تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

انقسام بريطاني

مصدر الصورة
عن الانترنيت

صادق ناشر

تجد بريطانيا نفسها أمام انقسام جديد يهدد وحدتها الداخلية، خاصة في ظل حماس المؤيدين ل«بريكست» بالخروج من الاتحاد الأوروبي حتى من دون اتفاق، وبين معارضين لهذا الخروج، لما لذلك من أزمات يمكن أن يشكلها هذا الخروج على الأوضاع في البلاد، خاصة مع التقارير التي تشير إلى أن بريطانيا يمكن أن تواجه أزمات عدة قد تعصف باقتصادها، وهو ما يشير إليه ما يزيد على 100 نائب في البرلمان، الذين طالبوا رئيس الوزراء بوريس جونسون بدعوة البرلمان لقطع إجازته والانعقاد على وجه السرعة لمناقشة مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومناقشة تداعيات هذا الخروج، المقرر في 31 من  تشرين الأول المقبل.

ووفق استطلاع للرأي أجراه معهد يوجوف يظهر أن 48% من البريطانيين يفضّلون أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، على أن يصبح رئيس حزب العمال جيريمي كوربن، رئيساً للوزراء، فيما يؤيد 35% ممن شملهم الاستطلاع تولي كوربن رئاسة الحكومة، وتنظيم استفتاء جديد حول خروج، أو بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، وهذا يعني أن حماس البريطانيين للخروج لا يزال الأعلى، وإن كان تراجع قليلاً خلال الفترة القليلة الماضية، لأسباب تتعلق بالمخاوف من انعكاس هذا الخروج على الأوضاع الاقتصادية في البلاد، خاصة مع تقارير تشير إلى أن بريطانيا ستواجه نقصاً في الوقود، والغذاء، والدواء، إذا خرجت من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.

لهذا السبب تبدو دعوة العماليين البرلمان للانعقاد محاولة لإيقاع رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون، في فخ سياسي جديد يفضي إلى الضغط عليه للتنازل عن خططه بخروج بريطانيا من الاتحاد باتفاق أو من دونه، وهو ما أعلنه الأخير فور توليه منصبه خلفاً لرئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في وقت سابق من الشهر الماضي، حيث يأمل حزب العمال أن يؤدي الضغط على جونسون إلى تقديم استقالته، لتفسح بذلك المجال لتولي جيريمي كوربن المنصب خلفاً له، والذي سيطالب بتأجيل جديد لتاريخ مغادرة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبالتالي تجنّب خروجها من دون اتّفاق، ثم يدعو لانتخابات تشريعية مبكرة.

ما يقلق جونسون من تحرك العماليين هو أن حكومة المحافظين التي يرأسها لا تتمتع إلاّ بأكثرية صوت واحد فقط، في البرلمان، وهذا يعني أن الحكومة يمكنها أن تسقط إذا ما تسارعت الأمور باتجاه حجب الثقة عنها، والتحرك في الاتجاه المضاد.

ويرى كوربن أن ما تحتاج إليه بريطانيا في هذا الظرف هو حكومة مستعدّة للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حتى لا يكون هناك خروج كارثي، إلا أنه يعتقد أن الحكومة لا تريد أن تفعل كذلك، خاصة مع تحركات جونسون إلى كل من ألمانيا وفرنسا، وتأكيده لقادتها أن البرلمان لن يتمكن من منع خطة الانفصال بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، سواء باتفاق، أو من دونه.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.