تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

د. وائل عواد يتابع الكتابة من الهند من وحي الحجر الصحي عن كورونا و يوميّات قنّاص كركرونا  - التيلباثي في حجرنا الحديث  - 14 -

مصدر الصورة
خاص

لعلَّ من الظّواهر التي تتكرّرُ في حياتنا ظاهرةَ الاتّصال عن بعدٍ بين شخصين، وأن تتذكّر صديقاً ما فيتّصلُ بكَ بنفس اللّحظةِ وهو على بعد مئات الكيلومترات عنكَ، لتقولَ لهُ بالمثل العاميّ: "اذكر الدّيب وهات القضيب." أو أن تكون في شارعٍ ما وتستحضرُ في مخيّلتك صديقاً ما، وفجأةً يظهرُ هذا الصّديقُ أمامكَ مع أنّكَ لم تشاهدهُ منذ زمنٍ طويلٍ، والأمثلة عديدةٌ عن ظاهرة التيليباثي (التخاطر) التي تعدُّ من الظّواهر الخارقةِ، ومازال العلماء يحاولون إيجادَ تفسيراتٍ علميّةٍ لها.

ما دفعني للتّعلق بالمركز الثقافيّ في مدينتي، السّلمية ، كان وجود أستاذنا الكبير وقريبي المرحوم عبد الكريم الضّحّاك، أبي سليمان، مدير المركز آنذاكَ والمعروف بأنه رجل الثّقافة  المميّز بالسّلمية لاختياره مواضيع شيّقةٍ تحثُّنا على القراءة والنّقاش، وللكمّ الهائل من النّشاطات واللّقاءات والندوات الثقافيّة والأدبيّة والشعريّة التي كان ينظمها في المركز الثّقافيّ، وكان يستقبلنا بابتسامته المعهودة. كان المركزُ الثقافيُّ في السّلميّة فوق قهوة البلدةِ، وكانت القاعةُ صغيرةً، وتتّسع بصعوبةٍ لقرابة 92 كرسيّاً من الخيزران كانت تُفرَشُ في القاعةِ، ونادراً ما تجد أيّاً منها خاوياً لشغف الشّعب السلمونيّ بالأدب والفكر والحضور للاستماع لشاعر سلمونيٍّ أو لضيفٍ من محافظةٍ سوريّةٍ أخرى أو العراق أو لبنان ...وأذكرُ أنّه في الكثير من الأحيانِ كان أبو سليمان رحمهُ الله يجدُ صعوبةً في استقبال الجمهور الغفير داخل القاعةِ، ويضطرُّ إلى وضع مكبّرٍ للصّوت، وتكتظّ القهوة بالزوار في تظاهرةٍ شعبيّةٍ لا مثيل لها، وعليك أن تحافظَ على الهدوء للاستماع للندوات والنّقاشات وإلقاء الشعر...

أستذكرُ هناك محاضرتين تركتا أثراً عظيماً في نفسي، وقد كنتُ آنذاك في فترة الدّراسة الثّانوية، كانت إحداهما للدّكتور عبد الجبّار الضحاك الذي كان يُدرّسُ في جامعة دمشق حينئذٍ وقد تخرّجَ من فرنسا، قبل أن يشغل منصب وزير النّفط ، ومن ثمّ سفير الجمهوريّة العربية السّوريّة في الجزائر، وبما أنّهُ كان زوج خالتي رحمها الله، وأحبّهُ كثيراً، كنتُ توّاقاً للحضور والاستماع لهُ، وكثيراً ما كنت أفتخرُ بقرابتي بهِ أمام أصدقائي . لقد كانت تلكَ المحاضرةُ عن أصل الحياة بناءً على بحثٍ للعالم ميلفين كالفن الحائز على جائزة نوبل للكيمياء عام 1961. أمّا المحاضرة الثّانية فكانت لأستاذي في العلوم الطبيعيّة ، وقريبي أيضاً، أبي محمّد عبد الكريم عوّاد، أطال الله بعمره، وكانت حول ظاهرة التيليباثي، أو مايعرفُ يالتّخاطر في اللّغة العربيّةِ، إذ تطرّقَ لهذه الظّاهرة وتفسيرها العلميّ، وشرحَ تجربة النّعجةِ وفطيمها، وكيف وضعَ العلماءُ النّعجةَ في منطقةٍ وأخفوا طفلها بعيداً عنها، وعندما فكّوا العُصابةَ عن عينيّ النّعجة، بدأت تدورُ في دائرةٍ صغيرةٍ، ومن ثمّ توجّهت مباشرةً  إلى مكان إخفاء الرّضيع، وكُرّرت التّجربة بعد وضع خوذةٍ على رأسها وتم تقريب مكان رضيعها، لكنّها فشلت في الوصول إليه، وهذا دليلٌ على أنَّ الدماغ يُطلقُ أشعّةً للتّواصل مع الآخر.

