تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

د. وائل عواد يتابع الكتابة من الهند من وحي الحجر الصحي عن كورونا و يوميّات قنّاص كركرونا  مقابلةٌ حصريّةٌ (Exclusive) مع فيروس كورونا (FK) – 7 -

مصدر الصورة
خاص

الجميلُ في الحجر المنزليّ هو أن تكتشفَ مواهبكَ وقدراتكَ على تصليح أشياءَ لم تقم بها من قبل بسبب ضغوط العملِ اليوميّ، فتلجأُ إلى الحرفيّين للقيام بها من تصليح الحنفيّات والكهربائيّات  ووصلات الكابلات إلى أجهزةِ الحاسوب بتنزيل البرامج أو معالجة خللٍ بسيطٍ قد لا يحتاج لخبيرٍ. ومن كثرة الأجهزة الألكترونيّة  هذه الأيّام، تجدُ نفسكَ مشغولاً بعض الشّيء، خصوصاً وأنّنا جميعاً نمارس مهننا من داخل منازلنا. لقد كنتُ أعاني من مشاكل في جهاز الحاسوب المنقول  "اللابتوب"  ماركة ماك بووك وأواجهُ صعوبةً في تصليحه بعد تقلّص الذّاكرة، وقد تعلّمت الكثير من الإرشاداتِ "أونلاين". وبينما أنا منهمكٌ في تنظيف القرص الدّاخليّ للابتوب من الملفّات، كانت تظهرُ رسالةٌ على الشّاشة بأنّهُ يتعرَّض لهجومٍ فيروسيٍّ يحاولُ تحطيمهُ ...

كان الفيروس عنيداً والجهاز يحاول عبثاً، وفجاةً ظهرت رسالةٌ تقول:  (مرحباً! أنا فيروس كورونا وأريد التحدّث معك ومنحكَ مقابلةً حصريّةً معي.) هرعتُ إلى درج طاولة المكتب، ولبستُ الكمّامة، وسحبتُ كلاشنكوف المعقّمات، ورششت اللاب توب والأجهزة كلّها بالمعقّمات البخّاخة على طاولتي .

  • "هل أخذتَ الحيطة اللّازمة؟"  جاءني الردّ
  • "ماذا تقصدُ؟" قلتُ له
  • "أشاهد كتباً مقدَّسةً على رفوف المكتبة لجميع الأديان والمعتقدات وحتى التّعويذات، أأنت خائفٌ إلى هذه الدّرجة؟"
  • "لستُ وحيداً! العالمُ كلّه في حالة هلعٍ منكَ؟ لا نعرف أصلك وفصلك ولا دينك ولا عرقك ولا حتّى شكلك ولا نراك بالعين المجرّدة. كيف تريدني ألّا أحمي نفسي؟"
  • "لا عليك لن أؤذيك طالما لم تغادر البيت . ولا مانع من اتّخاذ الحيطةِ. أبعد المعقّمات وبإمكانك نزع الكمّامة، فلن أؤذيك ."
  • "لا مانع سأبقيها ليطمئنّ قلبي .أيّ لغةٍ تتكلّم ؟"
  • "أتكلّم جميع اللّغات، وقد تعلّمتها  خلال تنقّلاتي من بلدٍ إلى آخر."
  • "واضح ما ضلّ حدا وما اشتكى منك يبلاك بالعمى."
  • "أنا اصلاً أعمى!"
  • "طيب... طيب، كيف لي أن أناديك ؟ بصيغة المذكّر أم المؤنّث أم المخنّث أم ماذا؟"
  • "لماذا هذا السّؤال؟" أجابني مستغرباً.
  • "لأنّك دوختنا، فالرّجال يقولون أنّك مؤنّث لأنّك حرمتنا من الخروج من المنازل والذّهاب للنوادي والمقاهي ولعب الطّرنيب والزّهر والتّردد على البارات والمراقص والنوادي اللّيلية، لذلك أنتَ متّهمٌ بأنّك مؤنّثٌ."
  • "وماذا تقول عنّي النّساء؟"
  • "ذكرٌ، لأنّك منعتهنّ من الخروج، فلا مولات ولا مكياج ولا تنفيخ شفايف ولا بوتوكس ولا فيلر ولا مناكير أو بديكيور ولا حتّى الاجتماع الأسبوعيّ كيتي بارتي (Kitty Party)."
  • "Funny ههههه... "
  • "وتتحدّث اللّغة الانكليزية بطلاقةٍ؟! هل أنت على علاقةٍ بالملكة اليزابيت -2؟" سألتهُ
  • "ماذا تقصد؟" ردَّ عليَّ مستغرباً من سؤالي.
  • "لأنّك دخلتَ قصرها وأَصبتَ وليَّ العهدِ، وحمداً لله لم تُصبها، بل نِلتَ من رئيس وزرائها المفضّل ووزيرة الصّحة وغيرهم من كبار المسؤولين . وبعدين شكلك المجهريّ تاجيّ ؟"
  • Funny funny I like it.""
  • "اختصاراً للوقت سأناديك FK)) على شاكلة بيل غيت (BG) شو رأيك ؟"
  • "ماذا تعني؟"
  • "بالعربي فيروس كورونا."
  • "موافق، لنبدأ اللّقاء..."

