تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

يوميّات قنّاص كركرونا – الدكتور وائل عواد يتابع الكتابة من الهند من وحي الحجر الصحي عن كورونا و يوميّات قنّاص كركرونا ..أشباحٌ وأرواحٌ- 55 _

مصدر الصورة
خاص

يراودني شعورٌ دائماً أنّ ثمّة شبح شخصٍ ما في غرفتي يحاول التقرّب منّي وأنا نائمٌ، وأرى ملامحه في الظّلام، لكنّه يختفي فور إضاءة للغرفة، وأبدأ بالبحث عنه بينما تتملّكني حالة رعبٍ وهلعٍ. وأتنقّل بين الغرف والمطبخ والشّرفةِ، وأحمل بيدي الهراوة لضربه وطرده، وأعود أدراجي إلى السّرير، وأبدأ بالتقلّب والأرق، ويطير النّعاس من عينيّ. أعود بذاكرتي للشّبح في الأدب العالميّ، ترى هل حقّاً أنّ الأرواح تعود الأحياء لتحميلهم رسالةً ما أو الكشف عن حادثةٍ أو جريمةٍ كما تجسّد تراجيديا (المأساة الإسبانيّة) لتوماس كيدز والتي تبدأ وتنتهي بظهور شبح الضّابط الإسبانيّ المقتول (أندريا) و(الانتقام) اللذين لا يهنأ لهما بالٌ إلّا بموت كلّ الأبطال الرّئيسيّين في المسرحيّة،  أو كما بدا في رائعة شكسبير (هاملت) بظهور شبح الملك (هاملت الأب) وروايته قصّة مقتله على يد أخيه ورغبته في الثّأر، فرغم أنّ الكثير من النقّاد ينظرون للشّبح على أنّه نتاج العقل اللّاواعي للأمير البائس المفجوع بوفاة والده وزواج أمّه من عمّه،  إذ تبدو القصّة محاكاةً لرغبته في الانتقام؛ لكن ماذا عن رؤية أصدقاء هاملت للشّبح؟ وماذا عن اعتراف العمّ بالجريمة ومحاولته التّوبة قبل أن يحاول التخلّص من ابن أخيه؟ إذاً، لاشكّ أنّ ظاهرة الأشباح موجودةٌ حتّى ولو لم يجد العلم الحديث تفسيراً لها. كذلك يستحضر الكاتب المعاصر علي عقلة عرسان (ظاهرة الشّبح) في مسرحيّة (زوّار اللّيل) ويصوّرها أرواحاً مظلومةً ترسل رسائل إلى الآدميّين في عالمنا وتعاقبهم على ظلمهم لها، فالأشباح إذاً ليست جميعها شرّيرةً. كنت أقرأ مقالةً شيّقةً لصديقي أ. د. الياس خلف حول  الشّبح في هذه المسرحيّة لعرسان قبل أن يغلبني النّعاس. لقد زارني شبحي المعتاد كدأبه، لكنّه لم يُخفني هذه المرّة،  بل استيقظتُ لأبحث في الموضوع.

أذكر البرنامج التّلفزيونيّ الوثائقيّ الكنديّ (لقاءاتٌ شبحيّةٌ – Ghostly Encounters) الذي أخرجه برايان دينيس والذي تدور كلّ حلقةٍ منه حول لقاءاتٍ مع شخصيّتين تعتقد كل منهما  بخوضها لتجربةٍ خارقةٍ مع الأشباح في عالم الماورائيّات، وتتدخّل المؤثّرات المسرحيّة لتُضفي طابعها على البرنامج، وما يسترعي الانتباه أنّ هذه شخصيّاتٌ من الواقع تروي أحداثاً قد جرت معها. كذلك كنتُ قد قرأتُ العديد من الكتب حول ظاهرة الإسقاط النّجمي أو الإسقاط الأثيري (Astral Projection)  أي خروج الرّوح من الجسد والسّفر عبر الجسم الأثيري، كما سمعنا عن أشخاصٍ خسروا حياتهم في تجربةٍ كهذه لعدم قدرتهم على العودة إلى الجسم المادّيّ بعد الانفصال عنه، وتبقى جميعها فرضيّاتٌ لم تُثبت بعدُ. وينظر العديد من الفلاسفة والباحثين بالماورائيّات لظاهرة الأشباح ويفسّرها البعض على أنّها أرواحٌ معذّبةٌ لا تستطيع العروج إلى الملكوت، فتبقى معلّقةً تدور تحت مدار القمر. إذاً لا تتجسّد أطياف الأرواح الميتة في عالمنا إن لم تكن معذّبةً؟ لا ندري، فليس ثمّة دليل علميٌّ على ذلك.

