أقر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه شعر بالقلق بعد فرض أولى العقوبات الغربية على روسيا، مشيرا إلى أن البلاد تجاوزت ذلك حيث نجحت في إحلال الواردات في قطاعات اقتصادية مختلفة.
وقال بوتين، اليوم الأربعاء، خلال منتدى الاستثمار "روسيا تنادي" المنعقد حاليا في موسكو، إن "العقوبات ضد روسيا فرضت عليها العمل على إحلال الواردات في قطاعات اقتصادية ذات مكانة وطنية ومرتبطة بأمن روسيا".
وأضاف أن العقوبات ساعدت روسيا في تعزيز استقلالها الاقتصادي والتكنولوجي، فيما تحمل الغرب الجزء الأكبر من الخسائر.
وأكد الرئيس الروسي، أن العقوبات ألحقت الضرر بالجانبين وليس فقط بالجهة التي فُرضت عليها العقوبات.
وأشار إلى أن خسائر جميع الأطراف تقدر بالمليارات، ووفقا للتقديرات الأوروبية، فقد تكبدوا ما يقارب 50 مليار دولار، لكن خسائر روسيا أقل من هذا المستوى بكثير.
وعن الخسائر الأمريكية، قال بوتين إن قيود واشنطن ضد موسكو طالت 400 شركة ونحو 300 مواطن في روسيا، كما أنها طالت شركات في الولايات المتحدة، إذ اضطرت شركات أمريكية لمغادرة السوق الروسية بعد استثمارها أموالا، وكمثال على ذلك، أشار إلى شركة ضخت أموالا في مشروع طاقة بالجرف القاري الروسي وبعد ذلك اضطرت للانسحاب.
وفرضت واشنطن وبروكسل، منذ العام 2014، عدة حزم من العقوبات على موسكو بسبب موقفها من الأزمة الأوكرانية وعودة القرم إلى قوام روسيا بعد استفتاء أيد خلاله سكان شبه الجزيرة الانفصال عن أوكرانيا والعودة إلى روسيا.
من جهتها، فرضت روسيا حظرا على استيراد مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية والغذائية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كرد على موقفهما العدائي.
بوتين يكشف رأيه في الاقتصاد العالمي
واستبعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن يدخل الاقتصاد العالمي في حالة ركود في المستقبل القريب، معربا عن ثقته بأن الاقتصاد العالمي سيواصل النمو رغم الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
وقال بوتين، خلال منتدى الاستثمار "روسيا تنادي" الذي انطلق اليوم في موسكو، إن "الاقتصاد العالمي ينمو وسيواصل نموه! هذه حقيقة واضحة لا تحتاج لزيارة عرافة، فمن المستبعد أن يدخل الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود في المستقبل القريب".
وأكد أن الاقتصاد العالمي سيحقق نموا رغم الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، اللتين تعدان أكبر اقتصادين في العالم.
كما أشار الرئيس الروسي إلى أن توقعات جميع المؤسسات العالمية تشير إلى أن معدل النمو الاقتصادي العالمي في 2020 سيكون أعلى من 2019، لكن لن يصل إلى مستويات 2017.
واعتبر الرئيس الروسي أن واشنطن تسعى لوقف نمو الاقتصادين الروسي والصيني، معتبرا ذلك "خطأ عميقا للسياسة الأمريكية، وأن محاولات واشنطن تحقيق ذلك ليست إلا أداة منافسة غير نزيهة".
وأكد أن "المحاولات الأمريكية ستبوء بالفشل، إذ إن الاقتصاد سيواصل نموه رغم سياسة واشنطن".
وانطلقت في العاصمة الروسية فعاليات منتدى "روسيا تنادي"، الذي ينظمه بنك "في تي بي" ثاني أكبر مصرف في روسيا، ويعد المنتدى فرصة لإجراء حوار مفتوح بين مجتمع الاستثمار العالمي وقطاع الأعمال الروسي.
