تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة "يسرائيل هيوم: التقارب بين روسيا والأردن يشكل خطراً على إسرائيل

كتب د. رونان يتسحاك، رئيس قسم دراسات الشرق الوسط في أكاديمية الجليل الغربي والخبير في الشؤون الأردنية، أن محللين في الأردن، رأوا أن الأكراد راهنوا على الحصان الخطأ، في إشارة الى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب الجنود الأمريكيين من شمال سورية، والتخلي عن حلفائه الأكراد. بالتالي فإن الخلاصة التي وصل اليها المحللون الأردنيون، هي أن أمريكا خائنة، ولا يجوز للعرب أن يثقوا بها على الدوام. وعلى الحكومة الأردنية، البحث عن حليف موثوق وأكثر جدية، لا يتخلى عن أصدقائه. وهذا الحليف هو روسيا، التي شهدت علاقات الأردن معها في الفترة الماضية حالة من الدفء، في ضوء الواقع السياسي- الأمني في المنطقة. كما عزز وقوف الإدارة الأمريكية الى جانب إسرائيل، مصلحة الأردن لتوثيق العلاقات مع روسيا. وإذا كان الملك عبد الله الثاني، علّق آماله في الماضي على الولايات المتحدة، فهو يعتقد اليوم أن روسيا هي المفتاح لمستقبل المملكة، على اعتبار أنه لا يمكن حل أي مشكلة في المنطقة دون تدخل موسكو.

وبحسب المحلل، فإن روسيا، مثل الأردن، تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس، وترفض اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما رفضت الاعتراف بقرار ترامب الاعتراف بـ "السيادة الإسرائيلية" على الجولان السوري المحتل. وهي مستعدة للمساعدة في حل قضية اللاجئين السوريين في الأردن، وزيادة الاستثمارات ومنح قروض وفتح أسواق جديدة أمام التجارة الأردنية، من أجل المساعدة في إنعاش الاقتصاد الأردني. ومقابل، تعزز العلاقات الاستراتيجية، العسكرية والاستخباراتية بين الأردن والولايات المتحدة، فقد تعزز ايضا في الآونة الأخيرة، التعاون بين الأردن وروسيا. فإلى جانب الاتفاقات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والعلمية، تعهد بوتين للملك عبد الله، شخصياً، بدراسة إمكانية ضم الأردن الى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

واعتبر المحلل، إن الدفء الذي تشهده العلاقات الأردنية مع روسيا، قد يكون من باب التحدي لإسرائيل والإدارة الأمريكية، أو بمثابة الرد على وقوف الولايات المتحدة الى جانب إسرائيل، في القضايا السياسية الخلافية. وهذا التقارب، لا يشكل خطراً على الولايات المتحدة فقط، وإنما على إسرائيل أيضاً، ومن شأنه أن يلحق أضراراً بمستقبل اتفاق السلام بين اسرائيل والأردن الموقع قبل 25 عاما، ويتوقف استمراره على تدخل مؤثر من الولايات المتحدة، وضمان مصالح الأردن، الاقتصادية والسياسية. فإذا لم تضمن واشنطن للجانب الأردني مصالحه، وإذا تراجع التأثير الأمريكي في المنطقة، سوف تتعاظم الدعوات التي تطالب بإلغاء الاتفاق، وسيجد النظام في الأردن صعوبة في تبرير وجوده.

 

                                               ترجمة: غسان محمد                 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.