 لطالما راودت فكرة الأشباح بعض البشر قبل أزمة الكورونا، وبحلول الجائحة تفشّت الظّاهرة في المنازل والشّوارع والمدن والبارات والأماكن الشعبيّة، وذلك بسبب ابتعاد النّاس عن الأماكن المكتظّة، أو لاستخدام السُّلطات لمجسّماتٍ على شكل أشباحٍ لترهيب الناس وإجبارهم على البقاء في منازلهم تجنّباً للإصابة بعدوى الفيروس القاتل. وترى هذه الأشباح البيضاء تنتشر في الشّوراع الرّئيسيّة المضاءة، وفجأةً تتحرّك هذه الكائنات عندما يمرّ بها شخصٌ تحت ضوء القمر، فيهرع مبلّلاً ثيابَه من شدة الخوف والهلع. وقد نجحت إندونيسيا في استخدام هذه الكائنات والتي تعرف بـ (بوكونغ)، وهي من الثّقافة الشعبيّة هناك تمثّل روح الشّخص الميت في كفنه الأبيض.

لقد تحوّلت العديد من العواصم العالميّة إلى مدنٍ للأشباح بسبب الإغلاق التّامّ وحظر التّجوال، وخلت الملاعب الرّياضيّة من المشجّعين، وبدأت العديد من الدّول تبيع "تذاكر أشباحٍ" عبر الشّبكة العنكبوتيّة، وهي تذاكر ومرطّباتٌ ومأكولاتٌ افتراضيّةٌ، لمشاهدة المباريات مع عودة الدّوريّ الأوروبيّ والألمانيّ بشكلٍ خاصٍّ، والبدء برفع الحظر تدريجيّاً. والمهم هنا أن نتذكّر الأشباح والقصص المرعبة التي عشناها في طفولتنا وأيّام الصّبا وعادت تراودنا أكثر في زمن العزلة والوحدة لتشكّل جزءاً من يوميّاتنا وتعرّضنا للهوَس والخوف من المجهول .

كانت قصص الأشباح والجنّ هي الحديث الشّائع، خاصّةً في فترة الصّيف، في ضيعتي تلتوت، وكنّا نستمتع بها، خاصّةً عندما يبدع أحدنا بسرد قصصٍ واقعيّةٍ قد تعرّض لها، ويتمادى في الإسهاب والوصف وهو يرى هذا الإنصات والاهتمام من قبل الأصدقاء، ويتحدّث عن زيارته لمنزلٍ يقال إنّ الجنّ يسكنه وثمّة أشباحٌ لأشخاصٍ في بيوتٍ هجرها أصحابها أو مغارة (رحمون)، كما كانوا يسمّونها، وإنّ كلّ سرقات الضّيعة موجودةٌ في مغارة رحمون، ولا أحد يجرؤ على الدّخول لوجود الذّئاب والأشباح. وكنّا نتجمّع ونحمل معنا الهراوات والسّكاكين ونتوجه إلى المغارة، ونعود أدراجنا بعد أن تخفق محاولاتنا في إمساك الشّبح أو قتل الذّئب  والبحث عن الجنّيّات اللّواتي سكنتهنّ أرواح سيّداتٍ شرّيراتٍ في ضيعتنا...

