تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

انحراف أي حراك شعبي شرعي سيؤدي إلى نتائج مرة وصعبة..

جاك يوسف خزمو - رئيس تحرير مجلة البيادر
مصدر الصورة
جاك يوسف خزمو - رئيس تحرير مجلة البيادر -خاص

جاك يوسف خزمو

الناشر: ورئيس تحرير مجلة البيادر

 

من يراقب الوضع في لبنان، يدرك ويكتشف بكل وضوح وسرعة أن هناك من يتسلق على ظهر الفقراء والمساكين الذين يطالبون بالحصول على لقمة العيش بعزة وكرامة، من خلال حرف هذا الحراك البريء إلى حراك خطير ومدمر إذا بقي مستمراً ومتواصلاً، وإذا لم يرتفع القادة في لبنان إلى مستوى المسؤولية المطلوبة في هذا الوضع الذي قد تكون نتائجه مدمرة على الشعب اللبناني، وبخاصة الطبقة المظلومة منه. وبدلاً من أن يقود الحراك إلى تحسين الأوضاع فإنه سيكون وبالاً على الجميع، وستتحول هذه الإنتفاضة المباركة إلى مؤامرة قذرة.

لقد حذر أمين عام حزب الله من أي تهاون في التعامل مع هذا الحراك الشرعي، وطالب بأن يتحمل القياديون اللبنانيون مسؤولياتهم في العمل على تحقيق مطالب الشعب الشرعية، وألا يصغوا إلى أوامر أو نصائح بعض الجهات المتآمرة على لبنان.

صحيح أن ما يجري في لبنان هو أمر داخلي، ولكن انحراف الحراك عن أهدافه يصبح الخطر كبيراً ليس على لبنان وحده، بل على كل المنطقة. فمن يقول إن الإرهاب في سورية لم يؤثر على كل المنطقة فهو مخطئ وساذج، لأن تواجد الإرهاب في سورية للمس بالشعب السوري الشقيق انعكس سلباً على كل المنطقة، وهو يدور في فلك أعداء سورية الذين أبدوا سروراً من كل ما جرى، وما زالوا يعملون على إعادة إحياء الإرهاب الذي سُحق في معظم المناطق السورية، وما بقي منه إلا فلول من هؤلاء الإرهابيين المرتزقة الذين يتلقون الدعم تحت يافطات وأعذار ليست واقعية بتاتاً.

وإذا نظرنا إلى العراق، فإن هناك حراكاً شعبياً يرفع مطالب شرعية واجتماعية، ولكن هذا الحراك يحاول كثيرون جره إلى مطالب غير المطالب المحقة، ويريدون الآن تحويله للمس بالدولة والسيادة من أجل تقسيم البلاد تحت شعارات محاربة الفساد، وكذلك بناء دولة قوية!

لقد بدأت المؤامرة في أواسط شهر آذار عام 2011 من خلال ما سمي الربيع العربي في سورية، وها هو بعد أن هزم في سورية، انتقل إلى دول المنطقة. وفي لبنان تبدأ الأصابع الخفية المؤذية تحاول المس بوحدته وسيادته، وتحاول أيضاً تعزيز الطائفية والفتنة كي يتم تحقيق الهدف الخطير, وهو تقسيم لبنان. وتحاول هذه الأصابع التي تعود إلى أجهزة مخابرات معادية , ضرب محور المقاومة وضرب ثقافة المقاومة، التي تثبّت وجودها وتعزز قدراتها وتوسعها في منطقتنا.

إن ما يدور في لبنان ليس بالأمر السهل، وكذلك ما يدور في العراق. وهذه الأحداث المرافقة لتدخّل تركيا في شمال سورية، بدعم أو تحريض من الإدارة الأميركية الحاكمة يتطلب تصرفاً واعياً مسؤولا. فكفى ما تعاني منه المنطقة، وكفى تدخلا في شؤوننا، وكفى السماح للأيدي المعادية ببث الفتنة والفساد في أجزاء مهمة من وطننا العربي الكبير، الذي يستطيع أن يكون قويا إذا تكاتفت الأيدي العروبية الأصيلة، وإذا وضع حد لمن يدعم هذه الأصابع المتآمرة .

كل الأمل في أن يخرج كل قطر عربي شقيق من هذه الأزمات المفتعلة. وعلى قادة الحراك الشعبي، ومن يشاركون فيه أن يعوا جيداً، ويرفضوا الإنحراف عن المطالب الإجتماعية السياسية الشرعية، لأن معاناة الشعب الآن هي مرة، ولكن انحراف الحراك سيقود إلى معاناة أكثر مرارة وتدميراً.

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.