تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العالم مهدد بالفناء النووي

مصدر الصورة
عن الانترنيت

مايكل سلايجر *

تواصل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخاذ إجراءات؛ لتفكيك نظام التوازن النووي العالمي، الذي صان السلام على مدى عقود. وإجراءات ترامب هذه تزيد خطر تفجر حرب نووية

في عام 1983، شاهد المقدم في قوات الدفاع الجوي السوفييتية ستانيسلاف بتروف على شاشة الكمبيوتر شيئاً صادماً: الولايات المتحدة أطلقت صاروخاً نووياً، والصاروخ كان يتجه نحو موسكو.

وبعد دقيقة واحدة، أكد الكمبيوتر أن تلك كانت ضربة نووية حقيقية. ثم شاهد بتروف صاروخاً ثانياً، وثالثاً، إضافة إلى صاروخين آخرين، انطلقت جميعها في تتابع سريع.

وروى بتروف فيما بعد: «كل ما كان يتعين علي أن أفعله هو أن أمسك الهاتف وأبلغ قادتنا».

ولكن بتروف قرر عدم إبلاغ قادته بانطلاق هجوم معادٍ. فقد كان يدرك أن قادة الكرملين سوف يأمرون فوراً بالرد بهجوم نووي، ما سيؤدي إلى فناء الحياة على الأرض. وفكر أنه عندما تبدأ قوة نووية كبرى بحرب، فهي لا تبدأ بإطلاق خمسة صواريخ فقط.

وانتظر بتروف... ولم يحدث أي شيء؛ إذ إن الولايات المتحدة لم تطلق خمسة صواريخ. هي لم تطلق أي شيء.

حدثت تلك الواقعة في وقت الاعتدال الخريفي، عندما تنعكس أشعة الشمس بحدة من أعلى السحب على ارتفاع عال. وأدرك بتروف أن إنذار الكمبيوتر كان نتيجة خطأ؛ لأن الكمبيوتر لم يميز بين أشعة الشمس عند أعلى السحب وعلامات انطلاق صواريخ.

وبتروف لم يعد نفسه بطلاً؛ لكنه عزا لنفسه فضلاً في أمر واحد: لقد تلقى تعليماً مدنياً، وليس عسكرياً. وقال بتروف: إن ذلك جعله يفكر ويشك. فهو لم يكن شخصاً يتبع الأوامر بصورة تلقائية.

وستانيسلاف بتروف توفي قبل نحو ثلاث سنوات، وكان في عمر 77 سنة.

في الحقيقة، لم يكن أمراً يدعو للدهشة، أننا أوشكنا على كارثة الفناء. فالتكنولوجيا القديمة لم تكن متطورة كما هي اليوم. ومنذ فجر العصر النووي، انطلق العديد من الإنذارات الخاطئة؛ بسبب خلل تقني، أو خطأ بشري، أو بشكل عرضي. وإنها لمعجزة أن أياً من تلك الأخطاء لم تتسبب بتفجير حرب نووية.

واليوم، مع انتهاء الصراع بين الرأسمالية والشيوعية، ومع التقدم الكبير في تكنولوجيا الكمبيوتر، أصبح من المستبعد جداً انطلاق مثل هذه الإنذارات الخاطئة.

ولكن ذلك لا يعني زوال خطر الفناء النووي؛ بل على العكس، تواجه البشرية اليوم خطر الفناء النووي أكثر مما واجهته في عام 1983. والسبب هو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواصل اتخاذ إجراءات تزيد من مخاطر حدوث تراشق نووي.

وقد بدأ الرئيس ترامب يزعزع نظام الاستقرار النووي؛ عندما رفض في الصيف الفائت تجديد معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، التي وقعها الرئيس الأمريكي رونالد ريجان والزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف عام 1987 - والتي تم بموجبها تم تفكيك 2692 صاروخاً نووياً أمريكياً وسوفييتياً. ومنح الزعيمان بناء على ذلك جائزة نوبل للسلام.

غير أن الرئيس ترامب يعطي الآن إشارات قوية على أن إدارته يمكن أن تشطب معاهدة ستارت الجديدة ( نيو ستارت) التي أقرت في عام 2010 وينتهي أمدها في عام 2021. ومنذ حملته الانتخابية في عام 2016، زعم ترامب بشكل خاطئ أن روسيا انتهكت هذه المعاهدة.

وبسبب إجراءات وبيانات إدارة الرئيس ترامب، أعلنت نشرة علماء الذرة - وهي منظمة سلمية عالمية - عن تقديم عقارب «ساعة القيامة» إلى 100 ثانية قبل منتصف الليل - أي الفناء.

ولنتذكر أن نشرة علماء الذرة أطلقت ساعتها هذه منذ عام 1947، وكانت عقاربها تشير آنذاك إلى 17 دقيقة قبل منتصف الليل.

* بروفيسور في جامعة لويولا في شيكاغو - موقع «إنفورمد كومنت»

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.