تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

انقلاب أمريكي في بوليفيا

مصدر الصورة
عن الانترنيت

كايتلين جونستون*

شهدت بوليفيا انقلاباً عسكرياً مدعوماً بمثيري شغب وفوضى يمينيين وبحكومة الولايات المتحدة. ولكنكم لن تعرفوا ذلك إذا كنتم تتصفحون وسائل الإعلام العالمية الرئيسية. ومن بين أبرز الأمثلة:

شبكة «سي إن إن» قالت: «الرئيس البوليفي إيفو موراليس يتنحى في أعقاب اتهامات بتزوير انتخابي».

صحيفة «واشنطن بوست» أبلغت قراءها بأن «الرئيس البوليفي إيفو موراليس تنحى عقب انتخابات شابها تزوير انتخابي».

صحيفة «نيويورك تايمز» اكتفت بمقال تحت عنوان عريض يقول: «الرئيس البوليفي إيفو موراليس يستقيل».

محطة ال«بي بي سي» البريطانية قالت إن «الرئيس البوليفي إيفو موراليس استقال وسط تظاهرات احتجاج على تزوير انتخابي».

إذاً، هذه هي القصة!. أول رئيس من السكان الأصليين لحكومة اشتراكية في أمريكا الجنوبية أنقذ طبقات شعبية عريضة من فقر مدقع، ورئيس بلد صادف أنه يمتلك أكبر احتياطي في العالم من الليثيوم (عنصر كيميائي يستخدم في صنع الهواتف الذكية، والحواسيب المحمولة، والسيارات الكهربائية)، والرئيس الذي فعلت حكومة الولايات المتحدة كل ما استطاعت من أجل إزاحته، استقال بكل بساطة بسبب ما وصف بأنه «فضيحة انتخابات مزورة». فكأن رحيل موراليس ليست له صلة بتحريك رعاع يمينيين أرهبوا أسرة وأقرباء الرئيس، ولا بواقع أن جيش بوليفيا أمر موراليس بأن يتنحى ثم أطلق حملة لاعتقاله شملت اعتقال مسؤولين كبار في حكومته.

وكالمعتاد، تقارير وسائل الإعلام العالمية الرئيسية تتطابق كلياً مع موقف وزارة الخارجية الأمريكية، ممثلة في الوزير مايك بومبيو، الذي تحدث عن «تزوير» في انتخابات بوليفيا الشهر الفائت من دون تقديم أي أدلة، قائلاً إن منظمة الدول الأمريكية كانت أول من أعلن عن «هذا التزوير».

ولكن كما لاحظ عالم الاقتصاد والكاتب والمعلق «التقدمي» الأمريكي البارز مايك ويسبروت، فإن منظمة الدول الأمريكية التي أنشأتها الولايات المتحدة، والتي تضم جميع دول القارة الأمريكية تحصل من واشنطن على 60% من تمويلاتها، ما يمنح الولايات المتحدة سيطرة فعلية على هذه المنظمة التي يفترض أنها هيئة دولية محايدة.

والولايات المتحدة أو بالأحرى الإمبراطورية الأمريكية تتبع منذ زمن طويل سياسة تدبير انقلابات وإثارة اضطرابات، من أجل تنصيب الموالين لها في مواقع القيادة في دول أمريكا اللاتينية. وهي تواصل هذه السياسة، على الرغم من فشل الانقلاب الذي دبرته في فنزويلا عام 2002 بهدف إسقاط رئيس فنزويلا الاشتراكي الراحل هوجو شافيز، ثم في عام 2019 بهدف إسقاط خلفه الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.

والإمبراطورية الأمريكية لديها كل النفوذ والموارد اللازمة لكي تفعل ما تشاء في منطقة نفوذها التقليدية. ومن المؤكد أنها ستواصل هجماتها على نظام الحكم في فنزويلا إلى أن تحقق مرادها.

ولنتذكر أن إيفو موراليس لخص (في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي العام الماضي) الطبيعة الحقيقية لدور أمريكا في العالم، حين قال: «أود أن أقول لكم هنا، بصراحة ومجاهرة، إن الولايات المتحدة ليست مهتمة إطلاقاً بالدفاع عن الديمقراطية. ولو كانت مهتمة حقاً، لما كانت مولت انقلابات عسكرية ودعمت أنظمة ديكتاتورية، ولما كانت هددت بتدخل عسكري لإسقاط حكومات منتخبة ديمقراطياً، كما فعلت في فنزويلا. الولايات المتحدة لا تبالي إطلاقاً بالعدالة وحقوق الإنسان، يشهد على ذلك أنها لم توقع مواثيق ومعاهدات دولية تحمي حقوق الإنسان؛ بل ذهبت إلى حد الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذهبت حتى إلى فصل أطفال عن أهلهم الذين عبروا الحدود من المكسيك إلى أراضيها واحتجزتهم في أقفاص».

* صحفية مستقلة وكاتبة أسترالية تكتب حول السياسات الأمريكية موقع: «كونسورتيوم نيوز».

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.