تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاستيطان يشكل خطرا على وجود الدولة اليهودية أيضاً...

مصدر الصورة
خاص

دفاعاً عن حقوقنا الفلسطينية المشروعة، وحماية لأراضينا من المصادرة والتهويد، يحق لنا، لا بل من واجبنا، أن نشجب وندين ونستنكر ونناضل ضد سياسة الاستيطان التي تطيل أمد الاحتلال، وتبقيه جاثما على أراضينا والى الأبد، هذه السياسة التي تؤكد أن خيار حل الدولتين قد ولّى، ولن تكون له أي رجعة، لأن قادة إسرائيل اليمينيين المهيمنين على الحكم لا يريدون إقامة دولة فلسطينية، وهم متمسكون بالمستوطنات التي أقيمت على أراضينا، ومن المستحيل أن يزيلوا مستوطنة واحدة منها!

ولكن التساؤل المنطقي الذي يطرح نفسه: إذا كان حل الدولتين قد ولّى، ولم يعد قابلا للتطبيق، فما هو الخيار البديل؟

قد يكون الاستيطان حجر عثرة أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، ولكن هذا الاستيطان هو الذي سيشكل عبئاً على الدولة العبرية، وهو الذي سيدخلها في مشاكل داخلية مستقبلية، وهو الذي سيقود الى حل واحد، ألا وهو قيام دولة واحدة موحدة، وهذه الدولة بقوميتين تعني أن قانون "القومية اليهودية" قد ألغى نفسه بوجود واستمرار وتعاظم وتيرة الاستيطان.

الاستيطان حسب تقييمات عديدة يُصعّد من قوة اليمين في إسرائيل، ويشجع على التطرف والتشدد، ويقود الى العنصرية. فالاستيطان لن يكون معرقلاً لجهود ومبادرات تحقيق سلام شامل وعادل ودائم فقط، بل سيقود الى نزاع داخلي في إسرائيل، نزاع سببه منح امتيازات للمستوطنين على حساب الإسرائيليين الآخرين. وكذلك فإن توفير الحماية الأمنية لهم في المناطق الفلسطينية لن تكون عملية سهلة بل مكلفة، وهذه الحماية ترهق الأمن الإسرائيلي أكثر من أي نشاط مقاوم ضد إسرائيل!

المستوطنون في المناطق العربية المحتلة مدللون الى حد كبير، ويتجاوزون القوانين والأعراف الانسانية والشرعية والدولية، وسيقودونإسرائيل الى ضعف وخلافات داخلية.

والمستوطنون هم وراء تحول إسرائيل الى دولة عنصرية، دولة "ابرتهايد"، والى دولة ثنائية القومية، تواجه مشكلة ديموغرافية خطرة بالنسبة للقادة الإسرائيليين اليهود!

الاستيطان مرفوض من طرفنا، ولكنه سيشكل عبئاً على دولة إسرائيل، وهذا ما يتوقعه كل انسان عاقل، وكل باحث في الشؤون الإسرائيلية. إنه يحقق ما كان يدعو اليه قادتنا، وما زال كثيرون يدعون اليه، ألا وهو إقامة دولة واحدة علمانية تتمتع بالمساواة في المواطنة.

قد يكون المتطرفون في إسرائيل فرحين عندما يبنون مستوطنة جديدة، وعندما يصعدون من وتيرة الاستيطان، ولكن مع الزمن، فإن المستوطنين أنفسهم سيشكلون تهديداً لمستقبل إسرائيل، وقد يساهمون في إضعاف دولتهم المزعومة ، ورحيلها إن استمروا في عربدتهم وتطرفهم واعتبار أنفسهم فوق القانون، لأن الأمور والأجواء والمعطيات الحالية التي هي لصالحهم لن تكون أبدية، وهي قابلة للتغيير سواء عاجلاً أم آجلاً، والعالم نفسه قد يكون متفرجاً الآن على الوضع، ولكنه مجبر على قول كلمة الحق والعدل في المستقبل، ودولة جنوب أفريقيا هي خير مثال على ذلك!

القدس 9/8/2019

                                                                                 جاك يوسف خزمو                                                                                                                              رئيس تحرير مجلة البيادر

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.