تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

موقع المونيتور العبري: هل بدأ التطبيع الخليجي مع إسرائيل..؟ الدول الخليجية لن تنتظر الفلسطينيين

مصدر الصورة
وكالات

كتب موفد موقع "المونيتور" العبري الى ورشة البحرين، داني زاكين، إن ورشة البحرين تعيد الى الذاكرة هبوط طائرة الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، في مطار بن غوريون، كأول زعيم عربي، يزور إسرائيل، ويوقع في عام 1979 اتفاق سلام معها، أبقت القضية الفلسطينية خارج الاتفاق، واكتفي باقتراح حل على أساس حكم ذاتي. ورأى زاكين، أن مؤتمر البحرين يعد رسالة للفلسطينيين، مفادها أن دول الخليج "السنّية"، يمكن أن تتوصل الى اتفاق سلام مع إسرائيل قبل حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، إذ ليس سراً أن علاقات هذه الدول مع إسرائيل تعززت في السنوات الأخيرة، على خلفية الصراع المشترك ضد العدو الإيراني.

وبحسب زاكين، فقد كشف مؤتمر البحرين عن أحد أسرار الشرق الاوسط، وهو شبكة العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول الخليجية وخاصة السعودية وعُمان، فيما بقي الفلسطينيون خارج الصورة، على ضوء مقاطعتهم للمؤتمر. وحقيقة أن مسؤولين كبار في الدول العربية تحدثوا بصورة طبيعية مع رجال أعمال إسرائيليين، كان بينهم الجنرال الاحتياط يوآف مردخاي، ومع صحفيين إسرائيليين، حطمت أسطورة مقاطعة إسرائيل. ومن وجهة النظر الإسرائيلية، كان مشهد التطبيع مهما أكثر من الهدف الاساس للمؤتمر، وهو خطة مارشال إقليمية خاصة بالفلسطينيين.

وأشار زاكين الى أن الحدث الأبرز الذي شهده المؤتمر، كان المقابلات التي منحها وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد الخليفة، لوسائل الإعلام الإسرائيلية، والتي كسر من خلالها  المحرم "التابو"، وتحدث عن ضرورة الحوار المباشر مع إسرائيل. وبرز بشكل خاص، انتقاده للفلسطينيين، وقوله إنه ما كان يفترض بهم أن يقاطعوا المؤتمر، معتبراً أنه من الخطأ محاولة إبعاد الولايات المتحدة عن عملية السلام. والأهم من ذلك، ما قاله عن العمليات الإسرائيلية ضد إيران في سورية، وتأكيده على حق كل دولة في الدفاع عن نفسها.

ونقل زاكين عن وزير إسرائيلي قوله، إن إسرائيل فوجئت بالاستقبال الحار في البحرين، وبالتصريحات الحادة تجاه الفلسطينيين. وأضاف الوزير إن الإسرائيليين اعتادوا على سماع مثل هذه التصريحات في المحادثات المغلقة، لكن كانت هذه المرة الأولى التي تصدر فيها التصريحات علناً وأمام الكاميرات. وأعرب الوزير الإسرائيلي عن اعتقاده بأن المؤتمر سيزيل الكثير من العقبات أمام العلاقات التجارية بين إسرائيل والدول الخليجية، وخاصة في مجال التكنولوجيا المتطورة المرتبطة بحرب "السايبر" والتنصت.

من جانبه، قال الجنرال احتياط ايتان دنكوت، منسق العمليات الإسرائيلي السابق في الأراضي الفلسطينية، إن الفلسطينيين يدركون اليوم تراجع اهتمام الدول الخليجية بهم، وأن تعزيز التحالف مع إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران هو الهدف الأول لها، إضافة لصفقة القرن. بالتالي، فإن القيادة الفلسطينية هي المتضرر الأكبر من كل ذلك، خصوصاً وأنها تلقت رسالة واضحة جداً من الدول العربية، مفادها أنها أصبحت بمثابة عظمة في الحلق للعديد من الأطراف المؤثرة في المنطقة، وأن سلوكها يمنع تقدم التعاون الأمني والتكنولوجي والاقتصادي في المنطقة. يضاف الى ذلك، أن الأمريكيين باتوا يتحدثون أكثر عن ضرورة ايجاد بديل للقيادة الفلسطينية الحالية.

واعتبر زاكين، أنه تم في المنامة وضع الحجر الأساس للتطبيع العلني بين إسرائيل والدول "السنّية" البراغماتية، لكن عدم وجود اتفاق مع الفلسطينيين يضع عراقيل أمام تطوير العلاقات بين إسرائيل والدول الخليجية. لكن هذا لا يعني بالضرورة وقف مسار التطبيع. إذ أوضحت هذه الدول في مؤتمر البحرين للفلسطينيين، أنها تؤيد حلاً سياسياً، وأنه من الأجدى بهم أن يتحركوا بسرعة، لأن لهذه الدول مصالح مهمة جداً، وهي لن تنتظرهم أكثر من اللازم.

وختم زاكين قائلاً: بالنسبة لـ بنيامين نتنياهو، إن هذا هو الوضع الأمثل. فبينما يتم عرض الفلسطينيين كرافضين، ويخرجون من اللعبة، تعزز إسرائيل العلاقات التجارية مع دول الخليج على أساس المصلحة المشتركة ضد إيران. لكن الإعلان عن الشق السياسي في صفقة القرن، سيشكل الاختبار الحقيقي لجميع الأطراف. وسيتعين على إسرائيل إظهار المرونة حتى لا تفوّت المكاسب التي حققتها في البحرين.

                                   ترجمة: غسان محمد

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.