تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المقدسي لن يصوّت إلا في مدينته

جاك يوسف خزمو - رئيس تحرير مجلة البيادر
مصدر الصورة
خاص-جاك يوسف خزمو - رئيس تحرير مجلة البيادر

جاك يوسف خزمو

الناشر ورئيس تحرير مجلة البيادر

 

في العام 1996 لم أتردد في الإدلاء بصوتي في إحدى القاعات الواقعة في أبو ديس لانتخاب مجلس تشريعي، مع أني كنت وما زلت أسكن قرب مركز الاقتراع في قدسنا العربية، وهو مركز البريد في شارع صلاح الدين. وأديت واجبي دون الاكتراث بموقع صندوق الاقتراع لأني وما زلت أعتبر أبو ديس جزءاً من مدينة القدس، ولم تكن هناك أي عوائق للوصول إلى تلك المنطقة.

أما في عام 2006، وبعد إقامة الجدار العنصري رفضت الادلاء بصوتي في الانتخابات الثانية للمجلس التشريعي مع أن العديد من الأصدقاء سواءً أكانوا مسؤولين في السلطة أو في القطاع الخاص حاولوا تشجيعي على أداء دوري الديمقراطي. وكان سبب الرفض أني مقدسي ,أنتمي إلى القدس، ولدت فيها، وأعيش فيها، ولم أعطِ فرصة لسلطات الاحتلال في اعتبار التصويت في مركز اقتراع خارج حدود المدينة في منطقة الرام تنازلاً مني عنها، واعترضت على وضع اسمي ضمن أصحاب حق الاقتراع في الرام، وليس في مكتب البريد في شارع صلاح الدين الذي لا يبعد عن منزلي سوى عشرات الأمتار!

وجاء الرفض من منطلق أني أومن بأن القدس عاصمة دولة فلسطين، ويجب التمسك بهذه القناعة مهما كلف الثمن. ومؤخراً، وبعد مرور أكثر من 13 عاماً على انتخابات عام 2006 سررت حينما بدأ المسؤولون الفلسطينيون القول والإصرار على أن ابن القدس يجب أن يدلي بصوته في مراكز داخل حدود القدس. وإني اتمنى من كل قلبي أن يتم التمسك بهذه المقولة، لأنه ليس من المعقول أن أدلي بصوتي لانتخاب من يمثلني خارج مدينتي وعاصمتي. ويجب إجبار اسرائيل على الاعتراف بأن القدس مدينة محتلة، وهي ستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية إذا أرادت تحقيق سلام شامل وعادل ودائم!

وأمنيتي الكبيرة في أن الذين يجمعون الأسماء إعدادا لسجلات أصحاب الاقتراع أن يكونوا واعين في اختيار الأشخاص، إذ أنهم في عام 2006 سجلوا مئات الأسماء لأشخاص يعملون في دوائر رسمية اسرائيلية، ولذلك فإن هؤلاء لم يدلوا بأصواتهم حفاظاً على مصدر رزقهم ورواتبهم لأنهم خشوا أن تصويتهم سيؤدي إلى فصلهم عن العمل، والقول لهم اذهبوا واعملوا في مناطق السلطة وليس هنا في القدس، وبالتالي كانت نسبة الاقتراع للمقدسيين قليلة!

إن موضوع الإدلاء بالصوت المقدسي في القدس هو مهم، ويجب التمسك به، ورفض أي حلول أخرى وسطية. وكلي ثقة في أن لجنة الانتخابات المركزية ستهتم أكثر من الماضي في أسماء اصحاب الاقتراع بالقدس، وألا يكون أي مقدسي خارج هذه السجلات، وألا يكون صندوق اقتراعه خارج القدس.

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.