يوجد في الهند عادةٌ سيّئةٌ للغاية  تعرف بطقوس البدء والتمزّق (Ragging)، وهي معاقبة الطّلبة الجدد أو تعذيبهم وإهانتهم من قبل الطّلّاب القدامى، ومطالبتهم بالقيام بأعمال مضحكةٍ مثل الرّقص والغناء والتّقليد والتّمثيل وما شابهه، وهي عادةٌ تعلّموها من الإنكليز تهدف إلى احترام الطّلّاب القدامى الذين بدورهم سوف يقدّمون خدماتٍ ويساعدون الطّلبة الجدد؛ لكنّ الهنود أساؤوا استعمالها ممّا تسبّب بموت العديد من الطّلّاب والطّالبات تحت التّعذيب أو منتحرين، وأصبحت جريمةً يعاقب عليها القانون، وأيّ طالبٍ يقوم بممارستها في الجامعات والمعاهد التّعليميّة يتعرّض لعقوبة الطّرد والسّجن التي قد تصل إلى سنتين. بيد أنّ هذه العادة مازالت تُمارَس ولو على نطاقٍ ضيّقٍ في مجالات الطبّ والهندسة، خاصّةً في السّكن الجامعيّ، ويبدو أنّ هناك ترحيباً اجتماعيّاً بها وسط الهنود. لقد أُصبتُ بصدمةٍ لدى مشاهدتي لزملائي في جامعة جبل بور في ولاية ماديا برادش حيث كنت أدرس سنةً أولى تحضيريّةً للطّبّ، إذ سمعتُ في  إحدى اللّيالي أصواتاً وضجّةً، ففتحت باب غرفتي وصعقت لمشاهدة معظم زملائي عراةً يركضون وراء بعضهم البعض في دهاليز السّكن الجامعيّ وهم يردّدون ما كان يقوله الطّلّاب القدامى ويربطون رقاب بعضهم البعض  بخيطٍ، وسألت عنها، وعرفت فيما بعد عن قصصٍ وحالاتٍ شاذّةٍ وغريبة لهذه الظّاهرة المتفشّية في الجامعات الهنديّة.

عندما التحقتُ بكلّيّة الطّبّ في دلهي، جاء أحد الزّملاء القدامى إلى غرفتي في السّكن الجامعيّ في منتصف اللّيل يحمل بيده كأساً، وكان خاملاً  بعض الشّيء، لكنّه تجرّأ وطرق باب غرفتي في الطّابق الثّاني من السّكن الجامعيّ. فتحت له الباب، فطلب منّي أن أجيب على أسئلته، وبادرته بالقول جئت للتعرّف أم للتأمّر. قال لي: "أنا سانجاي، طالبٌ في الصفّ الثّالث وعليك الاستماع لي." قلت له: "اسمع يا سانجاي، أمامك 20 ثانيةً لتبتعد عن غرفتي وإلّا سأرمي بك من الشّرفة..." وبدأتُ بالعدّ، وشاهد الشرّر يتطاير من عينيّ، فبدأ بالمشي وأنا أعد تنازليّاً وأقترب منه، والغضب يتصاعدُ منّي. وبسرعة البرق سارع بالهبوط من أعلى الدّرج متوعّداً بالانتقام. عدتُ إلى غرفتي، وذهبتُ في الصّباح إلى مسؤول الطّلبة الأجانب وشرحتُ له ما حدث وكان رئيس قسم الكيمياء الحيويّة في الجامعة، وشرح لي أنّ هذه العادة متّبعةٌ في الهند، وعليّ حماية نفسي،  وأخبرتهُ بأنّني قادرٌ على ذلك، ولكن يتعيّن عليه  حمايتي إذا وقعتُ في مشاجرةٍ معهم، فقال لي: "إذا كنتَ قادراً على حماية نفسك فليكن". وفي كلّ مرّةٍ يراني بها سانجاي كان يغيّر اتجاهه حتى لا يراني وجهاً لوجهٍ. وبعد فترةٍ أصبحنا أصدقاء واقتنع أنّنا أجانب ولا نؤمن بهذه العادات البالية والسّيّئة.

أتذكّر حادثتين هنا؛ أولاهما أن تعرّضت  طالبةٌ إيرانيّةٌ إلى الأذى من قبل الطّلّاب القدامى في مدينة بنغالور في ولاية كرناتاكا الجنوبيّة  كادت تموت إثرها، ممّا تسبّب بمشاجراتٍ عنيفةٍ بين الطّلبة الأجانب وطلبة السّكن الجامعيّ، وأراد الطّلبة الإيرانيّون الانتقام من المجرمات اللّواتي تسبّبن بضررٍ جسديٍّ للطّالبة، وتدخّلت الشّرطة والسّفارة الإيرانيّة لفضّ النّزاع ومعاقبة المعتدين، وبشكلٍ عامٍّ يتمّ هنا تجنّب الاصطدام مع الطّلبة الأجانب.

