تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رهانات تركيا الخاسرة

مصدر الصورة
عن الانترنيت

وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه أمام وضع معقد في علاقة بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية أزمة منظومة الصواريخ الروسية «إس 400»، التي تسببت في اتخاذ واشنطن قراراً حازماً تجاه أنقرة، تمثل في إلغاء بيعها طائرة «إف 35» وعدم السماح للطيارين الأتراك بالمشاركة في البرنامج الخاص بتصنيع المقاتلة، ومنحتهم مهلة حتى نهاية الشهر الجاري لمغادرة الأراضي الأمريكية.

أسباب عدة دفعت الولايات المتحدة لاتخاذ هذه العقوبات في انتظار عقوبات إضافية في الفترة المقبلة، وكلها تشير إلى أن العلاقات الأمريكية التركية تمر بأسوأ مراحلها، خاصة في ظل التحفظات الأمريكية على قرار أنقرة بالاتجاه شرقاً للتسلح، والتخلي عن العقيدة العسكرية الأمريكية عن طريق الاستعانة بالتقنية الروسية، ما يعني لواشنطن الكثير، فهي تخشى أن تستخدم لاختراق الأسرار التكنولوجية للمقاتلة الشبح، كما أن الاستعانة بالتقنية الروسية يعني تعرض حلف شمال الأطلسي بأكمله للاختراق والتفكك، وهو ما لا ترغب به الولايات المتحدة وبقية دول الحلف.

لم تثن التهديدات الأمريكية أنقرة والرئيس التركي عن التراجع عن استكمال الصفقة الضخمة التي أبرمتها مع روسيا، فقد كان أردوغان يراهن على العلاقة التي تجمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتخفيف من حدة الموقف وبالتالي المواجهة المكشوفة بين الجانبين، لكن هذه الرهانات ذهبت أدراج الرياح، خاصة بعد أن أجمع صناع القرار في البيت الأبيض على رفض الخطوة التركية واعتبارها تهديداً للعلاقة بين الجانبين، التي كانت متميزة إلى وقت قريب، خاصة أن تركيا تعد عضواً مهماً في «الناتو»، وقدمت تسهيلات كبيرة للولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي سابقاً وروسيا لاحقاً.

وخلال السنوات القليلة الماضية بدت حسابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مختلفة، إذ لم تمنع العلاقات مع ترامب وقف تدهور علاقة البلدين، التي تواجه حالياً أزمة مستعصية، بدءاً من سوريا وعلاقة الولايات المتحدة بالأكراد، مروراً بحقوق الإنسان والسياسة الخارجية، وصولاً إلى محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016، حيث ترى أنقرة أن واشنطن تحمي فتح الله جولن، المتهم بالانقلاب، والذي ترفض الولايات المتحدة تسليمه إلى تركيا، التي تطالب به منذ مدة طويلة، وقد ترجم السوء في هذه العلاقة بتعليق منح التأشيرات لبعضهما عام 2017، الأمر الذي يشير إلى أن العلاقة تجاوزت مرحلة الاهتزاز إلى مرحلة السوء والانهيار.

وبدأت اللهجة التركية نحو الولايات المتحدة الأمريكية بالتغير، حيث يردد الإعلام هناك أن الولايات المتحدة صارت «العدو الجديد لتركيا»، لهذا يراهن أردوغان على علاقة استراتيجية جديدة مع روسيا، في إطار إعادة تموضع سياسي وعسكري جديد، لكن هذا التحول من شأنه أن يشعل صراعاً مفتوحاً ليس فقط بين تركيا والولايات المتحدة، بل ومع أوروبا بشكل عام، فهل تنجح رهانات أردوغان أم يخسر كل شيء؟

مصدر الخبر
كلمة الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.