تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

خزعبلات غرينبلات!

مصدر الصورة
عن الانترنيت

جاءنا أخيراً من يقوم بمهمة تصحيح ثوابت وقناعات شكلت على مدى أكثر من مئة عام حالة من الوعي القومي، كانت أساساً في صراعنا مع عدو قومي وتاريخي.

كنا نعتقد، أن «إسرائيل» هي عدونا، وأنها شردت شعبنا الفلسطيني من أرضه، وأن العصابات الصهيونية اليهودية ارتكبت المجازر والمذابح، ومارست التهجير والاقتلاع والتدمير، وأن «إسرائيل» شنت الحروب والاعتداءات واحتلت أرضاً عربية. وكنا نعتقد أيضاً، أن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض، وهم ضحايا يهود تم استيرادهم من كل حدب وصوب ليستوطنوا أرضاً ليست أرضهم، بذريعة أنها «أرض الميعاد»، وتحقيقاً ل«الوعد الإلهي» كما جاء في التوراة.

ثم اكتشفنا مؤخراً، أن كل ذلك كان مجرد وهم وهذيان، وحكايات عجائز، وخطب حماسية، وقناعات زائفة شكلت على مدى هذه السنوات ذاكرتنا وإيماننا ويقيننا بقضية لا وجود لها.

حصل ذلك، لأن جيسون غرينبلات اليهودي الصهيوني الذي يعمل بوظيفة مبعوث للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، أماط اللثام عن الحقيقة، وفتح عقولنا على ما كنا نجهل، وأزال الغشاوة عن عيوننا.

الآن فقط، صرنا نعرف أن عصابات «الهاغاناه» و«شتيرن» و«ليحي» و«بالماخ» و«الأرغون» وغيرها هي عصابات فلسطينية، وأن من تم طرده من أرضه، وارتكاب المجازر بحقه هو الشعب اليهودي الذي يعيش في مخيمات اللجوء والشتات، وأن من بقي في الأرض من الفلسطينيين هم من يمارسون الاحتلال، وأن «إسرائيل» هي «ضحية»، و«لم ترتكب أية أخطاء»، وأن الفلسطينيين هم من يعتدون عليها، و«يواصلون مهاجمتها من خلال الإرهاب».

وصرنا نعرف أيضاً، أنه لا توجد مستوطنات في الضفة الغربية «بل أحياء ومدن»، وأن الضفة غير محتلة، وأن القدس لم تكن يوماً للفلسطينيين والمسلمين.

هذا ما كشفه لنا غرينبلات في حديث لشبكة «بي بي إس» الأمريكية، في معرض شرحه لمزايا ومنافع «صفقة القرن» التي يرفضها الفلسطينيون.

يقول الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول: «بما أن رجل السياسة لا يصدق أبداً ما يقوله، فإنه يفاجأ إذا ما صدقه أحد»، ولعل غرينبلات هو واحد من هؤلاء؛ ذلك أنه يمارس العمل السياسي، ويقوم بدوره من دون حمولة أخلاقية، فيبيح لنفسه استخدام ما يحلو له من مواقف؛ لتحقيق أهدافه السياسية بأي ثمن، حتى ولو داس على كل القيم والمثل الإنسانية والأخلاقية، وتجاوز كل القوانين والشرائع السماوية والوضعية.

وغرينبلات هذا لا ينطلق في موقفه من قناعات سياسية فقط، إنما من خلفية دينية تتحكم بكل ممارساته، ومن معتقدات تستند إلى تفسيرات وتأويلات توراتية تطغى عليها الأساطير والتّرهات، ويتم استخدامها لتزييف الحقائق التاريخية والدينية أيضاً.

كنا نريد تصديق مبعوث ترامب، لكننا فتحنا كل كتب التاريخ والأطالس العالمية فلم نجد إشارة لما يسمى «إسرائيل»، إلا بعد الاستيلاء على فلسطين عام 1948، وفرضها من جانب دولته والدول الغربية الأخرى كأمر واقع في جغرافيا لا علاقة لها بها، وفي أرض لها أهلها وأصحابها، يواصلون التحدي والصمود، ويقدمون التضحيات من أجل استردادها.

.. وعدنا إلى قناعاتنا وإيماننا بقضيتنا؛ لأنها قضية حق وعدل.. وأن غرينبلات وغيره من صهاينة العصر يمارسون أبشع أشكال النفاق السياسي والخزعبلات.

مصدر الخبر
كلمة الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.