المركز اليروشالمي للدراسات والأبحاث: محلل إسرائيلي: افتتاح معبر البوكمال- القائم انتصار لمحور المقاومة
كتب المحلل يوني بن مناحيم، أن افتتاح معبر القائم- البوكمال الحدودي بين سورية والعراق، سيسمح لإيران بنقل شحنات ضخمة الى سورية وحزب الله في لبنان. بالتالي، يدور الحديث عن انتصار إيراني في الطريق نحو تنفيذ مخطط طهران ضد اسرائيل، التي يتعين عليها مواصلة العمل في المنطقة.
وأشار المحلل الى أن افتتاح المعبر، تم رغم الضغوط الأمريكية على الحكومة العراقية، ورغم الهجمات الجوية المنسوبة لإسرائيل في المنطقة، يضاف الى معبرين آخرين بين سورية والعراق، الأمر الذي ينطوي على أبعاد سياسية واقتصادية واستراتيجية. مع الأخذ بعين الاعتبار أن المعبر سيزيد من حضور إيران في المنطقة، ويعد انتصاراً لايران ووكلائها، وصفعة للولايات المتحدة وإسرائيل. على اعتبار أن كل الجهود الأمريكية والإسرائيلية لعزل إيران ومنعها من الوصول براً الى البحر المتوسط، باءت بالفشل. كما أن فتح المعبر، حسب مصدر أمريكي، يعني كسر الحصار الأمريكي على سورية، التي سيكون بإمكانها استئناف علاقاتها الاقتصادية والتجارية والسياحية مع العراق
ورأى المحلل بن مناحيم، أن إسرائيل نجحت بدرجة معينة، في عرقلة فتح المعبر، لمنع إقامة طريق سريع بين طهران وسورية ولبنان عبر العراق. لكن، مما لا شك فيه أن الحديث يدور عن تهديد لأمن اسرائيل، التي سيكون عليها مواصلة هجماتها الجوية بكل قوة، في المنطقة.
وختم المحلل قائلاً، إن ايران تواصل جهودها لتشديد الحصار على إسرائيل، وخلق تهديد أمني خطير قوامه عشرات آلاف الصواريخ الدقيقة التي تطوق إسرائيل من جميع الجهات، يضاف الى ذلك نجاح طهران في فرض وقائع جديدة على الأرض، وتنفيذ خططها، ما يفرض على إسرائيل الحفاظ على الردع أمام الإيرانيين الذين لا يفهمون إلا لغة القوة. بالتالي، يجب أن تستمر الهجمات الجوية الإسرائيلية في العراق وسورية، وبقوة أكبر.
صحيفة هآرتس: السعودية تعترف بضعفها وتبدي استعدادها للحديث مع عدوها الإيراني
كتب المحلل تسفي برئيل، أن الاحتجاجات في العراق تعتبر بالنسبة للسعودية، فرصة لتعزيز نفوذها في الدولة المجاورة. لكن السعودية لا توهم نفسها بأن العراق يستطيع، أو قد يوافق على الانفصال عن إيران، بحكم العلاقات القوية بين البلدين. لذلك، فإن السعودية التي باتت تدرك ضعف موقعها في الصراع على الهيمنة الإقليمية، قررت اعتماد استراتيجية جديدة، والاكتفاء بشراء النفوذ في محاولة لمعادلة النفوذ الإيراني.
ورأى المحلل، أن الهجوم على منشآت النفط السعودية، أثبت ضعف السعودية عسكرياً ودرجة هشاشتها. كما زاد من شكوك السعودية لجهة استعداد الولايات المتحدة للعمل ضد إيران، بعدما أوضح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، لولي العهد محمد بن سلمان، أن القرار بالرد على إيران سيكون سعودياً وليس أمريكياً، وأن واشنطن ستكون مستعدة للمساعدة، ولن تكون مستعدة لأن تحارب بدلا من الرياض. فيما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه إذا احتاجت السعودية المساعدة فإنه سيكون مستعداً لمد يده، ولكن المملكة ستضطر للدفع مقابل المساعدة.
وتابع المحلل، إن المسار الدبلوماسي تحول على ضوء ما تقدم، الى الخيار الواقعي الوحيد الذي من شأنه أن يرسم خارطة الشرق الأوسط، ويبدو أن السعودية تتوجه للبحث عن وسطاء للتفاوض مع ايران. فعلى ضوء الفشل العسكري في اليمن، وانسحاب الإمارات من الساحة اليمنية، ومهاجمة منشآت النفط، ظهر بن سلمان كزعيم فاشل، غير قادر على الدفاع عن مصالح بلاده.
