تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

دلالات الفيتو «المُزدوَج».. الروسي/ الصيني بِشأن إدلِب

مصدر الصورة
عن الانترنيت

محمد خروب

مَنْ تابع النقاشات الحادّة والخُطب العصماء, التي ألقاها مندوبو الثلاثي الغربي الإِمبريالي الأميركي/الفرنسي/ البريطاني مساء الخميس الماضي قبل وبعد التصويت على مشروع قرار, قدّمته الدول الثلاث «حامِلة القلم» في مجلس الأمن وهي ألمانيا,بلجيكا والكويت (المقصود دبلوماسياً بالدول أو الدولة حامِلة القلم في ما خص أزمة ما، أنه الطرف الذي يقود النقاشات وصياغة القرارات في المجلس).

نقول: مَن تابع وقائع جلسة الخميس الساخِنة، استعاد تلك الجلسة الأكثر سخونة التي عقدها المجلس في الخامس من كانون الأول2016، عندما تقدّمت الدول الثلاث إسبانيا، مصر ونيوزلندا, بمشروع قرار يدعو لِـ«هُدنة» سبعة أيام في حلب, بعد أن بات تحرير شرق حلب من العصابات الإرهابية مسألة وقت.

ثمّة شبه كبير بين ما جرى قبل أربعة أيام بشأن إدلب, وتلك المناقشات والمحاولات اليائسة التي جرت قبل ثلاثة أعوام في ما خصّ شرقِي حلب, إن لجهة التوقيت الذي يهرع فيه الثلاثي الاستعماري لإنقاذ أدواته ومرتزقته من الهزيمة أم في شأن الأهداف التي يتوخّاها المُستعمِرون لاستصدار قرارات أُمميّة, تمنح شرعية مُزيّفة وتشكل غطاء لأهدافه الخبيثة.

هدنة حلب التي سعى إليها داعمو الجماعات الإرهابية في شرق حلب, وكانوا حينذاك رهط من دول إقليمية ودولية - وخصوصاً عربيّة وتركيّة - ودائماً غربية, لم تتخلّ يوماً عن خططها لاستتباع المنطقة ونهب ثرواتها ونشر الفوضى فيها, خصوصاً في تمويل ورعاية قوى التطرّف والإرهاب, بذريعة دعم «ثورات الشعوب» ونشر الديمقراطية والقِيم الغربِية, والحؤول دون صعود قوى المقاومة والممانَعة الرافضة للهيمنة الغربية, خصوصاً الهيمنة الصهيواميركية, المنفلت عِقالها العدواني المحمول على إشعال حروب وتعميم الخراب.

فشل هؤلاء في استصدار قرار يحول دون تحرير شرق حلب, وكان ليلة عيد الميلاد مناسبة لإعلان تحريرها وتوحيد المدينة السورية العريقة.. وكان لافتاً وقتذاك أن الفيتو الذي أسقطَ المشروع الذي «حاربَت» واشنطن بضراوة من أجل تمريره, كان «فيتو» مزدوجاً روسي - صيني. وها هو تكرّر «مُزدوجاً» يوم 19/9 الجاري, ما عكس ضمن أمور أخرى تصاعد التوتر على الساحة الدولية, بفعل العربدة الأميركية وفقدان واشنطن كوابِحها, بعد افتضاح مُخططاتها وانكشاف ضعف وقلَّة كفاءَة أسلحتها, عندما لم تنجح في إسقاط أو اكتشاف أسلحة بسيطة كالطيّارات المُسيّرة.

وقف إطلاق النار في إدلب الذي رامَه الثلاثي الغربي الاستعماري, استهدف منح الإرهابيين فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تجميع صفوفهم, تمهيداً لِرفدِهم بمزيد من الدعم التسليحي واللوجستي...الغربي/التركي, وهو ما احبطه الفيتو المُزدوَج الروسي/الصيني, بعدما رفضَ مندوبو واشنطن، باريس ولندن «إستثناء» الجماعات الإرهابية من وقف النار, ما كشف نفاقهم وسوء نياتهم, الذي عبّرت عنه كلمات هؤلاء, عندما فاضَت مشاعر إنسانيتهم المُزيّفة على أهالي إدلب. وهم المسؤولون عن المآسي والخراب الذي ألحقوه بسورية وشعبها. في الوقت الذي عكس كذلك تصميم موسكو (ودمشق) بدعم صيني/ايراني, على تحرير إدلب, وهو ما أكّده بوتين في قمة أنقرة الثلاثية مُؤخّراً.

مصدر الخبر
الرأي الأردنية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.