تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لبنان.. العراق.. إيران ..شتاء الربيع العربي؟!!

مصدر الصورة
وكالات

هل حلّ شتاء "الربيع العربي" على بلدان محور المقاومة صدفة؟! ليس تماماً؛ فإذا تذكرنا أنّ مصطلح "الربيع العربي" هو عملياً الترجمة العملية لمصطلح "الفوضى الخلاقة" الذي أعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس، هانت الأمور وسهل فهمها؛ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر العدو الأول للكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة لأنها تدعم المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة، ولأنها تساند الدولة السورية في حربها ضد العدوان الخارجي عليها وفي حربها ضد الإرهاب الذي تدعمه الولايات المتحدة وحلفاؤها، ولأنها تدعم حركة أنصار الله في اليمن، ولأنها تشجع المقاومة في العراق؛ هذا ليس سراً نُذيعه، بل هو ما يعلنه كيان إسرائيل والولايات المتحدة بشكل دائم ويؤكدان عليه.

ما يجري اليوم أنّ الكيان الإسرائيلي يهاجم المقاومة في الأراضي المحتلة كلما أراد ذلك؛ يستقوي على قطاع غزة المحاصر وعلى الضفة الغربية المحاصرة، لكنه لا يتجرأ على المقاومة في لبنان. قادة العدو الإسرائيلي، السياسيون والعسكريون، لا يكفّون عن الحديث عن الحرب القادمة وعن التهديد الإيراني وعن الثمن الذي سيدفعه الكيان الإسرائيلي بنتيجتها؛ وطالما الأمر كذلك، فإن البحث عن وسائل أخرى غير الحرب وأقلّ كلفة منها، لإضعاف أطراف محور المقاومة هو نتيجة طبيعية يقوم العدو بناء على استخلاصها، بتحريض عملائه في كل مكان للانقضاض على إيران والعراق ولبنان وفلسطين وسورية لمنعها من حشد وتشكيل أي تهديد مستقبلي لوجوده.

هناك مطالب شعبية في هذه البلدان، أجل، وهي محقة في معظمها؛ ولكن تسقط هذه الأحقية عندما يقوم "بعض" الشعب بتخريب المنشآت الوطنية وتكسيرها وتخريبها وتدميرها، لأن التخريب يمس استقرار وتقدّم الوطن؛ وتسقط هذه الأحقية عندما يسمح "بعض" الشعب للآخرين بامتطاء حراكه والانقضاض على دولته، ولاسيما إذا كان "الآخرون" هم الأعداء التاريخيون المعروفون للوطن؛ الشعب معه حق دائماً، ولكن لنتذكّر أنّ معظم دول العالم تعاني من الفقر والحاجة وتراجع المداخيل والاقتصادات، في أوروبا وأمريكا وآسيا؛ والفقر والحاجة لا يبرران التخريب والتكسير؛ بكلام آخر؛ على الشعب أن يمنع الانتهازيين والمخربين من دخول صفوفه وركوب موجة مطالبه واستغلالها؛ على الشعب أن يرفض التحريض الخارجي الذي يعلنه أصحاب نظرية "الفوضى الخلاقة" وتابعيهم وأدواتهم؛ وما حصل في سورية خلال سنوات الحرب عليها يؤكد ــ وباعتراف المعارضين أنفسهم ـ أنّ الركون للوعود الخارجية هو الوصفة المباشرة للمزيد من الفقر والحرمان والتخلف والقتل والدمار والتراجع والخراب وضرب المستقبل ومقومات النهوض الصحيح. وبالطبع هناك دائماً من هو جاهز لينتهز ويقفز ويركب الموجة ويستغل المطالب الشعبية في سورية والعراق ولبنان وإيران وغيرها.

ليس صدفة ولا عفوياً تزامن التحركات في إيران والعراق ولبنان، وتلطي البعض ــ لاسيما في لبنان ــ خلف المطالب الشعبية يشي بأنّ وراء الأكمة شيئاً يتم تدبيره، وعلى الشعوب والقيادات في هذه البلدان الاعتبار من تجارب الآخرين والاتعاظ منها وعدم تخريب وتهديم المنجزات التي تم تحقيقها حتى الآن، وعدم ضرب الأساسات التي يقوم عليها مستقبل هذه الشعوب، ولا يجوز الركض خلف شعارات فضفاضة لا تقدّم ولا تؤخّر ولا تُسمن ولا تغني من جوع..؟!

                                                       بديع عفيف

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.