على الرغم من قرار رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين تكليف رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة، لا تزال مفاوضات حشد الائتلاف الحاكم تراوح مكانها.
ورغم تراجع حزب نتنياهو "الليكود" بمقعد واحد (32 مقابل 33) أمام تحالف "أزرق-أبيض" الوسطي في انتخابات الكنيست الأسبوع الماضي، تمكن نتنياهو من كسب دعم 55 نائبا في الكنيست مقابل 54 لدى منافسه غانتس، ما أتاح له احتمالا أفضل لتشكيل الحكومة، حسب ما صرح به ريفلين أثناء مؤتمر صحفي أمس.
غير أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت إلى أن نتنياهو لم يبتسم أثناء الإعلان عن منحه فرصة جديدة لتشكيل حكومة أكثرية، بعد خمسة أشهر من فشل محاولته السابقة، وسط حالة من التشاؤم إزاء قدرة رئيس الوزراء على تحقيق هذه المهمة، وخاصة أن نسبة دعمه لا تمنحه الأغلبية في الكنيست.
وأكد نتنياهو أنه يسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة، غير أن غانتس في بيان له شدد على أن تحالفه لن يشارك في حكومة يترأسها شخص تحيط به شبهات خطيرة قد تؤدي إلى توجيه لائحة اتهام إليه، مؤكدا التزام "أزرق-أبيض" بتشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال التفاوض مع "الليكود" والتوصل إلى تفاهمات حول القضايا الجوهرية التي تهم المجتمع الإسرائيلي.
وأشار رئيس الكيان الإسرائيلي أمس إلى أن نتنياهو، في حال فشله مجددا في تشكيل الحكومة، تعهد بالتراجع عن التفويض الرئاسي ومنح منافسه غانتس فرصة لتحقيق هذه المهمة الصعبة، خلافا لانتخابات نيسان الماضي عندما فضل رئيس الوزراء حل الكنيست ما دفع البلاد إلى انتخابات جديدة، غير أن زعيم "أزرق-أبيض" سيواجه في هذه الحالة عواقب مماثلة في سبيل تشكيل الائتلاف الحاكم.
ويزيد كل ذلك احتمال فشل مفاوضات تشكيل الحكومة مجددا، ما يهدد إسرائيل بسيناريو غير مسبوق، أي تنظيم انتخابات تشريعية ثالثة على التوالي منذ بداية العام الجاري.
وفي هذه الظروف يعد وزير الدفاع السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" الذي حصد 8 مقاعد في الكنيست الجديد أفيغدور ليبرمان، شخصا قد تتوقف عليه نتائج مساعي تشكيل الحكومة، غير أنه يتخذ موقفا متحفظا ولم يبد بعد دعمه لأي من المنافسين.
