تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل استفاقت مصر متأخرة..؟!!

مصدر الصورة
وكالات

أين الدور المصري الرائد عربياً وإفريقياً ودولياً، الذي كان في ستينات وسبعينات القرن الماضي..؟!

تواجه جمهورية مصر العربية، أحد أهم أركان الأمن القومي العربي، تحديات خارجية مصيرية، إن لم تتمكن من مواجهتها، بحكمة واقتدار وبدعم عربي حقيقي، فلا بد وأنها ستنعكس على الوضع الداخلي والاستقرار والأمن المصري والعربي والإقليمي بأسوأ النتائج وأخطرها.

ذات يوم كانت مصر تقود جامعة الدول العربية بفعالية وقوة؛ وذات يوم كانت مصر تلعب دوراً حيوياً في القارة السوداء وكلمتها مسموعة ورأيها محترم؛ وذات يوم أسّس رئيس مصر مع آخرين، حركة عدم الانحياز الدولية، ثم أصبح رئيسها؛ وذات يوم شاركت مصر سورية، وخلفهم وقف العرب وكانت حرب تشرين التحريرية؛ وذات يوم حلّت نكبة "كامب ديفيد" وبدأت الخلافات العربية وتم نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس، وعانى العرب مزيداً من التشظي والوضع العربي مزيداً من الانهيار؛ ومنذ عقود ومصر تنكفئ على نفسها وتنسحب من أدوارها في الوطن العربي وإفريقيا والعالم دون مبرر..!

اليوم، تحاول مصر النهوض من جديد، ليكن؛ هو أمل جديد لها وللعرب؛ ولكن مصر أصبح عدد سكانها أكثر من مائة مليون، وتواجه تحديات داخلية كما معظم دول العالم الثالث، وخارجية كبيرة، بل خطيرة، أهمّها: سدّ النهضة على نهر النيل العظيم، حياة مصر؛ والاحتلال التركي الإخواني في الغرب الليبي؛

سد النهضة على نهر النيل يشكّل أحد أكبر التحديات بالنسبة للشعب المصري الشقيق ؛ أسئلة كثيرة تُطرح؛ هل موّل بعض العرب السد الإثيوبي للانتقام من النظام المصري؛ ما دور إسرائيل التي تواصل توسعها في إفريقيا ووصلت إلى السودان المقسّم؟ هل هي طرف محرّض؟ هل تريد حصة من مياه النيل؟ الحكم السوداني الجديد لا يبدو أنه يرغب /أو يستطيع/ أو مسموح له أمريكياً التعاون مع مصر، ولذلك هناك حديث عن قاعدة مصرية في إرتيريا لمواجهة هجوم "التعطيش" القادم من الجنوب؛ خيارات مصر تضيق وتصبح أصعب ؛ إثيوبيا تتمرد على الاتفاقات والمعاهدات الدولية وترفض التعاون مع مصر وتماطل وتسوّف، والحكم السوداني الجديد يبدو أنه بدون رؤية وتبصر لأخطار المستقبل؛ شنّ الحرب ليست نزهة وليست سهلة، ولكن؛ هل تكون الحرب هي الـ"كيّ" المصري للتعنت الإثيوبي..!!

في الغرب، في ليبيا، يحاول إردوغان تركيا التمدد والاستعمار والاستثمار وبناء القواعد الاستعمارية؛ حاول أردوغان بناء قواعد للهيمنة في السودان واليمن، كما هو الحال في قطر والصومال، وفشل ؛  لماذا يستثمر الأتراك وليس المصريون في ليبيا؟ لماذا يجب أن تذهب عائدات النفط الليبي إلى الجيوب غير العربية؟ لاشك أنّ إردوغان تركيا يريد الانتقام لهزيمته في السودان ومصر وسورية؛ إردوغان يريد النفط الليبي لتمويل التمدد والتوسع الإقليمي العدواني التركي؛ إذا أصرّ رئيس النظام التركي على تثبيت قواعد لنظامه في ليبيا، فلا مجال أمام مصر إلا المواجهة بغض النظر عن المواقف الدولية؛ و لا تملك مصر خياراً آخر؛

لم يعبّر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمره الصحفي قبل أيام، عن دعم سورية لمصر في مواجهة التحديات والتهديدات التركية من فراغ؛ سورية أكثر من يعرف النوايا والمطامع التركية العدوانية في الدول العربية؛ الوزير المعلم، تعالى على الجراح السورية والخذلان العربي لسورية، لأن المسألة تعني استقرار مصر؛ لأن القضية أخطر وأكبر من المناكفات وتقتضي التصرف بروح المسؤولية الوطنية والقومية؛ لأن مصر في مواجهة تحديات خطيرة، ولا يجوز أن تسقط مصر أو تنهزم، كما لا يجوز أن تسقط سورية، قلب العروبة النابض، أو تنهزم.

مصر تستعد للمواجهة على أكثر من جبهة، فهل تأخرت في التحضير لها ؟؟ ربما، ولكن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً ؛ ولكن، على العرب جميعاً التنبه للأخطار المحدقة، والوقوف خلف مصر ودعمها لمواجهة المدّ الإخواني القادم من الصحراء الليبية وحرب التعطيش المتمترسة خلف سدّ النهضة الإثيوبي؛ بعض الدول العربية، كما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، جاهرت بدعمها لمصر لأسباب عديدة، بعضها خاص بها؛ المهم ألا تتراجع وتترك القاهرة في منتصف الطريق؛ عندما نامت مصر وتم استفراد سورية، رأينا حال العرب ووضعهم المُزري.. هل يتصرّف العرب بحكمة ومسؤولية، ولو لمرّة واحدة، ويروا قيمة الانجاز الذي سوف يحققونه..؟!!

                                                            بديع عفيف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.