تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مساعي سعودية لتوجيه ضربة موجعة إلى تركيا وسط التوتر بين البلدين عقب مقتل خاشقجي

مصدر الصورة
عن الانترنيت

أدى التوتر في العلاقات السعودية التركية الناجم عن مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، إلى تراجع كبير في عدد السياح من المملكة إلى تركيا، ما قد يمثل ضربة موجعة إليها في ظل مشاكلها الاقتصادية.

وقللت التبعات الدبلوماسية لمقتل خاشقجي، الذي تم اغتياله يوم 2 تشرين أول 2018 في قنصلية السعودية باسطنبول على يد فريق خاص من المملكة، من تدفق السياح السعوديين إلى تركيا وسط تعالي الأصوات الداعية لمقاطعة البلاد ردا على انتقاداتها شديدة اللهجة إلى المملكة وقيادتها، بما في ذلك ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، خاصة أنها غالبا ما تأتي على لسان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.   

وعلى الرغم من أن العلاقات بين "القوتين السنيتين" تتميز منذ وقت طويل بمنافسة واسعة، إلا أن مئات آلاف السياح السعوديين يتفقون سنويا إلى تركيا بفضل مناخها المعتدل وتراثها التاريخي وصفتها كـ"حد بين الشرق والغرب"، مما يشكل جزءا مهما من إيرادات الاقتصاد التركي.

وبحسب مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، يبلغ متوسط إنفاق السائح السعودي في تركيا 500 دولار وهو أكثر بكثير من هذا المعدل لدى الزوار الأوروبيين، كما تعتبر السعودية من أبرز مشتري العقارات في تركيا وأحد أكبر المستثمرين في هذا المجال.

لكن التوتر الأخير تسبب في انطلاق حملة واسعة في السعودية بمشاركة ناشطين كثيرين ووسائل إعلام مقربة من الحكومة تدعوا إلى مقاطعة تركيا وعدم السفر إليها وشراء العقارات فيها، محذرة من المخاطر الأمنية التي قد يواجهها السعوديون في هذا البلد.

وفي الأشهر الأخيرة بدأ هذا الحراك يحمل طابعا دبلوماسيا رسميا أيضا، حيث أصدرت البعثات السعودية في تركيا تحذيرات وتنبيهات عدة لمواطني المملكة الموجودين في الأراضي التركية، تحدثت عن حالات سرقة جوازات السفر والمخاطر من الاستثمار في العقارات وجرائم صغيرة أخرى.

كما انضم إلى هذه الحملة بعض المسؤولين السعوديين، بينهم رئيس مجلس إدارة غرفة الصناعة والتجارة في الرياض، عجلان العجلان، الذي قال عبر "تويتر" يوم 29 أيار: "الخطابات والحملات العدائية المنظمة التي تتبناها الحكومة التركية ضد المملكة، أصبحت واضحة للجميع. اليوم أقولها بكل صراحة، الحكومة التركية الحالية بقيادة أردوغان هي عدو للمملكة وقيادتها وشعبها، ‏وأي استثمار أو سياحة في تركيا هو دعم لهذا العدو".

هذه تحركات لقد أدت إلى نتائج ملموسة، حيث ذكرت وزارة السياحة التركية مؤخرا، حسبما نقلته وكالة "فرانس برس"، أن عدد الزوار الذين يتدفقون إلى تركيا من السعودية شهد خلال الأشهر الـ5 الأولى من 2019 هبوطا حادا بلغ نقطة 30 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها في 2018، وهو الرقم الذي أكدته للوكالة شركة سياحية في الرياض.

وأشارت "فرانس برس" في هذا السياق إلى أن الحملة السعودية الداعية لمقاطعة السياحة ووقف الاستثمار في العقارات في تركيا قد تمثل "ضربة محتملة" بالنسبة إلى اقتصاد البلاد، الذي يمر منذ العام الماضي بمشاكل كبيرة بسبب أزمة هبوط الليرة التركية.    

وقال الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، حسين آبيش، للوكالة، إن "سوق العقارات التركي قد يواجه هروبا من المشترين السعوديين"، وأضيف: "هذا مدفع لم تستخدمه الرياض بعد".

لكن المعطيات الخاصة بهذا الموضوع تشير إلى أن سوق العقارات التركية لم تتعرض بعد لأي أضرار، حيث ارتفع عدد مبيعات العقارات للسعوديين قليلا في الأشهر الخمسة الأولى من 2019 مقارنة بالفترة نفسها من 2018 وبلغت 992 مقابل 977.

من جهة أخرى، لفتت "فرانس برس" إلى أن التوتر بين تركيا والسعودية يتزامن مع تكثيف الأخيرة سياساتها الساعية للتخلص من الإدمان النفطي وتنويع الاقتصاد مع رفع مستوى إنفاق السعوديين داخل البلاد.

ورأى المحلل في معهد أبحاث الدراسات الأوروبية والأمريكية في أثينا، كونتان دو بيمودان، متحدثا للوكالة، أن السعودية "تضرب عصفورين بحجر واحد، إذا أنها تمنع تركيا من الاستفادة من السياح السعوديين، وتقنع مواطنيها بإنفاق أموالهم في الداخل".

لكن أستاذا جامعيا في الرياض يبلغ من العمر 39 عاما ويدعى عبد الله لم يقتنع بدعوة مقاطعة تركيا وعدم زيارتها مع عائلته.

وقال لـ"فرانس برس": "السعوديون يعشقون الذهاب إلى المطاعم التركية، لكن عندما ينتهون من تناول الطعام، يتسابقون ليكتبوا على تويتر: لا تذهبوا إلى تركيا".

مصدر الخبر
RT

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.