تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: هل الأمم المتحدة مستهدفة؟

مصدر الصورة
عن الانترنيت

تعاني الأمم المتحدة عجزاً مالياً هو الأسوأ منذ عقد من الزمن، يبلغ 230 مليون دولار، بحيث لن تستطيع دفع رواتب 37 ألف موظف خلال الشهر المقبل.

وبالفعل، بدأ هذا العجز ينعكس بداية على الخدمات العامة داخل مبنى المنظمة الدولية، إذ توقفت السلالم الكهربائية، وكذلك التدفئة المركزية، وحتى المطعم المخصص للدبلوماسيين بات يقفل أبوابه عند الخامسة مساء.

وحدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، في رسالة إلى الموظفين، إجراءات تقشفية، مثل تقليص عدد الرحلات الجوية، وحفلات الاستقبال، والوثائق والتقارير والترجمات، وحتى برادات المياه.

وأعلنت الأمم المتحدة عن عجز قدره 1.4 مليار دولار في ميزانيتها التشغيلية لهذا العام، وألقت بمسؤولية فجوة التمويل على نحو 60 دولة تأخرت في سداد مستحقاتها، وتسببت سبع دول فقط، من بين هذه الدول ب90 في المئة من العجز، وهي الولايات المتحدة التي تفوق المبالغ المستحقة عليها المليار دولار، والبرازيل، والأرجنتين، والمكسيك، و«إسرائيل»، وإيران، وفنزويلا.

ماذا يعني ذلك؟

هناك دول تتلكأ في دفع مستحقاتها عن قصد، وهناك دول تواجه أزمات مالية داخلية لا تمكّنها من دفع مستحقاتها في الوقت المناسب، لكن بما أن الولايات المتحدة التي من المفترض أن تتحمل 22 في المئة من ميزانية تشغيل الأمم المتحدة، فإن عدم سداد مستحقاتها يغلب عليه الموقف السياسي، حيث بات الضغط السياسي على المنظمات الدولية سمة أساسية من سمات السياسة الأمريكية، خصوصاً ما يتعلق بموقف المنظمة من «إسرائيل». وقد تجلى ذلك بالانسحاب من منظمة «اليونيسكو» احتجاجاً على قرار الأخيرة بشأن مدينة القدس، وكذلك الأمر بالنسبة إلى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين، (الأونروا)، حيث أوقفت مساهمتها في تمويلها بهدف دفن حق العودة للشعب الفلسطيني. عدا عن أن إدارة ترامب أعلنت منذ البداية ازدراءها المنظمة الدولية، لأنها، حسب رأيهم، لا تأخذ المصالح الأمريكية في الاعتبار في قراراتها. وكان جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، أعلن «إن هذه الوكالة فاسدة وغير كفوءة، ولا تساعد على السلام». حتى إن الرئيس ترامب صبّ جام غضبه على الدول الأعضاء الأخرى بقوله «اجعلوا جميع الدول الأعضاء تدفع، وليس الولايات المتحدة فقط».

وإذا لم يتم حل الأزمة المالية الحالية للأمم المتحدة، وفي حال تفاقمها، فهذا يعني شلل عمل المنظمة، وكذلك عمليات حفظ السلام ال14 التي تقوم بها الأمم المتحدة والتي يشارك فيها أكثر من 100 ألف جندي، وشرطي.

هل نحن في مرحلة تقويض الأمم المتحدة، ودورها، لأنها لم تعد تلبي هدف إنشائها كما خطط منشئوها المنتصرون بعد الحرب العالمية الثانية؟

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.