والحادثة الثانية كانت في كلية الطّبّ عندما طلب أحد زملائي، وهو من الطّلبة القدامى، من أحد الطّلّاب الجدد وضع قطعة شوكولا في غرفة التّشريح داخل كلّ تابوتٍ بداخله جثّةٌ، وكانت الغرفة مظلمةً، وبيد الطّالب مصباح إنارةٍ يدويٌّ، ويقوم الطّالب بوضع قطعة الشوكولا في كلّ صندوقٍ ويعود أدراجه ووجهه ممتقعٌ من الخوف والهلع. وفي إحدى المرّات، قام أحد الطلّاب بوضع قطعة شوكولا في الصّندوق، فسمع صوتاً يقول له: "أعطني قطعة شوكولا ثانيةً"، وأغمي على الطّالب على الفور وتمّ إسعافه.

وهناك الكثير من الحوادث عن الأشباح والمقالب التي تعدّ باباً للحديث والتّسلية والمغامرة بين الأصدقاء، خاصّةً الحديث عن الغرفة المهجورة التي يرفض الطّلّاب السّكن بها باعتبار أنّها مسكونةٌ بالأشباح مثل بقيّة  البيوت المهجورة في المدن والقرى، وهناك من يدّعي أنّه قادرٌ على تصيّد الأشباح، وآخرون يحضّرون الأرواح. واتّخذت  الأشباح أشكالاً تقليديّةً ومجسّماتٍ اعتدنا مشاهدتها في أفلام الرّعب كالوجه الشّاحب المطليّ بالمسحوق الأبيض، ويُقالُ إنّ هذه الأفلام مقتبسةٌ عن قصص حقيقيّةٍ. ونسمع قصصاً أقرب للخيال عن وجود الأشباح، ولم يتمّ تفسيرها علمياً على الرّغم من ادّعاء العديد قدرتهم على التّواصل والكشف عن الأشباح بطرقٍ علميّةٍ، ولكنّهم فشلوا حتّى الآن.

هل هي أرواحٌ بشريّةٌ أم متلبّسةٌ أشياء وأدوات؟ هل هي شرّيرةٌ أم معذّبةٌ؟ من الصّعب التكهّن بوجودها أو عدمه لعدم معرفتنا بالشّيء، فلا يمكننا التّأكيد أو نفي وجود الأشباح. وآخر قصّةٍ متداولةٍ على وسائل التّواصل الاجتماعيّ كانت عن صدور أصواتٍ غريبةٍ ومخيفةٍ في مدينة قويتشو الصّينيّة، وأنّها أصواتٌ للموتى الذين قتلهم الجيش الصّينيّ الأحمر، بينما يفسّر العلماء هذه الظّاهرة أنّها بسبب احتكاك وتحرّك خطّ الصّدع أو الفالق في مكانه، مع توقّعاتٍ بحدوث زلزالٍ مدمّرٍ في المنطقة بقوّة 8 درجات على مقياس ريختر خلال الأيّام القليلة القادمة.

ومن القصص الغريبة التي أجريت تحقيقاً تلفزيونيّاً عنها  في برنامجٍ بعيدٍ عن السّياسة كان يُبثّ على تلفزيون الشّرق الأوسط ( الام بي سي – لندن) كانت عن إحدى القبائل الهنديّة التي يشكّل سكّانها 8% من تعداد سكّان الهند، ومايزالون يتعايشون مع الطّبيعة و يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم القديمة، ويعتمدون على الزّراعة وحياة الغابات، وتحاول الحكومة الهنديّة الحفاظ على عادات هذه القبائل وتحسين مستوى حياتهم المعيشيّة، وإيجاد توازنٍ بين القديم والحداثة بما لا يغيّر من نظام معتقداتهم الخاصّة.

