تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأزمة السورية بلغت مفترق طرق فإما حل سياسي اوعدوان غربي ـ عربي ـ تركي خلال الساعات الـ48 المقبلة

مصدر الصورة
SNS - وكالات

محطة أخبار سورية

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، الجمعة، أنه "لا يتوقع عملية عسكرية ضد بلاده على غرار ما جرى في ليبيا"، مستبعدًا تنفيذ السيناريو اليمني أيضًا، في الوقت الذي قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن الأميركيين والروس والأوروبيين يعملون على "إعداد صفقة تُبقي الأسد في السلطة لمدة عامين على الأقل" .

وقال موقع "ديبكا فايل" العبري، المعروف بصلاته بالاستخبارات الإسرائيلية والأميركية في تقرير خاص، نُشِر الجمعة، إن الأزمة السورية بلغت مفترق طرق، فإما "عدوان غربي ـ عربي ـ تركي" خلال الساعات الـ48 المقبلة، أو "توصل القوى الكبرى إلى "اتفاق حول عملية انتقال السلطة وتنحي الاسد ".

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية، قولها إن "القوات السعودية تدفقت إلى الحدود مع الأردن والعراق خلال الليلة الماضية، بعد أن أمر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بوضع القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى"، فيما رجَّح الموقع أن "تكون هذه الخطوة في إطار الاستعدادات للمشاركة في العملية العسكرية المخطط لها في سورية"، لافتًا إلى أن "القوات السعودية المتمركزة قرب الحدود مزودة بالدبابات والصواريخ والأنظمة المضادة للطائرات، وتضم وحدات من القوات الخاصة".

وتابع:" إن القوات السعودية ستدخل الأردن بفرقتين، تقوم الأولى منهما بتأمين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضد أي رد فعل عسكري سوري أو إيراني يستهدف عمان من الأراضي السورية أو العراقية، أما الفرقة الثانية فستدخل المناطق في جنوب شرق سورية، حيث ستقام منطقة أمنية تحيط بمدن درعا ودير الزور والبوكمال".

وذكر التقرير أن "أبناء قبيلة شمر يعيشون في هذه المنطقة"، مشيرًا إلى أن موطنهم الأصلي مدينة نجد السعودية"، موضحًا أن "الوحدات السعودية المنتشرة قرب الحدود مع العراق فستقوم بالدفاع عن المملكة من هجمات محتملة من قبل مسلحين شيعة انطلاقا من الأراضي العراقية".

ونقل الموقع الإسرائيلي، عن مصادر خليجية قولها "إن القوات الأردنية وضعت أيضا في حالة تأهب قصوى ، فيما تواصل تركيا منذ حادث إسقاط طائرتها حشد قواتها في المناطق الحدودية".

وكشف الموقع، أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وصلت مساء الخميس إلى مدينة بطرسبورغ الروسية، حيث ستلتقي نظيرها الروسي سيرغي لافروف، قبل يوم من اجتماع جنيف، موضحًا أن "مؤتمر جنيف يرمي إلى بحث الخطة الجديدة التي قدمها الوسيط الأممي كوفي عنان حول الانتقال السلمي للسلطة في سورية"، موضحًا أن "الخطة تضم تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن المعارضة ورموز النظام المقبولين".

واعتبر الموقع الإسرائيلي، أن "نتائج المحادثات بين كلينتون ولافروف ستحدد ليس مضمون مناقشات مؤتمر جنيف فحسب، بل وستقرر مصير خطة التحالف الغربي ـ العربي ـالتركي لشن هجوم عسكري ضد سورية"، مشددًا على أن " اتفاقا روسياَ ـأميركيا على خطة لاستبعاد الأسد عن السلطة قد يحول دون تنفيذ العملية العسكرية،  لكن إذا فشلت المحادثات بين لافروف وكلينتون، فسيؤدي هذا الأمر إلى تعميق الأزمة السورية وسيفتح الطريق أمام العدوان الذي من المقرر أن يبدأ السبت 30 يونيو / حزيران ".

في المقابل، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا يتوقع عملية عسكرية ضد بلاده على غرار ما جرى في ليبيا، مستبعدًا تنفيذ السيناريو اليمني أيضًا.

وفي مقابلة مع "القناة الرابعة" الإيرانية أذيعت الجمعة قال "لا يمكن قبول حل غير سوري للصراع، لأن السوريين وحدهم هم الذين يعرفون كيفية الوصول إلى حل"، مشددا على أنه "لا يمكن تطبيق النموذج اليمني على سورية".

وتابع: "لا أتوقع عملا عسكريا ضد سورية، كما أن عملية على غرار ما حدث في ليبيا ليست ممكنة"،

مؤكدًا:" لا توجد لدينا معلومات عن وجود سيناريو عسكري من قبل الناتو أو الغرب ضد سورية .. إننا نمضي قدما في الإصلاحات، ولكن ذلك لا يعني شيئا للإرهابيين والحكومات التي تدعمهم ".

