تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تركيا وابتزاز أوروبا

مصدر الصورة
عن الانترنيت

لم تترك تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان مناسبة إلا ولوحا بورقة إرهابيي تنظيم «داعش»، عبر التهديد بإعادتهم إلى أوروبا، ويوم أمس نفذا ما هددا به في وقت سابق، بعدما قررت أنقرة إعادة سبعة منهم إلى ألمانيا كأول دفعة من إجمالي المئات من عناصر التنظيم الإرهابي تنوي تركيا إعادتهم إلى عدد من البلدان الأوروبية.

تحت أيدي تركيا ما يزيد على ألف من المتطرفين المنتمين إلى «داعش»، من الواضح أنها تستخدمهم في معاركها مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية للحصول على مكاسب منها لغض الطرف عما تقوم به في شمال سورية، في خطوة تبدو كأنها ترغب في تحويلهم إلى «قنبلة موقوتة» قابلة للانشطار في كل أوروبا.

التلويح ثم التنفيذ، سياسة اتبعتها أنقرة في التعامل مع قضية «الدواعش» المتواجدين تحت سيطرتها، إذ تصّر على إعادتهم إلى بلدانهم، حتى لو كانوا جردوا من جنسياتهم، كما حدث مع عدد من الدول الأوروبية، التي قررت سحب جنسية عدد كبير من «الدواعش»، المشاركين في القتال مع التنظيم المتشدد في كل من سورية والعراق، وبالتالي تتمكن أنقرة من خلق مشكلة للجميع، بما يعنيه ذلك من مخاوف على الأمن والسلام في أوروبا والعالم بأسره، خاصة أن هؤلاء اكتسبوا خبرات كبيرة في القتال واستخدام السلاح لسنوات طوال.

هي ورقة ابتزاز إذن، ولن تقبل أنقرة بغير تسويات سياسية مع أوروبا، التي لا تزال توصد أبوابها أمام دخولها إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد الخلاف الذي نشأ بين الجانبين إثر العملية العسكرية التركية الكبيرة التي لا تزال جارية في شمال سورية، حيث دأبت أنقرة على التلويح بإعادة المعتقلين «الدواعش»، أو اللاجئين على أرضها، كلما ساءت علاقتها بالعواصم الغربية، ما يعني أن لديها الاستعداد لإعادة تصدير المتطرفين إلى بلدانهم، وبالتالي إعادة خلط الأوراق في قضية تخص أمن أوروبا، التي حاولت التخلص من المنتمين إليها عبر إسقاط جنسياتهم وعدم القبول بخطة استقبالهم على أراضيها، وتفضيل محاكماتهم في البلدان التي يتواجدون فيها، خاصة في العراق، الذي بدأ في الأشهر الأخيرة بمحاكمة العشرات منهم.

في ذروة العملية العسكرية الضخمة التي أقدمت عليها تركيا في شمال سورية، تمكن المئات من عناصر تنظيم «داعش» من الفرار مستغلين حالة الفوضى والانهيار التي لحقت بالإدارة الذاتية للأكراد، الذين كانوا يتولون حراسة «الدواعش» في سجون محصنة، وبالتالي ساهمت تركيا في فرار عناصر التنظيم المتطرف، ما يعني أن هؤلاء سيتحولون إلى بؤر إرهاب متنقلة قادرة على ارتكاب جرائم في أي مكان يصلون إليه، وهو ما تخشاه أوروبا وقد تجد نفسها مجبرة على التوصل إلى تسوية مع تركيا لدرء مخاطر عودة «القنابل البشرية» إلى أراضيها.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.