للكويت وشعبها وأميرها مكانة خاصة في القلب، إنه الوفاء والحب والود. لذا إذا تألمت الكويت تألمنا، وإذا فرحت فرحنا. فنحن والكويت توأمان، وعلاقتنا بها هي علاقة الروح بالجسد.
لذا، ساءنا كشعوب خليجية مُحبّة للكويت كثيراً الأزمة الحكومية الأخيرة التي خرجت أسبابها ومبرراتها عن روح الديمقراطية التي يعيش الكويتيون في كنفها، ويعتبرونها جزءاً من حياتهم وتاريخهم، حتى أصبحت نمط عيش يباهي بها الكويتيون في منطقة الخليج وبقية بلاد العرب.
وإذا كانت اتهامات الفساد التي أطلقت ضد بعض المسؤولين مباشرة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي قد تضمنت إساءات خارج العادات الاجتماعية التي فُطر عليها شعب الكويت، وكانت سبباً في استقالة الحكومة، فإن أمير البلاد صباح الجابر الأحمد وضع في خطابه، مساء أمس، الأمور في نصابها، معرباً عن أسفه للتراشق في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، مؤكداً «نحن في دولة قانون تكفل للجميع حق اللجوء للقضاء في مواجهة شبهة الفساد»، مشدداً على أن القضاء في البلاد مشهود له بالنزاهة والاستقلالية، مضيفاً، «يجب الكف عن تناول الموضوع المنظور لدى القضاء عبر وسائل الإعلام».
إن لجوء البعض إلى استغلال الأزمة الحكومية للتشهير بالبعض الآخر والتشكيك في ذمته المالية من دون سند قانوني أو إثباتات، وقبل أن يقول القضاء كلمته الفصل، يعتبر تشهيراً فظاً وواضحاً وتهديداً للسلام الأهلي، ومحاولة خبيثة لجر البلاد إلى المناكفات والصراعات، لذا كان أمير الكويت صريحاً في هذا الشأن عندما أكد إيمانه «بحرية التعبير، لكننا لن نسمح بما يهدد أمن البلاد واستقرارها».
إن الشيخ صباح الأحمد الجابر يرسم هنا خطوطاً حمراً لكل من يحاول إحداث شرخ في أمن الكويت، أو يسعى لمكاسب شخصية على حساب الاستقرار. وفي معرض حديثه عن الفساد شدد «على أنه لن يفلت من العقاب أي شخص مهما كانت مكانته إذا ثبت اعتداؤه على المال العام»، في إشارة إلى بعض الوزراء من العائلة الحاكمة الذين اتهموا بالفساد، وهو هنا يريد أن يؤكد أنه لا أحد فوق القانون.
لقد عايشت الكويت في السنوات الأخيرة أزمات حكومية، لكنها كانت عابرة، وتمكن الكويتيون من التغلب عليها من خلال الديمقراطية كنهج سياسي يتمسك به الكويتيون، ولا شك في أن الأزمة الحالية هي أزمة عابرة لا بد أن تنجلي في القريب العاجل.
حمى الله الكويت وكل خليجنا العربي، حماهم من العابثين، ومن المتربصين، ومن الفتن، ومن شرور الزمان.
