تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مجلس الأمن يتبنى قرارا بالإجماع بإرسال مراقبين غير مسلحين إلى سورية

مصدر الصورة
SNS - وكالات

محطة أخبار سورية

تبنى مجلس الأمن الدولي اليوم بالإجماع قرارا بإرسال مراقبين عسكريين غير مسلحين إلى سورية ، ويخول القرار المراقبين البالغ عدد أول مجموعة منهم 30 مراقبا غير مسلح "بإقامة اتصال وتعاون مع الاطراف السورية" ويكلفهم "رفع تقارير حول مراعاة الوقف التام للعنف المسلح بشتى اشكاله من قبل جميع الاطراف حتى يتم نشر بعثة أممية هناك".

ويدعو القرار الحكومة السورية وكل الأطراف الأخرى إلى تأمين ظروف مناسبة لعمل المجموعة وضمان أمنها دون تقييد حرية تنقلها وامكانية وصولها الى مختلف مناطق البلاد.

وأكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى المتحدة أن سورية اتخذت خطوات جدية باتجاه تنفيذ ما هو مطلوب منها بموجب خطة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية وأعلنت التزامها بوقف مهام القوات المسلحة اعتبارا من صباح يوم الخميس الماضي بعد المهام الناجحة في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة وبسط سلطة الدولة على أراضيها وهي نفذت ذلك فعلا.

 

 

وقال الجعفري في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي.. "إن سورية رحبت كما يعرف الجميع منذ البداية بمهمة أنان وتعاملت بإيجابية بما فيه الكفاية معه وأكدت أنها لن تألو جهدا لإنجاح مهمته في إطار الإحساس الوطني المسؤول الذي يحفزنا جميعا لوضع حد للأزمة المؤلمة التي تمر بها سورية باعتبار أن هذه الأزمة تستهدف استقرار وسلامة الجمهورية العربية السورية كلها دولة وشعباً".

 

وأضاف الجعفري.. "إن الحكومة السورية تقوم بتزويد أنان بشكل خطي ومنتظم بالإجراءات المتخذة بخصوص تنفيذ خطة النقاط الست كما أنها وافقت أيضا على مبدأ وجود آلية مراقبة للأمم المتحدة تعمل في إطار وحدود السيادة السورية التي يعتبرها الشعب السوري خطاً أحمر لا يمكن تخطيه تحت أي مسمى كان ويتم حاليا التفاوض مع المبعوث الخاص وفريقه الفني في دمشق حول صياغة البروتوكول الخاص الناظم لتوزيع فريق المراقبين".

 

وأوضح الجعفري أنه مقابل الانفتاح والتعاون والالتزام السوري بخطة أنان تصاعدت الأعمال الإرهابية من اعتداءات وأعمال قتل بحق القوات الحكومية والمدنيين وتخريب وتدمير البنية التحتية وتهجير السكان الآمنين بالقوة إلى مخيمات معدة مسبقا في دول مجاورة تمهيدا لخلق أزمة لاجئين يتم استغلالها سياسيا والبناء عليها لاحقا لإقامة ما يسمى مناطق عازلة بغية تبرير استدعاء التدخل العسكري الخارجي.

 

وأشار الجعفري إلى أن ما يقلق سورية في هذا السياق هو سوء نوايا بعض دول المجلس إزاءها من حيث تعمد عدم مساءلة المجموعات المسلحة عن جرائمها واعتداءاتها على أفراد الشعب السوري من مدنيين وعسكريين.

وقال الجعفري.. "إن المفارقة هنا أنه وفي الوقت الذي كان فيه أنان منخرطا في محادثاته مع المحاورين السوريين كان البعض يعقد مؤتمرات موازية لخطة أنان في اسطنبول في محاولة واضحة للالتفاف على مهمته وعلى دور الأمم المتحدة وتقويض حظوظ نجاح مهمته ودوره في مساعدة سورية على الخروج من الأزمة".

 

وتابع الجعفري.. "إن هؤلاء أقروا آلية تمويل تمكن دول الخليج من تمويل المجموعات المسلحة من خلال تقديم رواتب لأفراد هذه المجموعات علاوةً على تعهد المؤتمرين بتقديم 100 مليون دولار لتسعير نيران الأزمة بدلا من إطفائها إضافة إلى الدعوات التي سمعها الجميع في مجلس الأمن بالذات من وزير خارجية قطر للتدخل العسكري في سورية وإقامة ما يسمى مناطق آمنة على الأراضي السورية وكذلك تصريح وزير خارجية السعودية بأن تسليح المعارضة السورية واجب".