وأضاف:" من الواجب على الحكومة تدمير الإرهابيين لإنقاذ آلاف الأرواح .. "القاعدة متواجدة في سورية،‏ والولايات المتحدة تقبل بمهاجمة هذا التنظيم للدول التي لا تعجبها"، معتبرًا أن بلاده "تتعرض لضغوطات بسبب دعمها للقضية الفلسطينية"، قائلاً:"مبعوثون عرب طلبوا مني تغيير موقف سورية عن المقاومة لإنهاء الأزمة .. إننا نقف مع إيران لأنها دافعت وتدافع عن القضية الفلسطينية ".

وواصل: "عندما يصبح موقف إيران ضد القضية الفلسطينية والمصالح العربية عندها سنقطع علاقاتنا معها"، لافتًا إلى أنه "لا توجد أية قوات إيرانية على الأراضي السورية، ولسنا بحاجة لقوات الغير"، مؤكدا أن "دور إيران مهم في المشاركة في حل الأزمة في سورية"، مشددًا على أن "الجيش وقوات الأمن وحفظ النظام بريئة من مجزرة الحولة وغيرها".

وأكد أن "هناك دولا إقليمية ما زالت تدعم المسلحين في سورية، وبعض الدول تريد لمهمة المبعوث الدولي كوفي أنان الفشل حتى توجه اللوم إلى سورية"، مختتمًا بالقول:" لقد تم دفع أموال طائلة للمسؤولين السوريين للانشقاق عن النظام".

من ناحيته، أشار عضو "المجلس الوطني السوري" المعارض برهان غليون، إلى أن "العالم لم يهتم بسورية، كما أن الشعب السوري ظُلِم من ناحية المساعدات الدولية"، قائلاً:" نُقدِر ما يفعله المقاتلون في بلادنا، ولكن الموارد ضعيفة"، نافياً وجود أسلحة جديدة ونوعية لدى "الجيش الحر".

وأكد غليون، خلال حديث لبرنامج "استديو بيروت" الذي يذاع على قناة "العربية"، أنه" لا يوجد تنسيق بين قادة الجيش الحر على مستوى البلاد، لأن المناخ السائد يشير إلى حالة من اللامركزية بين المقاتلين، ولكن هناك تنسيقًا بين عناصر الجيش الحر، الذين يقبعون في بلدة أو مدينة واحدة"، لافتًا إلى أنه يسعى لوضع المقاتلين السوريين "تحت قيادة واحدة".

وفي ما يتعلق بما يُنسَب للجيش الحر من تجاوزات، قال غليون:" سورية تعيش حالة من الحراك الثوري، وبالتالي فإنه ينضوي تحت لواء هذا الجيش العديد من الشعب، وكل واحد له ميوله وأهدافه، ولا يمكن أن ننتقي الثوار، كما أن أفعال النظام هي التي تولد رد فعل"، في إشارة إلى الانفجار الذي استهدف محطة تلفزيونية حكومية وأودى بحياة ثلاثة إعلاميين، رافضًا "إلصاق التهمة بالجيش الحر"، واصفاً الانفجار بأنه "غير لائق"، قائلاً:"نحن نحترم حرية الرأي والإعلام".

وعقَّب غليون، على تصريح الأسد بأن "سورية في حالة حرب"، بالقول:" هذا يعطي مبررًا لممارسة كافة أشكال القتل يوميًا في حق السوريين"، لافتًا إلى أن "رفعت الأسد صرح في وقت سابق بأنهم سيدافعون عن النظام حتى لو تم تصفية نصف السكان، أو تم إزهاق روح ملايين الأشخاص". وبخصوص قراءته لانشقاقات الطيارين، أفاد غليون، بأنها "ستزيد في المستقبل المنظور لكون معنويات الجيش النظامي في الحضيض".

عن استهداف الطائرة التركية، قال "أعتقد أنها ستسرع خطط دعم الثورة السورية، وأن النظام ارتكب خطأ فادحاً بإقباله على إسقاط الطائرة، وسيدفع الثمن من خلال تعزيز المجتمع الدولي للثورة بأسلحة نوعية ومساعدات إنسانية، وهذا هو المأمول".

وتابع غليون:"إن خطة أنان وجامعة الدول العربية، تمثل مرحلة مناقشة الأوضاع ما بعد الأسد، وأن مؤتمر جنيف المقبل سيكون المحطة الأخيرة في إطار المبادرات الدولية قبل إطلاق رصاصة الرحمة على النظام".

وأنهى حديثه مخاطبًا المجتمع الدولي:"إذا كنتم تخشون على أرواح قواتكم، قدموا لنا السلاح، واشرعوا في تنفيذ منطقة حظر جوي حتى يتسنى لنا القضاء على قوات الأسد لوضع حد لنهايته في غضون أسابيع عدة".

من جانبها، ذكرت شبكة "شام" الإخبارية المعارضة أن "إصابات خطيرة وقعت في صفوف المدنيين جراء قصف الطيران المروحي لحي الحميدية في مدينة دير الزور".

