تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

داود أوغلو يفتتح عهد انتكاسة أردوغان

مصدر الصورة
SANA

رئيس الوزراء التركي السابق يستقيل من حزب العدالة والتنمية الحاكم السابق ويعلن تدشين حزب جديد.

داود أوغلو: مسؤوليتنا التاريخية وواجبنا تجاه الأمة إنشاء حزب سياسي جديد

أنقرة  - قال رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، الذي كان أحد أقرب حلفاء الرئيس رجب طيب أردوغان، الجمعة، إنه استقال من حزب العدالة والتنمية الحاكم وانتقد مجددا قدرات الحزب على الحكم، معلنا تدشين حزب جديد كما كان متوقعا.

وتعد استقالة داود أوغلو صفعة جديدة لحزب للعدالة والتنمية، حيث تكهنت وسائل الإعلام بالفعل بحدوث انقسامات وانشقاقات عقب انتكاسة الحزب في الانتخابات البلدية التي أجريت في مارس.

وقدّم أحمد داود أوغلو البالغ 60 عاما أثناء مؤتمر صحافي في أنقرة، استقالته، مستبقا بذلك قرارا منتظرا من جانب إدارة الحزب بفصله. وقال داود أوغلو، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في عهد أردوغان بين عامي 2014 و2016 قبل أن يتمّ فصله، “إنها مسؤوليتنا التاريخية وواجبنا تجاه الأمة إنشاء حزب سياسي جديد”. وأضاف أوغلو أن “حزب العدالة والتنمية، الخاضع لسيطرة مجموعة صغيرة، لم يعد قادرا على حل مشكلات بلدنا”.

وتابع “من الواضح أنه لا يوجد أي تقييم داخلي وأن قنوات المفاوضات أُغلقت وأنه لا يوجد أي احتمال لتغيير داخلي”. وأكد أنه “لحماية القاعدة المخلصة من حزب العدالة من حزن مشاهدة زعيمها وهو يُعزل، قررنا الاستقالة من حزبنا الذي أعطيناه أعواما من الكد والتوجيه”.

ويعد أوغلو من القيادات الوازنة في حزب العدالة والتنمية والمطلعة بشكل كبير على عدة ملفات من الحجم الثقيل يمكن أن تشكل كابوسا مزعجا لأردوغان في صورة خروجها إلى العلن.

وتقول الأوساط المقربة من العدالة والتنمية إن داود أوغلو يشير بشكل مباشر إلى أن أردوغان لعب ورقة الإرهاب لإخافة الشارع التركي ودفعه إلى الإقبال بكثافة على الانتخابات العامة التي جرت في 2015، والتصويت للحزب الحاكم، وإظهار أن أردوغان يحوز على ثقة الأتراك، وهو ما وظفه كعنصر رئيسي لفرض تعديل الدستور وتتويج نفسه لاحقا رئيسا بصلاحيات غير محدودة.

وقد سبق الانتخابات التي أقيمت في تشرين الثاني 2015، أعنف هجوم إرهابي في تاريخ تركيا الحديث والذي وقع في 10 تشرين الأول 2015، بعدما أسفر انفجار لسيارتين مفخختين خارج محطة قطار بالعاصمة أنقرة عن 109 قتلى و500 مصاب.

ومن الواضح أن توظيف الإرهاب لم يستهدف فقط إخافة الأتراك، ولكن أيضا مثّل ورقة ضغط داخلية في الحزب الحاكم خاصة في ظل اختلاف الاستراتيجيات بين أردوغان وبين فريق من المؤسسين أصحاب الوزن في العدالة والتنمية، وبينهم داود أوغلو، الذي تقلد حقيبة الخارجية ثم رئيسا للحكومة، وكذلك الرئيس السابق عبدالله غول.

وشن الرئيس التركي حملة شرسة على أوغلو واتهمه بالخيانة، ردا على انتقادات رئيس الوزراء السابق لسياسات أردوغان التي لم يعد من الممكن السكوت عنها وتفرده بالرأي، محملاّ إياه مسؤولية هزيمة الحزب الحاكم وتدهور الاقتصاد التركي.

وعندما غادر رئاسة الوزراء، تعهّد أوغلو بعدم انتقاد أردوغان علناً، لكنّه كسّر صمته في يوليو خلال مقابلة صحافية مطوّلة اتّهم خلالها حزب العدالة والتنمية بالانحراف عن أهدافه وندّد بقرار الحزب إجراء انتخابات جديدة في إسطنبول بعد أن خسر بفارق ضئيل في مارس لصالح المعارضة.

وخلال انتخابات جديدة أجريت في حزيران، مُني مرشح أردوغان بهزيمة كبيرة.

ويأتي إعلان أوغلو في الوقت الذي نأت فيه شخصيات حزبية أخرى بارزة، مثل الرئيس السابق عبدالله غول ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان وهما من الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، بنفسها عن أردوغان.

وباباجان نائب رئيس الوزراء الأسبق المكلّف بالإشراف على الاقتصاد التركي، أعلن في مطلع يوليو استقالته من الحزب، بسبب “تباينات عميقة” والحاجة إلى “رؤية جديدة”.

ويعيش حزب العدالة والتنمية في تركيا على وقع أزمة داخلية عميقة تنذر بتفككه، وسط تصاعد أصوات من داخل الحزب تنادي بضرورة وضع حد لسياسات أردوغان.

ويرى أعضاء من داخل الحزب الحاكم أن الأزمات المتتالية التي تعصف بالبلاد على كل الأصعدة تعود إلى السياسات الخاطئة التي ينتهجها الرئيس وتفرّده بالرأي.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.