لطالما كنتُ مهتمّاً بهاتين الظّاهرتين،  واستفدتُ من وجودي في الهند للقراءة والاطّلاع  والتفسير العلميّ لهما، وكان الزّميل د. طالب عمران يشرح لنا من خلال أبحاثهِ وباعه الطّويل في هذا المجال، هو الآخر، إذ تبحثُ جلُّ كتبه في مجال الخيال العمليّ وتفسير الظواهر الكونيّة الخارقة .

كذلكَ قامَ العديدُ من علماء الباراسيكولوجيا بطرحِ تفسيراتٍ علميّةٍ أيضاً، وقدّموا دراساتٍ قيّمةً لظواهر الإدراك البشريّ الخارقة.

أستذكر هنا حادثتين صادفتاني في حياتي، الأولى عندما كنتُ على موقف الباص في منطقة كناة بليس، مركز العاصمة دلهي، أنتظرُ وصول الباص لأستقلّه عائداً إلى البيت الذي يبعدُ قرابةَ نصف ساعةٍ عن مركز المدينة. لقد أصبتُ بدوخةٍ في رأسي من شدّة حرارة الشّمس، وشعرتُ بدفءٍ في جسدي وبرودٍ وذبذباتٍ في قدميَّ، وسقطت إثرها مغشيّاً عليّ. صحوتُ، وكان بجانبي شابٌّ هنديٌّ، حاول إنعاشي وإعطائي ماءً للشّرب وأنا مازلت أمسكُ بمحفظتي اليدويّة وأوراقي بداخلها. واصطحبتهُ إلى قهوةٍ قريبةٍ من المطعم العربيّ، وشربت معهُ عصيراً وفنجان قهوةٍ، وشرح لي عن سقوطي وهو يراقبني على الموقف، وأنّ ذلك لم يدم طويلاً. شكرتُ الشابّ اللّطيف الشّهمَ،  وودّعني  بعد أن تأكّد أنّني قد استعدتُ وعيَ بالكاملِ، وجلستُ لبعض الوقت وحدي في القهوة أحاولُ ان أسترجع هذه اللّحظات قبل أن أفقد الوعيَ، وكيف  كنتُ أُحدّقُ في اشعّة الشمس الذهبيّة وكأنّ شعاعاً قد تسلّل إلى جسدي، وبدأتُ أحلّقُ في الفضاء الخارجيّ. وبعدها استقلّيتُ اوتو ريكشا ذات العجلات الثّلاث وعدتُ إلى غرفتي في فازنت فيهار، وغططتُ في نومٍ عميقٍ لم أنم مثله في حياتي حتّى الآن ... وما يزال هذا الشّعورُ يراودني كلّما جلستُ في الحدائق العامّة أتأمّلُ أشعّة الشّمس الذهبيّة التي تعكس ضياءها أوراق الأشجار، وينتابني شعورٌ غريبٌ لم أستطع تفسيره حتّى الآن .

والحادثة الثانيةُ كانت في مدينة الكويت عام 1988 عندما سافرتُ إليها للبقاء إلى جانب شقيقيَّ المرحوم المحامي فواز، والمهندس هادي أطال الله بعمره فقد كان السبّاق للتبرع بكليته لأخينا فواز، رحمه الله، حيث أجرينا له العمليّة الجراحيّةَ في الكويت على يد الدّكتور جورج أبونا العراقيّ الأصل...

نزلنا ضيوفاً في منزل السّيّد أبي ياسر الصّيدناويّ، من  مدينة درعا السّوريّة، وكان يملكُ معمل بوظةٍ في الكويت، ويقضي اللّيل ساهراً مع عددٍ من الشبّان، لا ينامون لوضح النّهار، وهذه هي الحياة الاجتماعيّة بين السّوريّين في الكويت. والطّريفُ في الأمرِ أنّ أهل حوران الأكارم عندما يذهب أحدهم إلى دول الخليج يجلب معه  تدريجيّاً أهالي الضّيعة بالكامل، ولذلك يشعرونَ بالألفة ويزورون بعضهم البعض في ساعاتٍ متاخّرةٍ، أي حوالي الواحدة صباحاً، ويقولون لبعضهم البعض: "جايين نكفّي السّهرة معكم" كلّ ليلةٍ على هذا المنوال، ولم أستطع السّهر مثلهم، وكنتُ أنسحبُ بهدوءٍ إلى  غرفة النّوم بعد أن يُشفق عليّ أبو ياسر وهو يراني جالساً في الزّاوية منهكاً...

