تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نسف السلام بضم الأرض

مصدر الصورة
عن الانترنيت

يواصل رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو التهديد والوعيد بضم المزيد من الأراضي العربية. ويكاد العالم يبرر له ذلك بأنها وعود في نهاية الحملة الانتخابية. وهو يعرف أيضاً أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدعمه وتريده أن يفوز برئاسة حكومة «إسرائيل».

واشنطن من جانبها أجلت إعلان خطتها للسلام في الشرق الأوسط لما بعد الانتخابات «الإسرائيلية» مرتين هذا العام، وفي الأثناء منحت نتنياهو كل ما يمكن أن يعزز فرصه للفوز في انتخابات 17 سبتمبر الجاري.

ما قاله نتنياهو علناً أمس، وإن اعتبره البعض مزايدة انتخابية على اليمين المتطرف «الإسرائيلي»، هو نتيجة طبيعية لما وصلت إليه ما تسمى «عملية سلام الشرق الأوسط»، حيث الإدارة الأمريكية منذ العام 2017 تتعامل مع مشكلة «إسرائيل» وفلسطين وكأنها امتداد لسياسة نتنياهو.

ورغم خطورة ما أعلنه نتنياهو، وهو يدرك أنه قادر على تنفيذه في ظل الضعف والانقسام الفلسطيني وانشغال العرب بقضايا أخرى ،بعد أن كانت فلسطين «القضية المركزية» لهم، فإن ما يدعو للسخرية إشارته إلى ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة للسيادة «الإسرائيلية» بعد إعلان خطة ترامب للسلام، وكأن الضفة تبقت فيها أراضٍ للبلع مع انتشار المستوطنات في أطرافها وقلبها.

وإذا كانت وزارة الخارجية الأمريكية استبعدت وصف «الأراضي الفلسطينية» من أدبياتها مؤخراً، فليس مستغرباً إذاً أن تكون إدارة ترامب أعطت نتنياهو صكاً على بياض لفرض ما يريد من واقع فعلي على الأرض قبل أي مفاوضات سلام.

وبما أن صهر ترامب جاريد كوشنر كرر أكثر من مرة أن مبادرة السلام التي يعمل عليها منذ أكثر من عامين لا تتضمن «حل الدولتين»، فهي بالتالي مجرد خطة لتجاوز مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في 2002 وتعتمد حل الدولتين على أساس الأرض مقابل السلام.

لكن نتنياهو، وبالتأكيد من هو على يمينه - إذا كان هناك من هو أشد تطرفاً منه بعد تصريحاته الأخيرة - في «إسرائيل»، يريدون الأرض والسلام لهم وليس للمنطقة ولا لأحد غيرهم. وقد أعطى ترامب لنتنياهو اعترافاً بالسيادة على القدس بنقله السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، وأقر له بالسيادة على الجولان السوري المحتل. وغداً يقر له بالسيادة على أغلب ما تبقى من الضفة الغربية، وكأنما تغدق الإدارة الأمريكية على نتنياهو أسخى الوعود كي يفوز في الانتخابات.

وإذا كان بعض العرب والفلسطينيين يعتبرون تصريحات نتنياهو «مجرد وعود انتخابية»، فإن الماضي البعيد والقريب يؤكد أن ما يقوله «الإسرائيليون» يفعلونه بغض النظر عن الاتفاقات والمعاهدات والمبادرات والصفقات.

سياسة «إسرائيل» التوسعية وتغوّلها على حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، وتصريحات نتنياهو العدائية تحتاج من العرب اليوم ومن «الجامعة» إلى ما هو أكثر من خطابات الهجوم وبيانات التنديد.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.