أعزّائي المحبوسين والمحبوسات في جميع أرجاء العالم أسعد الله أوقاتكم بألف خيرٍ وحماكم من البلاء الذي يعصف بكوكبنا بسبب " أخو الشليتة " فيروس كورونا أو كوفيد-19، ولا يسعني أن أرحّبَ به ضيفاً! الله لايردّه، لكنّني مضطرٌّ لأرحّب به عن بعدٍ بما أنّني سأستضيفهُ في هذه المقابلة الحصريّة يعني إكسيكلوزيف  Exclusive.

نعم أيُّها المشاهدون الكرام، إنّه فيروس كورونا الذي سوف نناديه بFK  إف. ك. بعد أن رفضَ الإفصاحَ عن جنسه كما رفضَ إظهار شكله على الشّاشة، ولكن بإمكانكم أن تتصوّروه حسب كل مجسّمٍ صُنعَ له في كلِّ بلدٍ.

  • س: "دعني أبدأُ معك فوراً بالسّؤال عن علاقتك بالإرهاب؟ إذ لم يقع منذ ظهورك على السّاحةِ أيُّ عملٍ إرهابيٍّ في العالم! هل هناك صلةٌ مشبوهةٌ لك بالإرهاب البيولوجيّ ؟"
  • ف. ك: "يحاولُ البعض البحث عن صلةٍ بيني وبين الأسلحة البيولوجيّة التي تصنع في مختبراتٍ في العديد من الدّول مثل الولايات المتّحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل. يحاولون التّلاعب بالجينات البروتونيّة لتركيبي، لكنّي أشطر منهم، وأّغيّرُ من تكويني وأطوّر قدراتي بسرعةٍ لتفادي ذلك."
  • س: "لم تجبني على سؤالي ماهي علاقتك بالإرهاب؟"
  • ف. ك: "عليك أن توجّه السّؤال إلى  الدّول التي صَنعَت وترعى الإرهابَ العالميَّ."
  • س: "لكنك مرتبطٌ بمسقط رأسك الصّين! والعالمُ يطلق عليك فيروس ووهان وفيروساً صينيّاً تيمُّناً بمسقط رأسك وكونك من المعهد البيولوجيّ هناك؛ كيف تردّ؟"
  • ف. ك: "لا أؤمن بالحدود الجغرافيّةِ، ولذلك أتنقّلُ من بلدٍ إلى آخر، ولا أحتاجُ إلى تأشيرةٍ او إلى الدّخولِ متسلّلاً عبر قوارب الموتِ، ولا تستطيعُ أيُّ حكومةٍ منعي من الدُّخول، ومازلتُ مخفيّاً عن الأنظارِ، صحيحٌ أنّني قد انطلقتُ من منطقة ووهان في إقليم ووبي، ولكن من المبكّر كشفُ النّقاب عن منشئي."
  • س: "دعني أعيدُ توجيهَ السّؤال بشكلٍ آخرَ. هل صحيحٌ أنّ الصّين تنتقمُ من الدّول التي استعمرتها؟ وإذا كان ذلك لماذا تضربُ العالمَ كلّهُ ولا تستثني أحداً ؟"
  • ف. ك: "أنت أجبتَ على السّؤال."
  • س: "هل تبرّرُ إذاً رفع القضايا ضدَّ الصّين لتجريدها من أموالها باعتبار أنّكَ متواطئٌ معها؟" سألتهُ مسرعاً.
  • ف. ك: "سأتركُ لكم ولصنّاع القرارِ الإجابة والجدال حول هذه القضيّة حسب مصلحة كلِّ دولةٍ، ولا داعي للجرّي إلى المحاكم."
  • س: "إذاً، أنتَ إرهابيٌّ؟"