كنتُ قد طلبتُ مساعدتهُ في إيجاد صديق الدّراسة أيّام الشّقاء في الهند، الدّكتور الفلسطينيّ محمود هاشم خليل، الذي عاد للعمل في الكويت بعد أن حصلَ على اختصاصَين في الهند، الأوّل نسائيةٌ وتوليدٌ، والثّاني أطفالٌ. وأكّد لي أبو ياسر أنّه بالتّأكيد في قسم الأطفال لأنّه لا يُسمحُ للأطبّاء ممارسةَ الاختصاص الأوّل، وأنّهُ سوف يستعين بابنته التي تعملُ في مستشفى الكويت، ولديه أقرباء في وزارة الصّحة الكويتيّة، ولن يكون هناك مشكلةٌ .

بقينا نبحث عنهُ قرابةَ الشّهر ولم نفلح وأنا أقول لأبي ياسر سألتقي به، ينتابني شعورٌ غريبٌ بأنّني سألتقي به هنا. ويقول لي: "انسَ من المستحيل ان يكون في الكويت ولا نعرف سجلّه، فلقد بحثنا عنه في جميع السجلّات والمستشفيات وربّما غادر الكويت." لم أقتنع بكلامه وكنتُ على يقينٍ أنّني سوف ألتقي به قبل عودتي للهند.

كنّا عائدين للبيت بعد التّسوق وقضاء بعض الوقتِ في  كويت مول في المساء، وجلستُ إلى جانب ياسر وهو يقودُ سيارتهُ وأخي المرحوم فوّاز وأبو ياسر في المقعد الخلفيّ، وكان الطّريقُ مزدحماً، وأراد ياسر الدّخول في شارعٍ فرعيٍّ للتملّص من الازدحام. انتابني شعورٌ غريبٌ وشعرت بالتّنميل في جسدي وكان ذلك واضحاً على جلد يديّ ونحنُ نتجوّلُ في الحارات الضّيقة، وقلت له: "ياسر! توقّف لو سمحت. "أوقف السّيّارة، ونظر إليّ مستغرباً، فقلتُ له: "ارجع إلى الوراء وادخل من هنا عاليمين." أجابني: "يا دكتور، هذا ليسَ بالطّريق الصّحيح! وأنت جديدٌ على الكويت وتجهلُ الطّرقات." قلتُ لهُ: "أرجوك ادخل من هناك." وقال لهُ والدهُ: "سوّي مثل ما بيقلك بابا، شو ورانا مانّا مستعجلين! ..."

دخل ياسر بالسّيّارة وهو يسير بسرعةٍ معتدلةٍ وقلتُ له: "لف من هون عاليسار وبعدها عاليمين ..."،  وبعد خمس دقائق تقريباً، قلتُ لهُ: "توقّف هنا بجانب هذا المحلّ المضاء ." أوقفَ السيّارةَ مقابلَ محلٍّ للحلاقة وكان بداخلهِ مجموعةٌ من الشبّان يحتسونَ القهوةَ، وقلتُ له: "هل ترى ذلك الشابّ الذي يجلس على الكرسيّ الصغيرة ويتّكئ على الحائط؟" "نعم أراه!" ردّ قائلاً.

·        "اطلب من الشابّ أن يخرج، وقل له في شخص بده يحكي معك برا، ولا تقل له من أنا."

دخل ياسر وخرج بعد دقيقتين وقال لي إنّهُ يرفض الخروج ويقول: "اللّي بدو الثاني يجي لعنده." قلتُ له: "عد واطلب منه الخروج وإلّا ..."

دخل ياسر وخرج  الجميع من المحلّ غاضبينَ وجاهزين للعراكِ، ونزلتُ من السّيّارة وتوجّهتُ نحو الشّخص وقلت له: "اشتقنالك يا صديقي، أيّها المناضل الفلسطينيّ... كيفك يا دكتور محمود؟" لم يتمالك أعصابه وتعانقنا لدقائقَ وهو يردّد: "يا رجل كنّا رح نتذابح ما كلّي صاحبك أنّك أنت." ضحكنا مع رفاقه وسلّمنا عليهم جميعاً، ونزلنا من السيّارة وبقينا لبعض الوقت نضحكُ ونتعجّب لهذه الصّدفة، وكان ياسرُ يضع يديه على باب السّيّارةِ، فرفعهما إلى السّماء وقال : "أشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله ..." وكرّرها مرّاتٍ عديدةً ونحن في الطّريق للمنزلِ. ولم أجد تفسيراً لذلك، وكلّما أتذكّرُ الحادثةَ أشعرُ بالتّنميل في جسدي ...

