تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تأجيل الانتخابات الأمريكية؟

مصدر الصورة
عن الانترنيت

صادق ناشر

لأول مرة يدعو رئيس أمريكي إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية تحت ذريعة احتمال حصول تزوير في النتائج، مستبقاً بذلك موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في شهر تشرين الثاني المقبل، الأمر الذي شكل مفاجأة لكثير من المراقبين المحليين والأجانب.

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تقدم باقتراح قبل أيام، يقضي بتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية، التي يخوضها مرشحاً عن الحزب الجمهوري وجو بايدن عن الحزب الديمقراطي، خشية أن تصدق توقعاته بأن تكون الانتخابات الأكثر تزويراً في التاريخ، وعلى الرغم من تراجعه بعد يوم واحد على تصريحه، إلا أن الموقف بدا غريباً من رئيس أكبر دولة في العالم تدعي الديمقراطية، فما هي مبرراته لهذا الإعلان الغريب؟

يقول ترامب إنه يريد أن تجرى الانتخابات في موعدها، لكنه لا يريد أن يرى الشعب الأمريكي مضطراً للانتظار ثلاثة أشهر ليفاجأ بعدها بأن بطاقات الاقتراع قد اختفت وبأن الانتخابات لا تعني أي شيء، مستدركاً بالقول:«هذا هو ما أتوقع حدوثه، بل هذا ما يقوله المنطق، والجميع يعلم الأمر».

يتهم ترامب خصومه باحتمال تزوير الانتخابات وبالتحايل على نتائجها، وهي مقدمات لإشغال الرأي العام الأمريكي بحروب إعلامية وقانونية، في حال فاز المرشح الديمقراطي، كما حدث عام 2000 بين الجمهوري جورج بوش والديمقراطي آل جور، وبالتالي تعطيل الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد، الأمر الذي دفع المسؤولين في الحزب الديمقراطي إلى التحذير من سلبيات تصريحات ترامب، معتبرين أن الخطوة قد تفتح الباب إلى مقايضات قانونية تعوق إعلان الفائز.

لم تكن مسألة تزوير الانتخابات جديدة في مواقف ترامب، فقد أثار الجدل بهذا الشأن قبل أشهر، عندما عارض التصويت عبر البريد، معتبراً أن هذه الطريقة تفسح المجال للتزوير، ورأى أن انتخابات 2020 ستكون الأكثر من حيث عدم الدقة والاحتيال في التاريخ، وأنه سيكون أمراً محرجاً للغاية للولايات المتحدة.

لا يقتصر الرفض على المسؤولين في الحزب الديمقراطي، فالأمر يمتد إلى كافة المؤسسات الأمريكية، التي ترفض مبدأ تأجيل الانتخابات، وترى أن ترامب لا يمتلك سلطة التأجيل، ولم يحدث إطلاقاً أن تم تأجيل أي انتخابات في أي فترة ماضية، بل كانت تجرى في موعدها، وأي رئيس من حيث المبدأ لا يملك سلطة التأجيل، والسلطة الوحيدة التي تمتلك هذه الصلاحية هي مجلسا النواب والشيوخ.

مع ذلك فإن فكرة ترامب بتأجيل الانتخابات رمت بحجر في بركة آسنة، وسيكون لها تداعياتها على المعركة المقبلة، لكنها بالطبع مؤشر إلى قلق من قبل ترامب وفريقه، من عدم تحقيق الفوز في الانتخابات، خاصة مع ميل استطلاعات الرأي التي ترجح حظوظ خصمه جو بايدن للوصول إلى البيت الأبيض.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.