 

وأشار الجعفري إلى أن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة هو ما معنى أن تصرح بعض الدول بأنها تدعم مهمة أنان في الوقت الذي تقوم فيه بتحركات موازية تهدف إلى تأمين التمويل اللازم للمجموعات الإرهابية المسلحة والعسكرة وفرض العقوبات على الشعب السوري والدعوة إلى التدخل العسكري المباشر في سورية وهي كلها أمور تخالف تماما هدف ومنطوق خطة أنان.

وأكد الجعفري أن استمرار الدعم للمجموعات المسلحة سيشكل الخطر الحقيقي على خطة أنان وستتحمل الأطراف التي تقوم بهذا الدور مسؤولية سفك دماء السوريين ونشر الارهاب في سورية. ولفت الجعفري إلى أن الدول التي فرضت العقوبات الاقتصادية الظالمة على الشعب السوري شريكة في الأزمة ولا يمكن لها أن تتباكى على الصعوبات التي يواجهها المواطن السوري في عيشه اليومي في حين أنها هي المسؤولة إلى حد كبير عن هذه الصعوبات.

وفي ختام كلمته رد الجعفري على جيرار آرو مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة الذي توجه بالقول إلى الشعب السوري.. "إن زمن العنف قد ولى" وقال الجعفري.. "إنني متفق معه كل الاتفاق ولكني أذكره فقط بأن زمن الوصاية قد ولى أيضا وإن كلمته التي وجهها غير مناسبة الآن لأن الشعب السوري سيحتفل في السابع عشر من نيسان بعيد الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي".

 

من جهته أكد مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين أن مشروع القرار خضع بتأثير من روسيا وأعضاء آخرين لتغييرات جوهرية لجعله أكثر توازنا وليعكس الوقائع على الارض بشكل سليم وأخذ مطالب وقرارات الحكومة السورية فيما يتعلق بالموافقة على بعثة المراقبة بعين الاعتبار.

وقال تشوركين.. "إن روسيا رحبت بقرار تعيين أنان كمبعوث للأمم المتحدة الى سورية وقامت بمواجهة من يشكك بهذه المهمة وقدمت الدعم الكامل لهذه المهمة.. والآن نحن في مرحلة حرجة ومن المهم لكل الاطراف السورية بما فيها المعارضة المسلحة أن تتوقف عن العنف فورا وأن تحترم خطة أنان وأن تبدأ بالتنظيم لعملية حوار واسعة".

 

وأكد أن روسيا ستستمر في دعم خطة أنان ومواجهة هذا التحدي بشكل بناء لافتا الى أن استمرار الازمة في سورية سيشكل تهديدا للأمن والسلم الإقليميين.

 

من جانبه رأى مندوب الباكستان في الأمم المتحدة أن تبني مجلس الأمن لقرار حول إرسال بعثة مراقبين إلى سورية "يمثل خطوة مهمة في هدفنا الرامي إلى تحقيق حل سلمي للوضع في سورية مع احترام تام لسلامة ترابها ووحدتها واستقلالها".

 

وقال المندوب الباكستاني.. "إن الإجماع على دعم هذا الهدف يبعث برسالة واضحة وقوية للالتزام وتوحد كل اعضاء مجلس الأمن في التعامل مع هذا الوضع الذي لديه تغييرات إنسانية خطرة ومأساوية ويمكن أن يؤثر بشكل سلبي في الوضع الاقليمي الهش".

 

وواصلت سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية راعية نشر الديمقراطية وحقوق الانسان في العديد من دول العالم التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء التذرع بالجانب الإنساني للتدخل في الشأن السوري وعدم التراجع عن السياسات العدوانية التي رسمتها للشعب السوري من خلال دعمها للمجموعات المسلحة التي تتمثل بنظرها بمتظاهرين سلميين تمارس الحكومة السورية العنف بحقهم.

 

وفي انحياز واضح لمجرمي العصابات المسلحة تجاهلت رايس كل التقارير التي تؤكد انتهاكات المعارضة العديدة منذ بدء وقف إطلاق النار وعدد الشهداء المدنيين والعسكريين الذي سقطوا خلال اليومين الماضيين لتكيل التهم للحكومة السورية بأنها يجب أن تفي بكل التزاماتها وليس الحد الأدنى وأنها هي من تمارس العنف ورغم ذلك فإن المعارضة لم ترد بشكل كبير وهي تقوم بما هو عليها.

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.