يعد معمل الخميرة في حمص واحداً من أهم المعامل الإنتاجية التي يؤمن مادة الخميرة لعدد من المحافظات السورية في الوقت الحالي بعد توقف معملي الخميرة في دمشق وحلب وخروجهما عن الخدمة جراء التخريب الذي طالهما على يد المجموعات المسلحة.
المعمل الذي يضم 100 عامل فقط يتراوح انتاجه يومياً بين 24 إلى 26 طناً من الخميرة الطرية التي توزع على القطاعين العام والخاص في أربع محافظات هي حمص طرطوس حماه واللاذقية
كيف يتم توفير المادة الأولية ؟
يقول المهندس جودت فياض مدير معمل الخميرة إن المادة الأولية المستخدمة في صناعة الخميرة هي "المولاس" الناتجة عن صناعة الشوندر السكري والتي تنظف وتعقم ثم تخضع لعملية التخمير وإضافة بعض المواد التي تساهم في تحويلها إلى الخميرة
يضيف : كان هناك صعوبة كبيرة في تأمين مادة "المولاس" نظراً لصعوبة عمليات النقل من المناطق الشرقية إلى المعمل وترافق ذلك مع تراجع كميات الإنتاج في مرحلة من المراحل التي تم الاعتماد خلالها على استيراد الخميرة الجافة لتعويض النقص الحاصل إلا أن الأمور تغيرت الآن بعد تحسن الوضع الأمني وفتح معظم الطرقات حيث أصبحت عملية الحصول على المادة الأولية أكثر سهولة ولو أنها ليست بالمعدل الذي كانت عليه قبل الأزمة
ماذا عن العمال وجاهزية المعمل الفنية ؟
يقول فياض : يتوفر المعمل على 100 عامل موزعين على أربع ورديات صباحية ومسائية تضم كل وردية حوالي 20 عاملاً انتاجياً بالإضافة إلى الإداريين وخلال السنوات القليلة الماضية كان هناك معاناة كبيرة يبذلها العمال من خلال انتظار وسائل النقل لساعات طويلة لتؤمن لهم الوصول إلى مقر عملهم نتيجة انقطاع معظم طرقات مدينة حمص بسبب الأوضاع الأمنية آنذاك
أما بالنسبة للمعمل فإنه يخضع يومياً للصيانة الفنية وبشكل دوري لعمليات الصيانة والتحديث إما عن طريق المشاريع الاستثمارية أو الإنفاق الإستثماري
وبما أن معظم آلات المعمل أوروبية المنشأ فإنه كان من الصعوبة تأمين مستلزمات الصيانة من قطع تبديل خاصة ببعض الآلات بسبب الحصار المفروض على البلاد إلا أن العمال الفنيين في الشركة تمكنوا من تصنيع بعض قطع الغيار محلياً وصيانة قطع أخرى بهدف الحفاظ على جاهزية المعمل الوحيد المتبقي في القطر للخميرة وسير العملية الإنتاجية فيه.
حيدر رزوق
