تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العالم المجنون... أقـلّ أمناً ..!!

مصدر الصورة
وكالات

 ترتفع أغلب ميزانيات الدفاع، لكن الأمن يتناسب عكساً مع زيادتها؛ أغلب الدول ترفع ميزانياتها العسكرية وحجم الإنفاق الدفاعي والتسليحي الهجومي السنوي، ولكن العالم لم ولن يصبح أكثر أمناً؛ السلاح ينتشر في كل مكان وتمتلكه الأيدي القادرة على إساءة استعماله؛ لكن الأخطر، على هذه الأرض، هو، أنّ القدرة على صنع السلاح المدمّر أصبحت متاحة؛ لم تعد دولاً بعينها تمتلك هذه الإمكانيات، أصبحت أغلب الدول، حتى الصغيرة منها، تمتلكها؛ بل أصبح أفراد وعصابات قادرين على امتلاك تقنية وتصنيع أسلحة القتل الجماعي بكلفة وإمكانيات بسيطة؛ هو العالم المجنون يسير على رأسه نحو الهلاك..

العالم قرية صغيرة، أجل..! فما يحدث في أقصى جنوب القارة الأمريكية أو في أستراليا، أو أقصى شمال أوروبا أو إندونيسيا، نعلم به فوراً ونتأثر به؛ بالطبع لذلك بعض الإيجابيات، ولكنّ ذلك ليس كلّه فائدة أو خير؛ فالأحداث تنتقل، والمشاكل والتحديات تنتقل وتتعمم؛ الاقتصادات تتأثر؛ السياسة تتأثر، كل الأوضاع السيئة تنتقل بسرعة مجنونة كالعدوى؛ خذ المظاهرات وقيام ما يشبه "التمرّد العالمي" على كل الأنظمة القائمة والموروثة السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية...!!

هل تساهم "الشرايين" العالمية الجديدة في نقل العدوى، نعم؛ إنها شبكات الإنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي التي توصل المعلومة؛ لم يعد مهماً مدى دقة وصدق هذه المعلومة؛ الناس تريد معرفة الجديد وشبكات الانترنيت تؤمن الوصول والاتصال مع كل جديد أينما كنت وفي أي زمان؛ ليس قليلاً أن تلغي هذه الشبكات المنتشرة في العالم كالشرايين في الجسد، الحدود والفوارق وكل الموانع الطبيعية والاصطناعية، وتفتح المدى لكل ما يُقال ويُسمع ويُبثّ ويُنشر وبكل لغات العالم وثقافاته، بل وتوفّر المنبر للجميع للإدلاء بما لديهم..!!

 هذا التمازج والتلاقح ينتج ثقافة جديدة عابرة للحدود، تتشكل من كمٍّ هائل من المعلومات التي تنساب في شبكات الإنترنيت، ولكنّ الكثير منها غير دقيق وغير صحيح وغير آمن؛ فكلّ شخص يشكّل ثقافته الخاصة به سواء أعلن ذلك أم كتمه، ومصدر هذه الثقافة ونوعها غير واضح ومستوى هذه الثقافة غير معروف؛ والمشكلة الأساسية/ الخطر، أنّ هناك من يقومون بنشر توجهات أو معلومات أو ثقافة معينة لأغراض معينة ومحددة، فيقودون المجتمعات نحو اتجاهات هم يحددونها ويريدونها وهنا مكمن الخوف والخطورة؛ هو نوع آخر من التسلح والتسليح، في حرب الأفكار العالمية القائمة؛ سمّه إنْ شئتَ بـ"القوة الناعمة".

لم يعد ممكناً حجب المعلومة والمعرفة بعد انتشار شرايين/ شبكات الإنترنيت، وما سيعقب ذلك من تطور في المستقبل، مثل الإنترنيت الفضائي وشبكات خاصة من مئات أو آلاف الأقمار الاصطناعية أُعدّت خصيصاً لتقديم خدمة الإنترنيت؛ لكن ذلك لا يعني الصمت أو الاستسلام؛ الجميع قادر على ان يسجل حضوراً ويلعب دوراً ويفرض تأثيره ويترك بصمة معينة في الاتجاه الذي يريد من خلال ضخ المعلومات التي بحوزته والأفكار التي يرغب بنشرها بطريقة صحيحة وبسرعة كبيرة وقبل فوات الأوان؛ حجب المعلومات بالطريقة التقليدية، لم يعد ممكناً، لكن يمكن منافسة المعلومات الموجودة من خلال نشر وبث معلومات أخرى أقوى وأفضل وأدق، المعلومات التي نريد، وجعلها تطغى وتنافس في سـوق الاتصال المفتوح للعالم..؟!!

 

 

 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.