تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: أردوغان والتدخل الإجرامي

مصدر الصورة
عن الانترنيت

لعل الوصف الذي أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على التدخل العسكري التركي في ليبيا، بأنه «تدخل إجرامي»، هو الوصف الصحيح للغزو العثماني لهذا البلد العربي، إذ إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصّر على ركوب رأسه في رفض كل مبادرات السلام، والجهود التي تحاول التوصل إلى حل سياسي من خلال الحوار للأزمة الليبية، بإرسال المزيد من المرتزقة والسلاح لدعم ما يسمى «حكومة الوفاق» في طرابلس التي يتزعمها فايز السراج مدعوماً بجماعة «الإخوان» والجماعات الإرهابية الأخرى.

إن إصرار أردوغان على صب الزيت على النار لإشباع شهيته من الدم الليبي، جريمة كبرى، ليس بحق الشعب الليبي فقط، إنما بحق الإنسانية، لأنها تستهدف إهدار حق هذا الشعب في الحياة والعيش بكرامة وحرية، ووضعه أمام خيارين: إما الموت، وإما الخضوع والاستسلام للغازي التركي والقبول باستعماره مجدداً.

ليس الرئيس الفرنسي وحده من حمّل تركيا «مسؤولية تاريخية وإجرامية» في ليبيا، بل إن معظم الدول الإقليمية والغربية ترى في التدخل التركي خطراً أكيداً على الأمن والسلام في القارة الإفريقية والعالم، ولا بد من وضع حد لهذا الغزو التركي السافر الذي يتعارض مع كل القوانين والمواثيق والشرائع.

هذه العربدة التركية مرفوضة ومدانة، ويجب وضع حدٍ لها، قبل أن تستفحل وتتحول إلى «سرطان» قد يتمدد في كل شمال إفريقيا وغيرها، خصوصاً أن المعلومات المتوفرة من أكثر من مصدر تؤكد، أن أنقرة سوف ترسل المزيد من المرتزقة إلى ليبيا من شمالي سوريا، بعد أن وصل عددهم هناك إلى أكثر من 15 ألف مرتزق.

ووفقاً لهذه المصادر، نقلاً عن المرتزقة الذين عادوا إلى سوريا في إجازة، فإن لدى انقرة «عملية عسكرية جاهزة» لغزو شرقي ليبيا والسيطرة على سرت والمناطق النفطية. وقال هؤلاء إن الهدف هو أن تسيطر تركيا على مواقع النفط الليبية، وبعدها تتوقف العمليات العسكرية. وأكدوا أن وعوداً قدمت لهم بالحصول على مكافآت مالية مجزية إذا تمكنوا من السيطرة على هذه المناطق، وخاصة سرت.

هذا يعني أن أردوغان يغامر بإشعال المنطقة، لأن مصر كانت أعلنت أن سرت والجفرة «خط أحمر» ولن تسمح للقوات التركية والمرتزقة بتجاوزها، بما يعنيه ذلك من مواجهة عسكرية حتمية، حماية لأمن مصر الوطني.

لا يخفي أردوغان أطماعه في ليبيا وثرواتها، مبرراً ذلك بمزاعم تاريخية لا تمت للحقيقة بصلة، مستعيداً أحلاماً إمبراطورية زائفة، أكل الدهر عليها وشرب، ولم تعد تصلح لهذا الزمان وغيره من الأزمنة.

نحن في الواقع، أمام رجل يعيش في عالم آخر، عالم غير واقعي، مهجوس بعهد السلاطين و«الخلافة»، وبأيام الجيوش الإنكشارية، و«الفرمانات» التي كانت تصدر عن «الباب العالي».

إن هذا الرجل يشكل كارثة فعلية على المنطقة والعالم، وأيضاً على تركيا التي يجرّها إلى ماضٍ أسود كان يعتقد أنها تخلصت منه.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.