانية إلى رجلين في حزب المحافظين، هما وزيرا الخارجية الحالي جيرمي هانت والسابق بوريس جونسون. والفائز في السباق فإن تركة الخروج الثقيلة ستكون قضيته الأولى. وإذا كان محظوظاً كفاية، فإن قدرته على التعاون مع أوروبا والنجاة من قيادات الحزب المشاكس ونواب البرلمان الغاضبين، ستقوده إلى نجاح تاريخي في عبور هذه المرحلة الشائكة. أما إذا عانده الحظ فربما يؤدي ذلك إلى انهيار الحكومة وخسارة مستقبله السياسي، بينما تبقى القضية كما هي تنتظر ضحيتها التالية بعد ديفيد كاميرون وتيريزا ماي.

هل هناك طريق ثالث للخروج من المأزق بخسائر أقل؟ نعم يوجد طريق ثالث، لكنه ليس سالكاً وهو اقتراح يلمح إليه زعيم المعارضة العمالية جيرمي كوربن ويقضي بإجراء استفتاء ثانٍ وفوز خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي. وبذلك يتراجع الخطر وتختفي الأزمة. وهو اقتراح يستحسنه الاتحاد الأوروبي، لكنه يواجه معارضة عنيفة في الداخل. المعارضون يقولون إنه سيكون على حساب كرامة المملكة، وسيفرز بريطانيا ضعيفة يزدريها العالم ولا تحترمها أوروبا. كما أن الاقتراح الذي يعارضه المحافظون قد يثير مطالب بإجراء استفتاء لاستقلال اسكتلندا.

إذن، ما هي خيارات المتنافسين للفوز برئاسة الحكومة وقيادة عربة «البريكست» المندفعة؟ بوريس جونسون وجيرمي هانت متفقان على إعادة التفاوض على اتفاق الخروج، إذا ما وافق القادة الأوروبيون على إعادة فتح المفاوضات. وهما مستعدان أيضاً لخروج مفاجئ من دون صفقة إذا رفضوا ذلك. ويصطدم الخيار الأول بالموقف الأوروبي التالي «إننا مستعدون لمناقشة العلاقة المقبلة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في حال تطور موقف المملكة المتحدة، لكن اتفاق الانسحاب غير مطروح للتفاوض مجدداً». أما بالنسبة للخيار الآخر فإن الأوروبيين يقولون ببساطة غادروا إذا كنتم على استعداد لتحمل العواقب. كما أن الانفصال من دون اتفاق، خيار يعارضه البرلمان البريطاني ولن يسمح بتمريره.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.