تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

خبير اقتصادي : قانون قيصر ولعبة الخوف

مصدر الصورة
الفيس بوك

مع اقتراب موعد البدء بتطبيق قانون " قيصر" يكثر الحديث عن آثاره وإنعاكاساته على الاقتصاد الوطني وكأننا مقبلون على دمار او هلاك اقتصادي .. ودون أن نقلل من الآثار والمنعكسات ولكن المبالغة في التهويل ليست في مصلحة سورية في شيء. ..

العقوبات أحادية الجانب والقسرية كانت ومازالت مطبقة على سورية منذ عقود وتم تجديدها مؤخراً من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبتجاهل سافر لما يمر به العالم من ركود وصعوبات تجارية وخصوصاً منذ تفشي جائحة كورونا .. وتسوق العقوبات على أنها سلاح للوي ذراع الحكومة السورية للقبول بحل سياسي على مقاس الأمريكي والأوروبي وإسرائيل

خلاصة القول إن القانون المدعو" قيصر" هو سلاح إعلامي وسياسي واقتصادي بآن معا .. وينبغي لمواجهته أولاً تعزيز البنيان الداخلي أي العمل على زيادة مناعة الاقتصاد الوطني لمواجهة التحديات الخارجية وذلك عن طريق التركيز على نقاط القوة الوطنية وتحويل بعض نقاط الضعف إلى فرص للتحسين والتطوير ..

إن مناعة سورية من مناعة شعبها وبالتالي فإن العمل على تعزيز الانتماء والمواطنة ورفع الضغوط والمتاعب عن أبناء سورية يعتبر مفتاح الخلاص .. فلا يمكن خوض معركة بجيش من المقهورين والمتعبين .. ولا ننشد هنا حالة الرفاه وإنما حالة الاكتفاء .. ولا ننشد حالة الترف وإنما حالة الرضا

إن بيئة الأعمال في سورية بحاجة لمراجعة شاملة لتحديد حوامل جديدة توارب التحديات التي يفرضها منطق العقوبات وبالتالي البحث عن مصادر آمنة للموارد و تعظيم الإنتاج المحلي لتحقيق الاكتفاء الذاتي و البحث عن قنوات جديدة لتصريف فائض الإنتاج و تأمين الاحتياجات الضرورية المستوردة. ..

ان التحديات التي تواجه سورية تأتي في وقت مازالت الحرب فيه قائمة وما زالت أجزاء من تراب سورية تحت احتلال أجنبي أو خارج سيطرة الدولة , وفي وقت ننتظر فيه استحقاقات وطنية كانتخابات مجلس الشعب وفي وقت ترتبك فيه الاقتصاديات الدولية لمواجهة آثار الجائحة .. وكل ذلك ظروف استثنائية تحتاج إلى حكمة وخبرة استثنائية .. وخصوصاً أن بيئة العمل الداخلية غير مؤاتية ولا تشجع على العمل أو الاستثمار.

إن الواقعية في مواجهة ما نحن مقبلون عليه تقتضي الشفافية والصدق في توصيف واقعنا من حيث نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات, وألا نجنح لافتراضات عاطفية تحيد بنا عن منطق التحليل السليم .. وليكن لدينا بدائل من السياسات و الإجراءات.. ليس بغرض التجريب وإنما بغرض التحوط..

إن جوهر الحل تتجلى بأن يكون وطنياً سورياً , لا أن يكون إملاءات أو وصفات جاهزة .. ومع تقديرنا لكافة التجارب الدولية في هذا المجال : صينية ويابانية وكورية وإيرانية وفنزويلية .. الخ ,  إلا أن الحالة السورية ليست كأي من تلك , وبالتالي لا يمكن نسخ التجربة كما هي..

ثقتي كبيرة بأن سورية لديها من أبنائها من يحملون الفكر والمعرفة ولديهم مجتمعين الفرصة لصياغة مخارج بعيداً عن إرهاصات الخوف واليأس .. وثقتي بأن إيمانهم بخلاص سورية لا يأتي من فراغ وإنما من معرفة واثقة بأن سورية أصعب من أن تذل أو تزول

                                                           هشام خياط

 

 

مصدر الخبر
صفحة الأستاذ هشام خياط على الفيس بوك

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.