تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بولتون.. هل يطيح ترامب؟

مصدر الصورة
عن الانترنيت

يونس السيد

لم يعد كتاب جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق «الغرفة التي شهدت الأحداث - مذكرات البيت الأبيض» مجرد ثرثرة؛ بعد أن تجاوز الكتاب أسوار البيت الأبيض إلى الفضاء الأمريكي والعالمي، على الرغم من الجدل والسجال الذي لا يزال يدور حول الكتاب والأسرار التي حملها بين دفتيه، والتي دفعت ترامب إلى اتهامه بالخيانة.

قد يكون ترامب نفسه أكثر من روَّج للكتاب؛ بإصراره على منع نشره، ورفعه دعوى إلى القضاء؛ بذريعة أنه يكشف الكثير من أسرار الدولة، ويعرض أمنها للخطر، بعد أن اتهم بولتون بالكذب، واعتبر معلوماته محض خيال، وتوعده بالسجن. ومع ذلك فشلت محاولات ترامب في منع نشر الكتاب، ليبقى الصراع محتدماً بين الصقرين بانتظار أن يتغلب أحدهما على الآخر في نهاية المطاف.

ولأن القضية مركبة وشائكة؛ بسبب طبيعة العلاقة بين الرجلين؛ حيث يمثل كلاهما قمة التطرف في الحزب الجمهوري مع تمايز طفيف هو أن ترامب يعبر عن الحالة الشعبوية في الحزب، بينما يمثل بولتون الخط الأيديولوجي لليمن المتطرف، فإن جزءاً من الصراع بين الرجلين يحمل طابعاً شخصياً، خصوصاً وأن بولتون، الذي كان يعد من أهل البيت، متهم الآن بخيانته وإفشاء أسراره.

أما في الفضاء السياسي، فإن بولتون نجح حتى الآن في إثبات حقيقة أن «ترامب عديم الخبرة والكفاءة، ولا يصلح لأن يكون رئيساً للولايات المتحدة»، وهي حقيقة تدركها معظم النخب الأمريكية، بمن فيهم الجمهوريون؛ لكن حساباتهم ومصالحهم، تمنعهم من التوقف عن دعم ترامب. غير أن الدفاع عن مصالح الجمهوريين قد لا يصمد طويلاً أمام تعرية بهذا الحجم لإدارتهم وممثليهم، فعندما يشكك بولتون في أهلية وقدرة ترامب على مقارعة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قضايا الأمن الاستراتيجي، ويقدم أمثلة واقعية وملموسة على ذلك، كما في الموقف من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى، وفي العلاقات مع روسيا والصين، أو عندما يشكك في خلفية ترامب الثقافية؛ عندما كان يتساءل عما إذا كانت فنلندا تابعة لروسيا أو أن فنزويلا جزء من أمريكا، قبل أن يعبر بشكل ارتجالي عن أن غزو فنزويلا «فكرة رائعة»، والآن هو مستعد لعقد قمة مع مادورو، والأسوأ ان ترامب يتحدث أكثر مما ينصت خلال اجتماعاته مع أجهزة الاستخبارات، ويتقبل تقارير جهات خارجية؛ لكنه في النهاية يتخذ قرارات ارتجالية بغض النظر عن التقارير.

وهناك الكثير من الأمثلة التي يسوقها بولتون، وإذا ما أضيف إليها إخفاق ترامب في التعامل مع أزمة جائحة كورونا ومحاولاته المتواصلة للتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الصين، إلى جانب الركود الاقتصادي وتراجع النمو، علاوة على الاحتجاجات ضد العنصرية التي اجتاحت المدن الأمريكية وانحيازه للشرطة.. كل ذلك يقدم خدمة وهدايا مجانية للديمقراطيين الذين تحول موقفهم الانتخابي من حالة ميؤوس منها قبل شهور قليلة إلى حالة تنافسية تحمل أرجحية التفوق على الجمهوريين. وفي هذه الحال فقط، يمكن لبولتون أن يعلن الفوز على ترامب؛ بعد أن أعلن أنه سيصوت للديمقراطيين.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.