القناة 13: نتنياهو يعلن عن التوصل الى اتفاق سلام كامل مع الإمارات العربية المتحدة
وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الإعلان عن التوصل الى اتفاق سلام وتطبيع كامل للعلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، بالإنجاز التاريخي، قائلاً إن دولاً عربية جديدة ستنضم الى دائرة السلام مع إسرائيل. وأكد نتنياهو أنه لن يتنازل عن خطة ضم مناطق في الضفة الغربية، وأن الخطة ما تزال على جدول الأعمال الإسرائيلي، موضحاً أنه ملتزم بتطبيقها بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية فقط. وقال، إن الرئيس الأمريكي طلب من إسرائيل تأجيل تطبيق الخطة مؤقتاً.
وفي بيان مقتضب بعد الإعلان عن الاتفاق، وصف نتنياهو، هذا اليوم بالتاريخي، قائلاً إن إسرائيل تبني علاقات شاملة مع الإمارات. وأوضح أن الإمارات طلبت الحفاظ على سرية الاتصالات قبل الإعلان عن الاتفاق. وأشار إلى أنه سيتم توقيع اتفاقات مشابهة مع دول عربية من دون العودة الى حدود 67. وختم قائلاً إن دولاً كثيرة كانت ترى فينا عدواً، واليوم يرون فينا شريكاً مركزياً للاستقرار والسلام والتقدم على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته ، رحب وزير الحرب، بيني غانتس بالاتفاق، وصافاً إياه بالمهم جداً، قائلاً غن الرئيس ترامب أثبت أنه صديق حقيقي لإسرائيل. وأضاف أن الاتفاق يؤكد متانة التحالف بين الولايات المتحدة ودول المنطقة المهتمة بالتنمية والاستقرار الإقليميين، ويؤكد تطلع إسرائيل الى السلام مع جيرانها. على حد تعبيره. وأعرب غانتس عن ثقته بأن الاتفاق سيترك آثاراً إيجابية كبيرة على مستقبل الشرق الأوسط، وعلى مكانة إسرائيل في العالم والمنطقة. ودعا دولاً عربية أخرى لدفع علاقاتها مع إسرائيل من خلال توقيع اتفاقات سلام.
من جهته، وصف الرئيس الإسرائيلي ريؤفين ريفلين، الاتفاق بانه يشكل الحجر الأساس، وخطوة مهمة واستراتيجية تفتح الباب أمام خطوات جديدة في المنطقة. ودعا ريفلين، ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد لزيارة إسرائيل.
وتعقيباً على الإعلان عن الاتفاق، قالت مصادر في حزب "الليكود" إن أي اتفاق مع الدول العربية يجب أن يقوم على أساس "السلام مقابل السلام. فيما أعربت جهات في اليمين الإسرائيلي ومجلس الاستيطان، عن غضبها قائلة، إنها كانت تنتظر تطبيق القانون الإسرائيلي في الضفة الغربية. وقال رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، إنه يرحب بالاتفاق الذي سيضفي المزيد من الدفء على العلاقات الطيبة مع الإمارات، وشكر الرئيس ترامب على ما يقوم به من أجل إسرائيل. كما أشاد بروح الزعامة التي يتحلى بها ولي عهد الامارات الشيخ محمد بن زايد، قائلاً إن لدى إسرائيل الكثير مما يمكن ان تقدمه للمنطقة، والأمر الجيد هو أن لا تبقى العلاقات بين إسرائيل والامارات رهينة للرفض الفلسطيني.
مع ذلك، قال بينيت إنه من المؤسف أن يتخلى نتنياهو عن فرصة تاريخية لتطبيق "السيادة" الإسرائيلية على وادي الأردن ومستوطنات الضفة الغربية، مضيفاً إن هذا الأمر سيتحقق في المستقبل.
من جهته، قال رئيس مجلس مستوطنة "بيت ايل" شاي ايلون، إنه تم بيع المستوطنين، معتبراً أن مستقبلهم يبقى في الضفة الغربية، ويتوقف على القرارات الشجاعة التي يتخذها قادة إسرائيل. وقال إن الاتفاقات التي تم توقيعها أو قد توقع في المستقبل، لا تساوي قيمة الورق الذي وقعت عليه.
بدوره، دعا عضو الكنيست من حزب "يمينا" بتسلئيل سموطريتش، نتنياهو لعدم التنازل بأي شكل من الأشكال عن خطة الضم، قائلاً إن تطبيع العلاقات مع الإمارات خطوة مهمة، ويصب في مصلحتها في مواجهة إيران كعدو مشترك، لذلك لا يجوز أن تدفع إسرائيل أي مقابل لقاء ذلك، وتضحي بمصالحها، وتتنازل عن فرض "سيادتها" في الضفة الغربية، والتخلي عن الهدف المتمثل بإبعاد خطر قيام دولة فلسطينية.
الى ذلك، كشفت مصادر إسرائيلية أن رجل الأعمال اليهودي الأمريكي حاييم سبان، هو الذي قام بدور الوساطة بين إسرائيل والإمارات وأشرف شخصياً على الاتصالات التي سبقت التوصل الى الاتفاق. ونقلت القناة "12" العبرية عن سبان قوله، إن العمل جارٍ من اجل التوصل الى اتفاقات مشابهة مع دول أخرى في المنطقة على رأسها السعودية.
قناة كان العبرية:
ما هي أبعاد ومعاني اتفاق السلام التاريخي بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة..
رأى المحلل موآف فاردي، أن اتفاق السلام التاريخي بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، يعزز على الصعيد السياسي، موقع إسرائيل في الأمم المتحدة، ويوفر أيضاً فرصاً اقتصادية، سيتم من خلالها توقيع اتفاقيات تشمل الاستثمار المتبادل والسياحة والرحلات المباشرة والأمن والتكنولوجيا.
ونقل المحلل عن مصادر اقتصادية إسرائيلية تقيم علاقات تجارية مع الخارج، أن الإمكانات الاقتصادية لتطبيع العلاقات مع الإمارات، تكمن في دبي التي تعد مركزاً تجارياً عالمياً مهماً. وأضاف المحلل إن علاقات إسرائيل مع دول الخليج، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، التي تطورت على مستوى التعاون الاستخباراتي والعسكري والسياسي، تنطوي في الجانب السياسي على مكاسب مهمة لجهة تحسين مكانة إسرائيل في الأمم المتحدةـ والمحافل الدولية، بحيث تصوت الإمارات الى جانب إسرائيل.
واشار المحلل إلى أن الاتفاق سيسمح لشركات متعددة الجنسيات تعمل في دبي، بإجراء اتصالات مع رجال الأعمال الإسرائيليين، علماً أن مثل هذا الأمر كان غير ممكن في السابق. ما يعني أن الوضع سيتغير بعد الاتفاق.
ومن الجوانب المهمة الأخرى التي ينطوي عليها الاتفاق، ما يتعلق بالموقف الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه إيران، بحيث سيكون التعاون الاستخباراتي العسكري السري أو العلني بين الجانبين، ممكناً في منطقة الخليج وقبالة السواحل الإيرانية.
ترجمة: غسان محمد
