في كل عام تحترق بعض المحاصيل في موسم الحصاد نظراً ليباسها وارتفاع الحرارة ،لكن حرائق هذا العام كانت أكثر عدداً وأوسع أنتشاراً رغم استبشار الفلاحين بالخير الوفير ؛ فقد تجاوزت المساحات المحروقة ال٨٠٠ألف دونم تقريباً في ارجاء المحافظة كافة.
أضرار أخرى
لم تكتف النيران بالتهام محصولي القمح والشعير إنما تجاوزتها إلى بقايا المحاصيل الزراعية و بساتين الزيتون و الأشجار المثمرة ممتدة في طريقها إلى المنازل والأشجار في بعض المناطق وأوقعت أضراراً كبيرة في الممتلكات و المزارع و مستودعات قرى الخابور وعدد من “الكنائس الأشورية” وأعمدة الإنارة وشبكات الكهرباء و انهيار الجسور بشكل جزئي و كلي خصوصاً في بلدات القحطانية و الجوادية و تل حميس شمالي الحسكة كما وأطاحت بحياة ١٢ مواطناً ممن حاولوا إخماد النيران ، وألحقت أضرارا ب(٨١) عموداً خشبيا حاملاً للشبكة الكهربائية المتوسطة والمنخفضة ، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدة قرى وبلدات في ريف القحطانية شمالي الحسكة وتل تمر غربي الحسكة .
أسباب
اتسعت النيران بشكل كبير نتيجة الرياح القوية و ارتفاع درجات الحرارة وعدم وصول صهاريج مياه أو الإطفائيات لإخماد النيران باستثناء سيارتي إطفاء فقط موجودتان في المنطقة كما أدى انفجار عدد كبير من الألغام والعبوات الناسفة من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي نتيجة وصول لهب النيران إليها إلى زيادة اشتعال المحاصيل في قرية تل الرمان الآشورية التابعة لتل تمر .
شكوك
غالبية هذه الحرائق لم تكن قريبة من المنازل التي يقطنها الفلاحين الأمر الذي يساور شكوكهم بوجود فعل فاعل قام باشعال كل تلك المحاصيل ولم تكن نتيجة عقب سيكارة أو شرار متطاير أو ارتفاع حرارة الطقس أو حتى نتيجة تراكم الأشواك وسط المحاصيل على مسننات آليات الحصاد .
آمال وقوانين مضادة
ورغم مطالب الفلاحين بالتعويض أو تأجيل تسديد الأقساط المترتبة عليهم للمصرف الزراعي إلى الموسم القادم ، إلا أن قرار الحكومة جاء مخيباً للآمال بعد أن صرح وزير الزراعة المهندس أحمد القادري خلال زيارته الأخيرة للمحافظة بأن تعويض الفلاحين المتضررين نتيجة احتراق محاصيلهم غير مشمول بأنظمة و قوانين صندوق الكوارث الطبيعة .
يذكر أن آخر الاحصائيات تؤكد أن كمية الانتاج المفقودة زادت عن(٥٠٠ ١٣٠ )ألف طن من محصولي القمح والشعير .
أحلام الحسين/الحسكة