وهذه القبيلة تعيش في منطقة تشوتاناغبور شرقي الهند في ولاية جهارخاند(Chhota Nagpur - Jharkhand)  وتمارس طقوساً فريدةً من نوعها تسمى أتشاري بوجا لطرد الأرواح الشّريرة من قراهم. وقلّةٌ هم الذين شاهدوا هذه الطّقوس التي تبدأ قبل موسم الزّراعة، ويتمّ التحضير لها في ليلةٍ مقمرةٍ من شهرٍ اتشاري، حسب تقويمهم، خصّيصاً لطرد الأرواح الشّرّيرة. وبينما يغطّ سكّان القرية في سباتٍ عميقٍ، يتجمّع الشبّان على أطراف القرية ويخلعون ثيابهم ويحملون عصياً بأيديهم لمطاردة الأرواح الشّريرة لاعتقادهم بأنّ الأشباح تخاف من الأشخاص العراة وتهرب من أمامهم .وتستمرّ العمليّة طيلة ساعات اللّيل، ويتنصر الشبّان في هذه المعركة القمريّة النّاريّة الضارية، وتقوم النّساء في الصباح بجمع ما تبقّى من الأرواح الشّريرة، ويضعونها داخل جرارٍ فخّاريّةٍ، ويتوجّهن  بها في موكبٍ مهيب  إلى خارج القرية لرميها هناك .

ولا يكتفي الأهالي عند هذا الحدّ، بل يجب تقديم الأضاحي بذبح عنزةٍ سوداء اللّون، ويتمّ تدليل العنزة وإطعامها دون علمها بالمصير الذي ينتظرها. وتُذبح بطريقةٍ وحشيّةٍ ليُقدّم رأسها قرباناً للآلهة، وعندها تُعطى التّعليمات بالبدء بالأعمال الزّراعيّة. تُمارس هذه الطّقوس سنويّاً، ويرفض أبناء القبائل التخلّي عنها حتّى في هذا العصر التكنولوجيّ؛ ووفقاً للمثل الإنكليزيّ: (حيثما تكون الجهالة نعيماً فمن الحماقة أن تكون حكيماً) والذي يرادفه في المثل العربيّ قول الشّاعر الكبير أبي الطّيّب المتنبّي:

 

ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشّقاوة ينعمُ

ولله في خلقه شؤونٌ.

على أيّة حالٍ قد يكون ذلك علاجاً وقائيّاً لفيروس كورونا ونضطرّ للخروج عراةً من المنازل، ولكن بعد أن نضع الكمّامات ونرتدي القفّازات ونحمل الهراوات لطرد شبح الفيروس اللّعين  المرعب والمجهول الذي دخل حياتنا وفرض علينا التّعايش معه  حتى يتسنّى للخبراء و العلماء  اكتشاف لقاحٍ له، وقد يساعدنا ما نعاني منه من زيادة حالات الهلوسة والاضطراب النّفسيّ.

كانت قصص الجنّ والأشباح والأرواح شائعةً في المجتمعات الغربيّة، لكنّها غدت جزءاً من حياة جميع سكّان الكرة الأرضيّة، و لم تعد  تسكن بيوتنا فحسب، بل تحوم من حولنا و ترافقنا في أحلامنا وترافق البعض في أحلام  اليقظة، حتّى وإن كانت معتقداتنا الدّينيّة تنفي وجودها؛ ولم تعد تقتصر على قصصٍ من الخيال والأساطير التي قرأناها في طفولتنا، بل أصبحت جزءاً من ثقافة  مجتمعاتنا وفولكلوراً شعبيّاً.

وتنتشر ظاهرة  تحضير الأرواح في الهند بشكلٍ كبيرٍ، وتتمّ معالجة الكثير من الحالات المرضيّة التي ترضي المصابين بشكلٍ كبيرٍ.

بالنسبة لي فإنّ  الخوف من المجهول ربّما يكون الشّبح الوحيد الذي أؤمن به، وهو شبح فيروس كورونا المرابط على بوّابة المنزل، ولذلك اقتصر الخروج من  المنزل على الحالات الطّارئة والرّياضة اليوميّة في ساعاتٍ أغافل فيها الفيروس ولكن بكامل لباسي؛ وخلاصة القول إنّ البقاء في المنزل مازال الأفضل لطرد الأرواح الشّريرة وعلى رأسها فيروس كورونا.

وللقصّة تتمّةٌ

                                                  الدّكتور وائل عوّاد

                                         الكاتب والصّحفيّ السّوريّ المقيم في الهند

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.