تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بيان الحركة الوطنية الفلسطينية في الناصرة حول سورية

بيان للرأي العام 

 حول ما يجري في سوريا

تتواتر الأحداث في سوريا وتشتدّ الأزمة. وكلّما اشتدّت أكثر ازدادت المواقف حدّة وبدا الاصطفاف أكثر وضوحا.ونحن في بياننا هذا، يهمّنا أن نوضّح للرأي العام موقف الحركة الوطنيّة  ألأسيرة في الدّاخل، ممثّلة " بالرّابطة" ما دامت باقي القوى السياسية أما جُيّشت ضدّ سوريا، أو صمتت صمت أهل القبور...

يعلم القاصي والدّاني أنّ جامعة الدول  العربية ومنذ رحيل   زعيم الأمة  العربية"جمال عبد الناصر" ، أضحت مطية للأمريكان والغرب عبر الأنظمة العربيّة المرتهنة بقراراتها، والتي تشكّل محميّات لها، وعلى رأسها دول الخليج قاطبة والسعوديّة وقطر خاصّة. ولم يصدر عن هذه الهيئة الغير محترمة أيّ قرار في الأربعين سنة الماضية يناصر الحقّ العربي أو يدرأ العدوان عن المستضعفين من العرب في فلسطين والعراق ولبنان.واعتقد زعماء دول الخليج أنّ بإمكانهم بأموال النّفط دفع كفّارة خيانتهم واكتساب صكّ غفران لتآمرهم على أمّتهم ودينهم، حتّى أصبح المواطن العربي يتشاءم كلّما اجتمع القادة العرب، تحسّبا لمصيبة آتية.

منذ بدأت الأزمة في سوريا لم تخرج هذه الجامعة عن دورها التّآمريّ المنشود غربيا وإسرائيليا، وأصبحت أكثر الدّول تخلّفا في العالم تتحدّث عن الديمقراطية والتّعددية والحريّة. وجيشت العديد من القنوات الفضائية ومختلف وسائل الأعلام  لتطلق فيضا من الأكاذيب على مدار السّاعة، متّبعين بذلك الدراسات الغربية في علم النفس، والتي تقول كلّما ازداد كمّ الأخبار التي تصل المستمع، قلّت قدرته على التّحليل والوصول إلى الحقيقة حتّى يستسلم في النهاية للتّضليل الإعلامي.

ونحن ، لكي نسهّل فهم تفاصيل الأزمة على شعبنا، علينا أن نذكرهم بأنّ الطرف الذي يذكي نار الفتنة في سوريا، تقوده أمريكا أعدى أعداء الأمّة وقضيّة فلسطين. ويشارك فيه كلّ من إسرائيل والأنظمة العربية المهترئة في السعودية وقطر. فهناك عملية تجييش وتدريب وتسليح وضخّ للأموال ، وتهريب مقاتلين وأسلحة وأموال من لبنان ( من قبل بعض الفئات المناصرة للسعودية والمعادية لسوريا) وتركيا العضو في الحلف الأطلسي.ومن المؤسف، أنّ اللعبة انطلت على بعض الأنظمة الحديثة العهد بعد الانتفاضات، والأخطر أن تشارك  قوى وأجسام وهيئات (أسلامية) فاعلة على الأرض، توجت ببيان من   ما بالمجلس العالمي لعلماء المسلمين  الذي يترأسه  الشيخ  القرضاوي ، به تحريض واضح على مناصرة المسلحين الذين يثيرون الرعب في قلوب الأبرياء، لماذا تتحمس محميات   الخليج  لتوفير الأموال بأرقام   خيالية  لأي جهد  يؤدي  إلى   إسقاط سوريا؟ وعن أيّ طريق؟ ونحن نجيب ، هذه الأموال ، فستذهب إلى تركيا   العضو  في حلف  ناتو  التي تستضيف مجلس اسطنبول الغربي  الموالي لأمريكا والغرب  ولمليشياته المسلحة  التي  تدعمها المخابرات البريطانيّة والفرنسيّة والأمريكية والإسرائيلية وبكل إمكاناتها ،أليس الأجدر والأجدى أن تجبى الأموال لأبناء شعبنا الفقراء الذين لا عون لهم ألا اللّه ، بعد أن تخلّى عنهم العرب والعربان وتآمر عليهم الغرب. وأين موقف هؤلاء المتباكين على سوريا من اضطهاد المواطنين  في البحرين والسعودية التي تزجّ بآلاف علماء الدين في السجون حتى يتوبوا عن  معارضتهم لأل  سعود أين كانت هذه الحميّة عندما تعرض لبنان لحرب مدمّرة عام 2006  ، شُرّد خلالها مليون لبناني جنوبي، ودُمّرت بيوتهم، وقتل من قتل منهم. وأين كانت هذه الحمية خلال العدوان على شعبنا في غزة؟  وأين  كانوا  والعراق   يذبح؟ لم نرَ أحدا يفتح المعسكرات في مصر ويدخل المقاتلين والأسلحة إلى غزة . أن  من تآمر على لبنان وغزة  والعراق هم أنفسهم الذين يتآمرون اليوم على سوريا.