ونقل المحلل برئيل عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى، أن هناك دلائل على انهيار الخط المعادي لإيران، في ضوء حقيقة أن الثلاثي الذي يقوده غارق في مشاكله الداخلية، ويواجه أزمات صعبة. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه حملة لعزله، فيما يخضع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لجلسات استماع وتحقيقات، بينما يتعرض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لانتقادات دولية بسبب الحرب على اليمن وقضية مقتل جمال خاشقجي.
موقع "ماكور ريشون": جنرال إسرائيلي سابق: الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً لحرب جديدة في المنطقة
قال الرئيس السابق لشعبة شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي، يتسحاك بريك، إن الجيش الإسرائيلي غير جاهز للحرب القادمة، على ضوء التراجع الكبير والخطير في القضايا اللوجستية والتكنولوجية والبنية التحتية والعملياتية، والمعنويات في الجيش الإسرائيلي، كما أن الجيش الإسرائيلي لا يأخذ في الاعتبار المتغيرات المتوقعة في الشرق الأوسط، وأهمها أان السوريين قد يعودون الى الواجهة، وقد ينقلب المصريون على إسرائيل.
واعتبر بريك، أن أموراً خطيرة تحصل اليوم في إسرائيل، لا يعلم بها الرأي العام الإسرائيلي، بينها تراجع القابلية لدى الإسرائيليين للانخراط في الوحدات القتالية، ونقص حاد في أعداد الجنود الذين لديهم قابلية للعمل في الوحدات القتالية. يضاف الى ذلك ترك مئات الضباط النوعيين، الخدمة الدائمة بسبب انعدام حالة اليقين من كفاءة الجيش، عدا عن التقليصات في موازنة الجيش، والتفكير بخفض مدة الخدمة النظامية إلى عامين ونصف، وهذه كلها ضربة كبيرة للجيش، الذي يجد نفسه في أزمة عملياتية، وسيجد نفسه عاجزاً عن ضمان أمن إسرائيل.
وحذّر بريك، من أن الصدمة النفسية التي رافقت إسرائيل بعد حرب تشرين الأول 1973، قد تتكرر في الحرب القادمة، وحينها ستكون أكبر بكثير، نظراً للقناعة التي تولدت لدى القيادة العسكرية بعد حرب لبنان الثانية في تموز 2006، والتي تقول إنه لن تنشب حروب كبيرة بعد اليوم. وأضاف، إن إسرائيل لا تأخذ بعين الاعتبار احتمال حصول متغيرات في الشرق الأوسط، وأن سورية تعود للواجهة، وقد ينقلب المشهد في مصر، والسيناريو الأسوأ يتمثل بعودة السوريين إلى المواجهة، والإيرانيون من خلفهم، فيما لم تعد الضفة الغربية مستقرة، ما يعني أن الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه في مواجهة على أربع جبهات. ولا يقل خطورة عن ذلك، وجود منظومات صاروخية في البيئة المحيطة بإسرائيل، تقدر بمائتي ألف صاروخ، يتوقع الخبراء العسكريون سقوط 1500-2000 صاروخ يومياً على إسرائيل. علماً أن صاروخاً واحداً يسقط في تل أبيب سيحدث دماراً كبيراً، وأعداداً كبيرة من القتلى، فيما ستكون منظومات القبة الحديدية وغيرها، عاجزة عن التصدي للصواريخ الثقيلة والكبيرة.
وسخر بريك بالتهديدات الإسرائيلية بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، قائلاً: ماذا لو استطاع اللبنانيون بصواريخهم إعادة تل أبيب إلى ذات العصر..؟ وأضاف: حين تسقط آلاف الصواريخ في قلب إسرائيل، وتتسبب بسقوط قتلى بأعداد غير مسبوقة، وأضرار اقتصادية، ودمار كبير، ماذا سيتبقى للإسرائيليين كي يواصلوا الحياة هنا..؟. وفي المحصلة، فإن الصدمة النفسية التي عشناها في حرب تشرين الأول 1973، ستكون جنة عدن مقابل الصدمة التي سنعيشها في الحرب المقبلة، حيث سنكون أمام مشهد من الانكسار الكامل، وهذا ما سيتسبب بدمار إسرائيل.
ترجمة: غسان محمد