وتتواصل المساعي الدبلوماسية؛ من أجل نجاح الاجتماع الذي دعا إلى عقده المبعوث الدولي كوفي أنان في جنيف السبت، للبحث عن مخرج للأزمة مع انحدار الأوضاع في سورية إلى حرب أهلية.

وأفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة بأن "أنان يخوض معركة دبلوماسية لضمان عقد الاجتماع الوزاري، المقرر السبت، حيث يواجه تحفظات روسية تتناول خطة الانتقال السياسي في سورية"، فيما هدَّد عدد من وزراء خارجية الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، بعدم المشاركة في اجتماع جنيف في حال عدم نجاحه في إقرار هذه الخطة.

وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته: "ثمة تهديدات جدية قد تعيق عقد الاجتماع"، موضحًا أن "روسيا أعطت موافقتها في بادئ الامر، إلا أنها ومنذ الدعوة إلى الاجتماع تتراجع عن موقفها، وهو أمر مؤسف للغاية وقد يهدد المؤتمر".

بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف:" الاجتماع يجب أن يحدد الشروط لإنهاء العنف وبدء حوار وطني لعموم سورية، وألا يحدد مسبقا مضمون هذا الحوار"، فيما اختلفت نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون مع وجهة النظر الروسية، ووافقت على حضور الاجتماع شريطة أن "يحدد إطارا لتنحي الأسد".

وقالت كلينتون، في تصريح صحافي في لاتفيا قبل سفرها إلى سان بطرسبرج للقاء لافروف الجمعة "من الواضح بجلاء من الدعوات التي وجهها المبعوث الخاص كوفي أنان أن المدعوين سيأتون على أساس خطة الانتقال السياسي التي قدمها".

وعلى الرغم من المواقف المتباعدة، فإن المسؤولين الأمريكيين لا يزال يحدوهم الأمل في أن يساهم تصاعد إراقة الدماء والخطر الحقيقي لنشوب حرب أهلية في إقناع روسيا بالتخلي عن مساندتها للأسد، وهو شرط رئيسي لمقاتلي المعارضة.

في إطار الأزمة مع تركيا، قال لواء في "الجيش السوري الحر" المعارض الجمعة إن "قوات الحكومة السورية حشدت نحو 170 دبابة شمال مدينة حلب بالقرب من الحدود مع تركيا"، فيما لم يرد تأكيد للنبأ من مصدر مستقل.

وقال اللواء مصطفى الشيخ، رئيس "المجلس العسكري الأعلى"، الذي يضم كبار  الضباط الذين انشقوا عن قوات الرئيس بشار الأسد، إن "الدبابات تجمعت في مدرسة المشاة بالقرب من قرية المسلمية شمال شرق مدينة حلب على بعد 30  كيلومترا من الحدود التركية".

وأضاف الشيخ:"الدبابات الآن في مدرسة المشاة، وهي إما تستعد للتحرك إلى الحدود لمواجهة نشر قوات تركية أو لمهاجمة البلدات والقرى السورية المعارضة في منطقة الحدود شمال حلب وحولها"، لافتًا إلى أن "الدبابات في معظمها من الفرقة الميكانيكية السابعة عشرة".

وقد نشرت تركيا أسلحة للدفاع الجوي على امتداد حدودها مع سورية الخميس في أعقاب إسقاط الجيش السوري طائرة حربية تركية فوق البحر المتوسط الجمعة الماضية.

بدورها، تناولت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية تقريرًا لريتشارد سبنسر وروث شيرلوك بعنوان "الأسد يواجه ضغطاً على الحدود وفي قلب دمشق". ويقول المقال إن "الرئيس السوري بشار الأسد يواجه أكبر امتحان خلال الـ15 شهرا من بداية الثورة، لاسيما بعد حشد تركيا لقواتها وعتادها على الحدود بين البلدين، وانفجار الوضع في العاصمة السورية".

وتنضم تركيا السبت، إلى اجتماع ترعاه الأمم المتحدة في جنيف لمناقشة مستقبل الأسد، وسط اقتناع الدول الغربية أنه بمقدور روسيا إقناع الرئيس السوري بالتخلي عن السلطة.

من ناحيته، رأى الصحافي البريطاني روبرت فيسك في تقرير خاص له في صحيفة "الإندبندنت"، أن "الحكومات الغربية قد تبقي الأسد في السلطة لمدة عامين، وذلك في محاولة لإيجاد بديل لإمدادات النفط إلى القارة الأوربية، والتي تمر عبر سورية في الوقت الحالي.

ويقول فيسك، إن "الأميركيين والروس والأوروبيين يعملون على إعداد صفقة تُبقي الأسد في السلطة لمدة عامين على الأقل، مقابل بعض التنازلات لإيران والسعودية في كل من لبنان والعراق"، مؤكدًا أن "الغرب مستعد لوضع المجازر التي تجري في سورية وانتهاكات حقوق الإنسان على أراضيها مقابل رؤية الصورة الكبرى، وهي كالعادة النفط والغاز".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.