تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"عيشة خانم" طبق سوري من بلاط فارس

عيشة خانم
مصدر الصورة
عن الانترنت

يتربع طبق الفاصولياء "عيشة خانم "على موائد السوريين مزهواً بشعبيته بين الفئات الاجتماعية كافة ,لاسيما في فصل الشتاء, ولايعلم كثير من السوريين أن هذا الطبق الشعبي سليل بلاطات وقصور ملكية !..فما القصة؟ ومن أين أتت تسمية هذا النوع من الفاصولياء ذو الحبة المكتنزة والموشاة باللون الأحمر؟

تقول الرواية أنه في سالف العصر والأوان عاش في بلاد فارس ملك اسمه ناصر الدين شاه القاجاري حكم البلاد لخمسين عاماً واعتبر أحد أبرز ملوك فارس من السلالة القاجارية والذي سجل له تحديث المجتمع الفارسي آنذاك ..

تزوج الملك ناصر الدين من حسناء اسمها "عيشة" وبعد زواجها أصبح لقبها بالفارسية "عيشة خانم جانم" وتعني كلمة خانم السيدة أما "خانم جانم" فتعني الزوجة .

ولما كانت عيشة خانم السيدة الأكثر حظوة ودلالاً وجمالاً في القصر والأكثر شهرة في الأوساط الاجتماعية , أصبح العامة يتناقلون أخبارها بين بلاد فارس إلى السند والهند ..ثم إلى سورية...

حتى قيل أن هؤلاء العامة كانوا يحفظون القصائد التي نظمت في حسنها وحبها واسترضائها و لعل أشهر تلك القصائد ما قيل أنه كتب في نصين وصل إلينا فقط النص الثاني وهو الذي أوصله إليها الخادم "حاجي" وهو عبارة عن رسالة استرضاء في شكل قصيدة مقفاة مجهولة الكاتب تقول:

عيشة خانم جانم

...

اكَر بداني جقدر محبت بتو دارم هركَز غصه نميخوري

وتعني بالعربية:

عيشة خانم جانم

...

إذا كنت تعرفين كم أحبك ، فلن تحزني أبداً

وبما أن عيشة خانم جانم كانت الأميرة المدللة وصاحبة المكانة الرفيعة, اندفع الخدم للبحث عن الجديد والإستثنائي على أمل أن يرضي ذلك أميرتهم ,وحيث أنهم يعرفون تفضيلها لطبق الفاصولياء راحوا يبحثون عن نوع جديد استثنائي يرضي ذوقها الملكي الرفيع ولا يشبه طعام العامة ..

إلى أن وصلت المدينة قافلة تجارية كبيرة كانت تعبر البلاد, لم تذكر الرواية من أي مدينة أتت, وكل مافي الأمر أنها كانت تحمل من ضمن ما تحمله من بضائع , فاصولياء ذات حبة كبيرة مكتنزة وموشاة باللون الأحمر الملكي وكان هذا الصنف جديد في السوق وغالي الثمن ما جعله يتربع على موائد الخاصة لا العامة من الناس ,وعلى عجل لمعت الفكرة برأس الخدم مستغلين ندرة هذا الصنف وعدم معرفة أغلب أهل المدينة به.. واشتروا أيضا على عجل ودونما إبطاء أغلب الكمية التي كان يحملها أحد تجار القافلة, ما أثار استغرابه و فضوله و معروف عن تجار دمشق مهارتهم وشطارتهم في أمور الأسواق والعرض والطلب ويعرفون أن لكل حالة أسبابها ,فاستقصى وعرف أن خدم الأميرة يبحثون عن طبق جديد يعد بطريقة خاصة وملكية تليق بمليكة القلوب ويرضي ذوقها, فتسعد وترضى ..ولم يعد هذا التاجر إلى سورية حتى أخذ معه طريقة إعداد هذا الطبق بطريقة أهل البلاط ....

وبما أن أخبار الملكة الحسناء ذائعة الصيت "عيشة خانم" كانت تلقى اهتماماً بين الناس في سورية, لم يلبث طبق الفاصولياء الموشاة بالأحمر الذي أحبته أن ارتبط اسمه باسمها وانتشر بين السوريين وأصبحوا يعدونه بطريقة أهل بلاط فارس ...

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.