تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق المواطن عصام داري ليمتد .. حِكَم سورية من البالة .." دقة قديمة "!

مصدر الصورة
وكالات -أرشيف

في يوم من أيام زمان..غنت الشحرورة أغنية من ألحان الصديق الموسيقار السوري الراحل سهيل عرفة (أبو عادل رحمه الله )..هذه الكلمات البسيطة:

((ع البساطة البساطة و يا عيني ع البساطة

و قديش مستحلية عيش جنبك يا أبو الداراويش

تغديني جبنة و زيتونة و تعشيني باطاطة))

ويا سيدتي صباح ..أبو الدراويش اليوم يعتذر منك..فهو غير قادر على توفير البساطة التي تطلبينها..لأن سعر كيلو الزيتون اليوم ثلاثة آلاف ليرة سورية ليرة تنطح أختها..وأخت هل حالة..وكيلو الجبنة فوق الخمسة آلاف ليرة..أما البطاطا..فيتراوح سعرها بين 250 و350 ليرة..فعن أي بساطة تتحدثين يا سيدتي؟..

طبيعي ألا نأتي على ذكر اللحمة فلا تجوز عليها إلا الرحمة، واذكروا حسنات موتاكم، ومعها اللحم الأبيض(الفراخ باللهجة المصرية.. والسمك) فهذه الأسماء صارت دخيلة على لغة فقراء سورية، وكلنا فقراء باستثناء قلة خرجت على القانون السوري وقررت أن تصبح غنية..ثرية..فاحشة الثراء.. فهؤلاء يعتقدون أن السوريين شعب كريم تبرع بدمه لهم وهم الخارجون على كل قوانين الأرض والسماء.

قلنا إنه من الطبيعي ألا نتجرأ ونذكر اللحوم في حديثنا، وأن نتجاهل الحكمة السورية القائلة(إذا فاتك الضاني عليك بالحمصاني) أي أذا لم تستطع أن تشتري اللحمة فعليك ببائع الحمص والفول والفلافل، وسنتجاهل هذه الحكمة و(رجلنا فوق رقبتنا!) لأن سعر قرص الفلافل صار بثلاثين ليرة والشطيرة (لاحظوا حرصي على اللغة الفصحى) شطرية الفلافل لم تعد في متناول الفقراء بعد أن تجاوز سعرها الخمسمئة ليرة سورية ووصلت بقدرة قادر إلى 600 ليرة، وجرزة الكزبرة والبقدونس بـ 175 ليرة سورية لأنها مستوردة طازجة من هولندا!

إذا تجاوزنا كل ذلك وأتينا إلى حكمة سورية أخرى تقول(الخبز الحاف بيعرض الكتاف) ونحن في هذا الهزيع الأخير من العمر نقبل أن نأكل الخبز الحاف، لكن المشكلة أننا غير قادرين على الحصول على هذا الخبز الحاف، ولن أقول السبب بل أدعو السادة المسؤولين المعظمين المبجلين الرائعين المبتسمين الحبابين الكرابيج الأمامير .. أدعوهم بكل ود ومحبة أن يقوموا بجولة على أفران سورية ومحطات الوقود ودور الغاز ويعيشوا يوماً واحداً في قرية أو مدينة في أرياف سورية ويشعروا بروعة انقطاع الكهرباء..و...و...و..

وماذا بعد..حتى حياة البساطة والزيتون والجبنة والبطاطا سرقوها من هذا الشعب.. و رحمة الله على سهيل عرفة والشحرورة صباح.. لو كانا يعرفان ما ستؤول إليه حياة السوريين لما أسمعانا هذه الأغنية الجميلة..

ونيال اللي عندو زيتونة..وقطعة بطاطا..عايش مرتاح..من دون شحاطة..

الكلام أعلاه مشروع أغنية فاشلة جديدة..مع الإشارة إلى أن كل الحِكَم السورية الواردة في هذه المقالة أعلاه هي حِكَم دقة قديمة لم تعد صالحة لعصر الفساد في البلاد!!.

                                  المواطن عصام داري -ليمتد

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.