  • ف. ك: "راجعوا أنفسكم، أعيدوا ترتيبَ بيوتكم ودفاتركم وحصّنوا خطوطكم الدّفاعية لا لقتل بعضكم البعض، سأقوم بواجب البعض منكم من تجّار الدّين والحروب  وأصحاب البطون المتخمة والجيوب المنتفخة."
  • س: "لماذا تقومُ بتطوير ذاتك باستمرارٍ، ولديك قدرةٌ فائقةٌ على التّعايش مع المضيف من البشر؟"
  • ف. ك: "خبرةٌ اكتسبتها لأتحاشى العلماء والخبراء، ليس لديَّ متّسعٌ من الوقت، يتوجّبُ عليَّ الذّهابُ لتطوير ذاتي وخطف أرواح  المئات منكم قبل  أن يتوصّل علماؤكم إلى لقاحٍ للتخلّص منّي."
  • س: "لا تذهب سأكونُ مقتضباً بأسئلتي . ماعلاقتك ببيل غيتس BG))؟" قلتُ لهُ.
  • ف. ك: "ألا تعلم أنّهُ يراقبُ كلَّ شيءٍ على الحاسوب؟ لماذا تسأل؟"
  • س: "فضولٌ، إذ لاحظتُ اهتمامَهُ باللّقاحاتِ، وقد تحدّثَ عنك مطوّلاً في العديد من المناسبات قبل ظهورك القاتل. البعضُ يتّهمه بأنّهُ الأبُ الروحيُّ لكَ، هل هذا صحيحٌ بأنّه your God father ؟"
  • ف. ك: "هذا اتّهامٌ خطيرٌ!"
  • س: "نعم، لأنّه لا يمكنُ أن تكون محضَ صدفةٍ، أو ربّما أنّنا نؤمن بنظريّة المؤامرة. أجبني بنعم أولا؟"
  • ف. ك: "سوف أُفلتُ العنانَ لكم لإيجاد صلةٍ أيّاً كانت.Funny"
  • س: "سؤال أخير F K"
  • ف. ك: "تفضّل.."
  • س: "كم ستقتلُ من البشريّة؟"
  • ف. ك: "لا أدري بعدُ. شدّوا الأحزمة واتّخذوا الحيطة اللّازمةَ؛ من لا يغادر منزلهُ لن أزوره."
  • س: "شو قصدك؟" بدأت أتصبّبُ عرقاً، وشعرتُ ببرودةٍ في سيقاني. "هل ستقضي عليّ؟ أيدي على راسك قول؟"
  • ف. ك: "لا... لقد وعدتكَ، ولكن إذا خرجتَ من المنزل سأزوركَ."
  • س: "ماهي الكلمةُ الأخيرةُ التي تريدُ أن تقولها للمشاهدين أصحاب السّوابق المحجورين معنا؟"
  • ف. ك: "الزموا بيوتكم وإلّا..."
  • س: "هل لي من صورةٍ تذكاريّةٍ معكَ أرفقها بالتّقرير؟"
  • "..."
  • "فيروس كورونا ... الو ... أين اختفيت؟ روحة بلا رجعة... روح الله ياخذك قطّعت مفاصلي من الخوف." قلتُ لهُ.

 سمعتم أعزّائي المشاهدين برضاي عليكم التزموا منازلكم ... وإلى أن نوافيكم بلقاءٍ آخر ونصائح أخرى لتجنّب فيروس كورونا صلّوا لنا بهذه الأيّام الفضيلة وباركونا...

 

                                             د. وائل عوّاد

                                  الكاتب والصّحفي السّوري المقيم بالهند

 

 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.