تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الحرائق في سورية جزء منها ...الأرض تشتعل و تستغيث فهل من مجيب ..؟؟؟  

مصدر الصورة
وكالات

لاتزال الحرائق التي اشتعلت في سورية منذ أيام، تثير استياء الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، فاتهموا وزارة الزراعة بالإهمال و عدم توفير مستلزمات مكافحة حرائق الغابات كالطرق الخاصة بذلك وآبار المياه وصولاً إلى تأمين طائرات لإخمادها، ومن الناشطين من اتهم تجار الفحم الطبيعي بافتعال هذه الحرائق، رغم ما أوضح خبراء عن ضعف الجدوى الاقتصادية لهذه الطريقة البدائية في الحصول على الفحم ,وما تحتاجه من جهد شديد وتكلفة مادية مرتفعة، وذهب البعض الآخر أبعد من ذلك وعزا اشتعال هذه الحرائق لأسباب خارجية ومعادية  مشاركاً مقطع فيديو بث على مواقع الكترونية لطائرة مسيرة تعمل بتقنية الليزر تشعل الحرائق بتسليط الأشعة الليزرية على نقطة معينة من الهدف ,  متوقعين أن يكون هذا بالضبط السبب الخفي وراء الحرائق في سورية ولبنان .حرائق الغابات

ومع تجدد هذه الحرائق في كل عام، تتجدد معها مخاوف السوريين لاسيما أن الجهات المعنية تَعدُ بعد كل كارثة بيئية بتدارك التقصير والأخطاء في القريب العاجل إلا أن الحرائق لا تنفك تباغتها وللمفارقة,  المفاجأة تحدث في نفس الفترة من السنة والأخطر في مفاجأة هذا العام أن شهيدين من رجال الإطفاء ارتقوا ضحية , ولم تذكر أية جهة سبب استشهادهم الذي ربما يكون ناجماً عن نقص في معدات الإطفاء كالبزات الخاصة والخوذ والكمامات ...الخ  إضافة إلى الخسائر المادية التي قدرت بملايين الليرات ومئات الدونمات من الأحراج والحقول المزروعة ...ويبقى التبرير الأسهل على لسان المعنيين هو عدم وجود إمكانات مادية لتأمين مستلزمات الإطفاء والأمان المتطورة والكافية لرجال الإطفاء على امتداد الجغرافية السورية ..

العلماء يحذرون من كارثة الاحتباس الحراري

وعلى الصعيد العالمي لم يزل علماء المناخ منذ عقود طوال يحذرون من خطورة ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيرها على مستقبل الأرض, هذه الظاهرة الناجمة عن سياسات صناعية لا مسؤولة تمارسها دول صناعية كبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية التي انسحبت من اتفاقية المناخ مع بداية ولاية الرئيس دونالد ترامب. هذه السياسات زادت من المخاطر البيئية التي بدأت تظهر نتائجها من خلال ذوبان الجليد في القطبين وآخر الأمثلة جزيرة غرينلاد التي فقدت آلاف الأطنان من الجليد في فترة قياسية .

وفي بلادنا أصبح شتاؤنا شحيح الأمطار وصيفنا لاهباً بعدما كان يوصف بأنه معتدلاً، الأمر الذي أدى إلى ازدياد اشتعال الحرائق كما حدث في الكثير من دول المنطقة والعالم كالجزائر والبرتغال وفرنسا، وكان أخطرها وأكبرها تلك  التي حدثت في غابات الأمازون وهي المعروفة "برئة العالم" وقبلها في غابات سيبيريا، حيث قدرت مساحة الغابات المحترقة في سيبيريا وحدها بمساحة بلجيكا كاملة، و جميع هذه الحرائق حدثت بين صيف وخريف عام ٢٠١٩ما يؤشر ,بحسب مراقبين, إلى ارتفاع وتيرة انتشار الحرائق بفعل ارتفاع حرارة الأرض (الاحتباس الحراري) ويرى المختصون أن الحرائق تمثل ظاهرة خطيرة للغاية على مستقبل الأرض لأن تأثيرها لا ينتهي بانتهاء الحريق نفسه وأوضحوا أن اشتعال الغابات يولد انبعاثات كربونية إضافية من خلال إتلاف الغابات على نحو يحول دونها ودون امتصاص ثاني أكسيد الكربون. والدخان الأسود المتصاعد بفعل الرياح، يشكل سحابة سوداء تمنع الثلوج المتجمدة من إعادة أشعة الشمس إلى الفضاء وبالتالي ترفع حرارته وتذيبه، كما يحصل الآن في كلا القطبين الشمالي والجنوبي.

أهمية دور المجتمع في الوقاية من الكارثة

وإذا نظرنا بطريقة أبسط وعلى نحو أقرب وأضيق لمسببات الحرائق, قد لا يدرك بعضنا أن العبوات الزجاجية التي نخلفها وراءنا بعد يوم نزهة في الطبيعة هي بمثابة قنابل موقوتة ربما تطلق شرارة اللهب في أية لحظة، دون أن نغفل مسبباً آخر لا يقل خطورة ,على بساطته, وهو رمي أعقاب السجائر قبل التأكد من إطفائها بالكامل!!.

 العالم بأجمعه أمام امتحان كبير، عنوانه "إنقاذ كوكب الأرض"، فهل ينجح في ظل ممارسات الدول الصناعية الكبرى وحروبها المشتعلة في كل مكان، طلباً للطاقة والنفوذ؟!

وللتذكير, بلغ عدد الدول المصادقة على اتفاقية باريس للمناخ ١٧٩ دولة من بينها الجمهورية العربية السورية بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي في عام ٢٠١٨، وتعد الدول الصناعية الكبرى مسؤولة عن ٧٨٪ من انبعاثات غازات الدفيئة.

دور الإعلام في التوعية

ومع استفحال ظاهرة الحرائق وتسارع وتيرة انتشارها في بلادنا ربما يكون أكثر ما نحتاجه إعلاماً يساهم بفعالية ومهنية عالية بنشر التوعية البيئية بين فئات المجتمع كافة إضافة لتضافر جهود الجهات المعنية مع المجتمع الأهلي و العمل على نشر ثقافة العمل الطوعي والتطوعي وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية في هذا المجال .و يبقى الأهم إنقاذ رئة البلاد من عشوائية المد العمراني على حساب المساحات الخضراء بالتخطيط والدراسة الوافية واستشراف التطورات المستقبلية من حيث النمو السكاني والمياه والطاقة ....الخ من مستلزمات ....الأمر الذي يحد من خطر التصحر والجفاف الذي يهدد مستقبل أولادنا

                                            ريم علي عيسى

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.