والجميل أنّ معظم أحلامي أطوف بها في الخيال، وأتنقّلُ من مكانٍ إلى آخر، وأشعر بالصّعود إلى الأعلى ومن ثمّ الهبوط...لا أدري إذا كان غاز الضّحك، الذي كنت أستنشقهُ وأنا أُخدّرُ المريض في غرفة  العمليّات الجراحيّة، له دورٌ في هذه الأحلام، أم إنّ رائحة الأفيون في أفغانستان قد أشبعتني للتّحليق في عزّ النّهار؟!

وهنا لابدّ من الإشارةِ إلى طبيب التّخدير، الدكتور داس، الذي عملت تحت إشرافه في مستشفى سافدارجانغ في العاصمة دلهي، وكان يمتحنني بعد تخدير المريض والجلوس لساعاتٍ طويلةٍ، بينما يقومُ الجرّاحُ وطاقمهُ بإجراءِ العمليّةِ للمريض الميت سريريّاً. لقد كان على أبواب التّقاعد، وأذكرُ أنه بادرني مرّةً بطرحِ أسئلةٍ عن المريض فيما لو ارتفع معه ضغط الدّم وهو تحت التّخدير، وماهي الإجراءات التي يجب أن أتّخذها للحفاظ على حياتهِ وخفض ضغط دمه. وكنت أجيبُ على كلِّ سؤالٍ بالخطواتِ الّتي سأتّبعها، وكان جوابهُ لي: "ومع ذلك مازال ضغط الدّم عالياً. شعرتُ حينئذٍ بأنّني عاجزٌ عن الإجابة بعد أن قدّمتُ له جملةً من الإجابات، وأذكرُ كيف نظرَ إليّ وهو يرفع الكمّامة عن وجهه: "يا بنيّ، لا تفقد أعصابكَ. أجوبتكَ وطرق تعاملك مع الظّرف  صحيحةٌ، ولكن تذكّر ألّا تفقد أعصابك لأنّ حياة المريضِ بين يديكَ. إذا فقدتَ أعصابكَ سيكون هناك مريضان وليس مريضٌ واحدٌ، وقد نفقدُ الاثنين؛ لذلك حافظ على رباطة جأشك وتابع عملك" ...كان ذلك درساً لي لأطبّقهُ في أحلك الظّروف وأبحث عن الحلول بهدوءٍ وتمعّنٍ...

أتدرون أين  تملّكتني هذه الظّاهرة في التّخاطر ورباطة الجأش تلك؟ لقد كان هذا في غرف الاعتقال، إذ كنتُ أتواصل مع الخالقِ وأنا في أفغانستان أثناء تغطيتي للحرب هناك، وقد بقيتُ ثلاثة ليالٍ قيد الاعتقال بعد مقتلِ  أسد خيبر أحمد شاه مسعود، زعيم التّحالف الشّماليّ، على يد انتحاريّين عرَبيّين من تنظيم القاعدة الإرهابيّ، واعتُقلتُ لكوني عربيُّ الأصل؛ وفي العراق عندما كنت معتقلاً من قبل الحكومة العراقيّة أثناء تغطيتنا للغزو الأمريكيّ للعراق عام 2003، وبقيت أيّاماً قيد الاعتقال بانتظار تنفيذ حكم الإعدام، و لم أذق النّوم وانا أتأمّلُ من شبّاك الغرفة، أنظرُ إلى السماء متجاوزاً حدود المكان والزّمان وأناجي ربّ العالمين دون وساطة أحدٍ، وأفكّرُ بطريقةٍ للنجاة والهرب مع طاقم التّصوير، وأشعر بالثّقة والإيمان والقدرة على الصّمود لمواجهة المخاطر والتحدّيات. و ما زلتُ أجلسُ ساعةً على الأقل يوميّاً أتواصلُ بها مع ربّ الكون وأتّحدث معه مباشرةً دون أيّ وسيطٍ وأشعر بنوره في أضلعي إذ يسمع مناجاتي .

وبما أنّنا في هذا الحجر المنزليّ، مارسوا التأمّل وخاطبوا ربّ الكون ليزداد إيمانكم وثقتكم بأنّ الفرج قريبٌ؛ وكما قال مولانا جلال الدّين الرّوميّ: " إنّ الطّريقة التي نرى بها الله ماهي إلّا انعكاسٌ للطّريقة التي نرى بها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلبُ إلى عقولنا سوى الخوف والملامة فهذا يعني أنّ قدراً كبيراً من الخوف والملامة يتدفّق في نفوسنا. أمّا إذا رأينا الله مفعماً بالمحبّة والرّحمة فإنّها تكون كذلك." وكذلك ورد في الحديث القدسيّ: "أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظنّ عبدي بي مايشاء."

حفظكم الله وفرّج الهمّ والبلاء، وللقصّة تتمّةٌ...

                                             د,  وائل عوّاد  

                                 الكاتب والصحفيّ السوريّ المقيم في الهند

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.