تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حزب أردوغان الذي كان

مصدر الصورة
عن الانترنيت

حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (العدالة والتنمية) يتصدع، فمعظم رفاقه القدامى هربوا وتركوه يواجه العاصفة وحيداً. كانت انتخابات بلدية إسطنبول في حزيران الماضي التي هزم فيها مرشح حزب العدالة بن علي يلدرم، أمام مرشح حزب الشعب المعارض أكرم إمام أوغلو، هزيمة مدوِّية بعد ربع قرن من قبضة حزب العدالة عليها بمثابة القشة التي قصمت ظهر أردوغان وحزبه الذي فقد اندفاعته وقوته، بسبب سوء سياسات الرئيس التركي، وتحميله مسؤولية هذه الهزيمة.

وعلى الرغم من أردوغان كان يرى في نفسه الزعيم الأوحد الذي لا تُرفض له كلمة ولا يقبل رأي أو نصيحة أحد، حتى من رفاق دربه الذين عبّدوا له الطريق وأوصلوه إلى السلطة، فإن هؤلاء وأمام لحظة الحقيقة جاهروا بقناعاتهم ومواقفهم التي تتعارض مع سياسات أردوغان الذي توعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، ووصفهم بأنهم «خونة» و«سيدفعون الثمن غالياً»، ثم أحالهم إلى اللجنة التأديبية في حزبهم (القديم) تمهيداً لفصلهم، لكن أحمد داوود أوغلو منظر الحزب السابق وصاحب نظرية «صفر مشاكل» استبق قرار فصله وأعلن استقالته من حزب أردوغان، مع اثنين آخرين من قادة الحزب هما آيهان سفر، وعبدالله باشجي، إضافة إلى نائب الأمين العام السابق للحزب سلجوك أوزداغ، الذي كان أعلن أن حزب العدالة «فقد روحه الديمقراطية وبات يبث المخاوف والتهديدات في نفوس المواطنين ككل، وليس فقط المناوئين له، وذلك عوضاً عن أحلامه التي ذهبت أدراج الرياح».

وكان علي باباجان وزير الاقتصاد، نائب رئيس الوزراء الأسبق، قد أعلن منذ أشهر استقالته من الحزب، وأكد عزمه تشكيل حزب جديد بسبب «تباينات عميقة»، والحاجة إلى «رؤية جديدة»، وأشار إلى أن الرئيس السابق عبدالله غول يدعم جهوده.

أحمد داوود أوغلو كان بمثابة الرأس المفكر لأردوغان والحزب الذي يفقد الآن رأسه، بحيث لم يعد هناك من رؤوس إلا رأس أردوغان.

أوغلو يعتزم هو الآخر تشكيل حزب جديد قريباً؛ لأن حزب العدالة والتنمية «ابتعد كثيراً عن قيمه وخطاباته السياسية، وأولوياته تغيرت»، مشيراً إلى أنه «لم يلق آذاناً مصغية حينما قدم لإدارة الحزب مقترحات بنّاءة بشأن ما يوجد فيه من خلل وأخطاء».

يبدو أن الكيل طفح لدى أوغلو فأدار ظهره للحزب الذي كان من بناته وأرسى مداميكه وجعله مع آخرين ناصبهم أردوغان العداء يتبوأ صدارة الحياة السياسية، ويجعل من أردوغان شخصياً «سلطان زمانه»، ثم قلب لرفاق الأمس ظهر المجن.

كان أوغلو الذي تحدث عن «يأس واسع» داخل الحزب إزاء سياسات أردوغان قد توعد بالكشف عن «أسرار ستسوَدّ لها وجوه كثيرين»، وقيل إن هذه الأسرار تتعلق بدور تركيا في دعم الإرهاب وفتح أبوابها أمام آلاف الإرهابيين الذين وفدوا إلى سوريا والعراق، فهل يتجرأ أوغلوا ويفضح أسرار مغارة أردوغان؟

حزب أردوغان لم يعد الحزب الذي كان، لقد بدأ يتفكك بعدما صار حزباً لشخص مصاب بالنرجسية وداء العظمة.

مصدر الخبر
كلمة الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.