تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قانون قيصر: كيف نحـوّل المحنة إلى فرصة..؟

مصدر الصورة
وكالات - أرشيف

العقوبات التي تفرضها وتهدد بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الجمهورية العربية السورية ليست جديدة، وكذلك القوانين التي استخدمتها للابتزاز والعدوان؛ فسورية كما العديد من دول العالم، تعرضت وما تزال للتهديد الأمريكي والضغوط والعقوبات الأمريكية للحصول منها على مكاسب سياسية ولفرض الأجندة الأمريكيةـ الإسرائيلية على المنطقة ومن ضمنها سـورية؛

ولقد تعايشت سورية مع العقوبات الأمريكية؛ تخطت عقوبات الثمانينات من القرن الماضي وحولتّها في كثير من المجالات إلى "فرصة" لإعادة النظر بالسياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية والأهم الاعتماد على الذات؛ وسورية اليوم، ستتخطّى العقوبات الجديدة ولديها العديد من الأسباب التي تجعلها تقوم بذلك بثقة واقتدار، بغض النظر عن حملات التهويل والتخويف والتهديد المتواصلة. وبالطبع هذا لا يعني أنّ العقوبات الأمريكية الأطلسية لن تشكّل ضغطاً ومضايقات، ولكن مسيرة بناء وتطوير سورية ستستمر، كيف؟

أولاً، سورية قوية بذاتها، بإمكاناتها، بشعبها الذي اعتاد مواجهة الضغوطات وبات يفهم ماذا يجري حوله؛ والشعب السوري خلال سنوات الأزمة، تعلّم كيف يقف موحداً، يستثمر كل الإمكانات المتاحة لحماية اقتصاده وتأمين حاجاته ومتطلبات عيشه؛ قد نشهد مثلاً بعض المضايقات في قطاع الطاقة، ولكن البديل متوفر في استخدام الطاقات المتجددة وبمساعدة الأصدقاء؛

ثانياً، سورية ليست وحدها؛ فالعقوبات الأمريكية تطال جميع حلفاء سورية وأصدقائها؛ روسيا، الصين ,إيران والمقاومة وغيرهم ــ بقيصر وبدون قيصر ــ وهذا يعدّ سبباً جوهرياً لتلاقي هذه الأطراف لمواجهة التهديدات والضغوط والعقوبات الأمريكية والغربية؛ العقوبات على هذه الأطراف تشكّل حافزاً وفرصة حقيقية للتعاون بشكل أوسع، ولخلق نوع من التكامل وبدائلَ وخياراتٍ أخرى بعيداً عن الغرب وتهديداته. وفي هذا السياق، فإن مجموعة أصدقاء وحلفاء سورية ليست ضعيفة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً ومالياً كما يروّج الإعلام المعادي، وهي تقود فعلاً، وباعتراف المحللين الغربيين، تقود العالم إلى نظامِ ما بعد الحقبة الأمريكية؛ نظام دوليّ جديد متعدد الأقطاب أساسه التعاون والتكامل وليس الهيمنة؛

ثالثاً، الولايات المتحدة خصوصاً، والغرب عموماً، ليس في موقع تنفيذ العقوبات وإن أٌقرّها. كل دول الأطلسي تعاني من مشاكل داخلية اجتماعية واقتصادية وصحية متنوعة، وفي علاقاتها فيما بينها (لاسيما بين الولايات المتحدة وبقية دول الأطلسي)، وفي علاقاتها مع الدول الأخرى، وهذا ما

يضعف قدرتها على شنّ حروب جديدة، أو العمل على تنفيذ العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة بشكل مخالف للقانون الدولي والاتفاقيات والمواثيق الدولية وشرعة الأمم المتحدة.

ولاشك أنّ المرحلة القادمة في سورية، تتطلّب العمل بمسؤولية وحزم لمواجهة العقوبات الأمريكية الغربية المتواصلة، نشير إلى أمرين رئيسيين؛

خارجياً، القيام بحراك دبلوماسي واقتصادي سـوري نشيط ومتميز في كل الاتجاهات، ولاسيما باتجاه الشركاء والأصدقاء والحلفاء؛ لشرح الأوضاع السورية، الحاجات السورية، الإمكانات السورية، مجالات التعاون والتنسيق، وكيفية مواجهة هذه العقوبات وتخطيها، وفتح آفاق التكامل في المستقبل بغض النظر عن المواقف الغربية؛ أي الانتقال إلى الفعل القوي الواثق وليس ردّ الفعل فقط وهذا ما يجب أن يكون قبل العقوبات وبعدها وبغيرها.

داخلياً، يجب العمل على تطوير الاقتصاد لمواجهة العقوبات، عبر مكافحة الهدر والفساد، ووضع خطط وبرامج عمل تتكيّف مع ضرورات المرحلة وتستخدم كل الطاقات البشرية والمادية بالشكل الأمثل لاستمرار الصمود أولاً، والانتقال إلى مرحلة إعادة البناء والإعمار ثانياً؛ سورية، ورغم كل التحديات والظروف، قادرة على أن تأكل مما تنتج وتلبس مما تنسج وقد أثبتت عشر سنوات من الحرب عليها أنّ كل التحليلات الغربية والجداول الزمنية عن انهيارها كانت أوهاماً في رأس مطلقيها..

 

بديع عفيف

 

 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.