أمريكا تدير معركة كونية لتبقي على سيطرتها الأحادية على العالم والمحافظة على أمن إسرائيل، ولأجل ذلك استنفرت كلّ عملائها في العالم وما أكثرهم في عالمنا العربيّ !!. وكلنا  يرى  كيف  أن  بعض القوى الإسلامية الصاعدة   في  الوطن  العربي ما زالت تعتقد أن مفتاح الوصول للسلطة لا يأتي ألا من خلال التعاقد مع أمريكا والغرب وإعطاء الأمان لإسرائيل على حساب فلسطين والأقصى.

لقد انكشف المستور وأصبحت الأمور واضحة، فهناك معسكران في المنطقة ، أحدهما مع حرية الأمة ومواجهة أعدائها المتمثل بالاستعمار  الحديث وإسرائيل وعملائهم، وهو المعسكر المقاوم الممانع والتي تشكل سوريا الحلقة المركزية فيه، والمعسكر الثاني معاد للأمة العربية ومصالحها الإستراتيجية . وهناك فئة ثالثة في الوسط، مضلّلة نأمل أن تستفيق لتنتصر للحقّ . وانقسم العالم أيضا حول أزمة سوريا فلم تتمكن القوى الغربية وعملائها العرب من استصدار قرار دوليّ يبيح التدخل في سوريا بسبب الموقف المشرف لروسيا والصين الذي منع من  تكرار  مأساة العراق   وليبيا  في سوريا. 

أن المعركة التي تدور رحاها في سوريا لا تستهدف نظام الرئيس بشار الأسد أو شخصه ,أنما تستهدف وحدة سوريا أرضا وشعبا ودورها  المقاوم والممانع ومكانتها الثقافية والحضارية  في المنطقة. " فمناضلو الحرية " إرهابيو مجلس اسطنبول  يستهدفون الأبرياء من الشعب ، والمنشآت الاقتصادية والبنى التحتية لسوريا، ويحاولون  إعطاء هذا الإرهاب طابعا طائفيا  فئويا لتمزيق نسيج الشعب السوري وتسعير النار الطائفية تارة وتارة يعطونه   طابعا تحرريا  كاذبا

لا قطر ولا كل محميات الخليج ولا أسيادهم قادرون على حرف هذا الصراع في المنطقة عن مساره بين معسكر المقاومة ومعسكر أعداء الأمّة المتمثل بأمريكا ومن معها، وعلى كل حرّ شريف أن يحسم موقفه في أيّ معسكر يقف. ولا يغرنكم الأعلام المضلل وإمكانياته الكبيرة فأنهم لن يطفئوا نور اللّه بأفواههم وأبواقهم.

القيادة السورية اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى  على الإصرار على    تطبيق  الإصلاحات الحقيقية  السياسية والاقتصادية  على ارض  الواقع بشكل  ملموس  وترتيب الوضع الداخلي بالتعاون مع المعارضة الوطنية الشريفة وحراكها السلمي  المشروع   رغم كل  التحديات الداخلية والخارجية وبنفس الوقت  القيادة  السورية  أيضا مطالبة   بضرورة  إنهاء حالة التسيب الأمني والإصرار على الحفاظ على  وحدة  وسلامة أراضي  سوريا.

ساعة الحسم تقترب وتفجيرات حلب الانتحارية دليل إفلاس هؤلاء الإرهابيين. مرّة أخرى نقول: ستنتصر سوريا على الإرهاب، وستجري  سوريا  الإصلاحات التي تحتاجها وسينتخب شعب سوريا قيادته بشكل حرّ وشفاف  دون  أملاءات الأجنبي  وستصل  سوريا إلى الديمقراطية الحقيقة   بالحوار  الوطني   تحت سقف الوطن وستقتلع  السواعد  الوطنية السورية الفساد من  جذوره، حينها سنرى ماذا يمثل هؤلاء القتلة من خيار الشعب السوري الحرّ.

عاشت سوريا حرّة عربية أبيّة موحّدة، والخزي والعار لكلّ المتآمرين.

                             الحركة الوطنيّة الأسيرة في الداخل ( الرّابطة)

                                                                                    الناصرة- فلسطين 

2012/2/11

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.