تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ماكرون الأوروبي في الصين

مصدر الصورة
عن الانترنيت

مفتاح شعيب

تكتسب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين أهمية بالغة بالنظر إلى السياقات الدولية المستجدة، كما تؤكد سياسة الانفتاح الأوروبية على بكين التي أصبحت رقماً صعباً على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية. ومنذ أن وصل ماكرون إلى الإليزيه لم تنقطع الاتصالات مع زعماء الصين، ولقاؤه بالرئيس شي جين بينج هو الثاني بين الزعيمين في أقل من ستة أشهر، وهي الزيارة الثانية له إلى بكين منذ وصوله إلى الإليزيه.

المصالح المشتركة تجمع في هذا الظرف بين فرنسا والصين، ويتصدر العامل الاقتصادي اهتمام البلدين، في ظل توتر علاقات البلدين مع واشنطن التي يشن رئيسها دونالد ترامب حروبه التجارية يمنة ويسرة، ولم يستثنِ منها حتى أقرب حلفائه التاريخيين. وبالتزامن مع وصول ماكرون إلى شنغهاي، انسحب ترامب من معاهدة باريس للمناخ، متحدياً النداءات والانتقادات الموجهة إليه بسبب هذه الخطوة. وبالنسبة إلى فرنسا وأوروبا فإن مسألة حماية المناخ قضية محورية في السياسات الخارجية، ولا بد أن تكون في الاعتبار ضمن أي اتفاقيات للتعاون.

ولكن لا يجب للخيال أن يسرح بعيداً في التوقعات، فما يفرق بين فرنسا والصين من قيم وأفكار وسياسيات أكثر مما يجمع بينهما؛ ولذلك لن يصل الأمر بالطرفين إلى بناء تحالف ضد واشنطن على سبيل المثال، فهذا الأمر ليس مطروحاً البتة، ولا يستجيب لمنطق التباين بين الغرب والشرق. ولكن ما أصبحت عليه الصين من قوة اقتصادية وعملاق دولي متعدد المواهب، هو ما يدفع الأوروبيين إلى التقرب منها وكسب صداقتها أفضل من صناعة العداء لها. وفي ظل ما يتردد عن بوادر توافق بين بكين وواشنطن لإنهاء الصراع التجاري، لا يريد الأوروبيون، بزعامة فرنسا وألمانيا، أن يكونوا خارج المعادلات أو أن يتقاسموا ما يخلفه الكبار من موارد أو مصالح.

أكثر ما يطمح إليه ماكرون، عودته غانماً بعقود تعاون اقتصادي وتجاري ضخمة تشمل فرنسا والاتحاد الأوروبي، فهو في هذه الزيارة يتحدث باسم أوروبا مجتمعة. وستكون نتائج هذه الزيارة استكمالاً لما تم التوافق عليه في اللقاءات السابقة، ومنها زيارة شي جين بينج إلى باريس في الربيع الماضي. أما الحديث عن قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فهذا ليس وقتها، لا سيما أن بكين قد استقبلت ضيفها الفرنسي بتحذير من الخوض في هذه المسائل، خصوصاً ما يتعلق بالاحتجاجات المستمرة في هونج كونج. ويوضح هذا الأمر أن المسائل الإنسانية لم تعد من ضمن الاهتمامات، كما لم تعد سلاحاً فعالاً في ظل الحروب التجارية الكبرى التي تفتقد إلى الكثير من الأخلاق.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.