تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"خدعة بيولوجية" قديمة هي السبب في انتشار وباء البدانة!

مصدر الصورة
وكالات

تشير دراسة جديدة إلى أن البشر يزدادون بدانة بمرور الوقت، ولكن من المفارقات أن وباء السمنة قد يكون مدفوعا بـ"خدعة بيولوجية" قديمة طورناها لتمنعنا من الجوع حتى الموت.

واكتشف العلماء في جامعة نيويورك أن "خدعة" استخدمها البشر والحيوانات قديما لمنع الشعور بالجوع، ربما ساهمت في انتشار وباء السمنة الآن.

ففي أوقات الجوع، منحت هذه "الخدعة" الحيوانات القدرة على تخزين الطاقة الزائدة على شكل دهون، وحتى في حال حصل الحيوان على وجبة كبيرة، فإن جسده يستجيب عن طريق تخزين أي وقود إضافي يمكن استخدامه عندما يكون الطعام نادرا.

ويعد الاستعداد للسمنة وراثيا بشكل جزئي، ولكن العديد من عوامل نمط الحياة يمكن أن تفسر أيضا الإصابة بهذه الحالة، حيث أن الحمية الغذائية الغربية، هي أحد المساهمين الرئيسيين في وباء السمنة، نظرا لأن الأطعمة المصنعة تشجع على الإفراط في تناول الطعام.

وبالإضافة إلى ذلك، يزيد نمط الحياة المستقر الذي تقل فيه الأنشطة البدنية من خطر الإصابة بالسمنة، ولكن الدراسة الجديدة أثبتت أن عملية الأيض وزيادة الوزن أكثر تعقيدا من مجرد تناول كميات محددة من الطعام والنشاط.

وقال العلماء: "اكتشفنا آلية لمكافحة الجوع أصبحت لعنة في أوقات وفرة الطعام لأنها ترى الإجهاد الخلوي الناجم عن الإفراط في الأكل يشبه الإجهاد الناجم عن الجوع، وتضع المكابح على قدرتنا في حرق الدهون".

وفحص العلماء بروتينا يسمى RAGE يعيش على سطح الخلايا الدهنية في الثدييات، وتتمثل مهمته في الحفاظ على مخازن الدهون. حيث تكون هناك وفرة من الطاقة عندما نحتاج إليها، كما لعب هرمون الأدرينالين دورا في آلية مكافحة الجوع، بعمله على تنظيم عملية تحويل الدهون إلى طاقة أو حرارة في الجسم.

واستنتج العلماء أن روتين RAGE يعمل بمثابة "فرامل أيضية"، على قدرتنا في حرق الدهون من أجل الحصول على الطاقة، حيث يمنع حرق الدهون التي نستدعيها عندما نكون جائعين أو نشعر بالبرد أو نصاب بالذعر أو نكون منزعجين، أو حتى عندما نتناول وجبة زائدة.

وكشفت التجارب التي أجريت في عدد من الأنسجة البشرية، أن بروتين RAGE يعمل عن طريق بروتينات تعرف باسم AGE، والتي تتشكل عندما يتحد سكر الدم مع البروتينات أو الدهون، وفي الغالب تظهر لدى مرضى الشيخوخة ومرضى السكري والسمنة.

وعند الشباب، تتراكم هذه البروتينات عندما يأكلون أنواعا معينة من الأطعمة مثل تلك المطبوخة بدرجات حرارة عالية.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة، فمن المحتمل أن تكون المشكلة ذات شقين، حيث غالبا ما تكون وجباتهم الغذائية عالية من هذه الأنواع من الأطعمة، بالإضافة إلى أن السمنة بحد ذاتها تؤدي إلى الإجهاد التأكسدي والالتهابات، بشكل يحاكي العملية الطبيعية للشيخوخة أو حالة مرض السكري.

وقالت آن ماري شميدت، أستاذة الدراسات الرائدة وأستاذة الغدد الصماء بجامعة نيويورك: "عادة ما تقوم أجسامنا بإزالة بروتينات AGE بشكل جيد، لكن هناك جوانب للسمنة لم يتم فهمها بعد، تؤدي إلى إيقاف هذه الآليات الوقائية".

ولهذا تهدف الدراسات المستقبلية إلى تشغيل بروتين RAGE ومنعه من إيقاف استهلاك مخزون الطاقة الطبيعية، وهو ما يمهد لإيجاد دواء فعال للقضاء على السمنة.

مصدر الخبر
RT/ديلي ميل

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.