تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رئيس الوزراء الأردني يتهيأ لمغادرة "الدوار الرابع"

مصدر الصورة
وكالات

الصالونات السياسية في الأردن تشهد نقاشات محمومة حول مصير حكومة عمر الرزاز التي تواجه احتقانا شعبيا متناميا وسط اتهامات لها بالفشل.

عمّان- تقول دوائر سياسية أردنية إن مصير الحكومة سيتضح مطلع الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، مشككة في الأسماء التي يجري تداولها في شأن خلافة رئيس الوزراء الحالي عمر الرزاز.

وارتفعت في الأيام الأخيرة بورصة عدد من الأسماء المرشحة للتكليف بتشكيل حكومة جديدة على غرار رئيس مجلس الأعيان المنتهية ولايته فيصل الفايز، ورئيس الديوان الملكي الأسبق ناصر اللوزي، ووزير الداخلية الحالي سلامة حماد، وترى الدوائر أنها مجرد تكهنات لا يمكن البناء عليها.

وبدا رئيس الوزراء عمر الرزاز، على قناعة بقرب مغادرته الدوار الرابع (مقر الحكومة في العاصمة عمّان)، وقال الخميس لإحدى الإذاعات المحلية إن قرار رحيل الحكومة من عدمه يعود إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وأضاف الرزاز، إن “الحكومة تعمل حتى آخر رمق.. وفي اللحظة التي يتطلب الاستحقاق الدستوري رحيل الحكومة سنكون جاهزين”، خاتما بالقول “لو دامت لغيرك ما آلت إليك”.

إلى جانب وجود جزء كبير من الشارع ينتظر تغيير حكومة الرزاز فإن هناك جماعة الإخوان المسلمين التي ستكون في مقدمة المهللين بالتغيير

دستوريا يجري حل الحكومة بالتوازي مع حل مجلس النواب الذي يفترض أن يتم في السابع والعشرين من الشهر الحالي، بيد أن الوضع غير المسبوق الذي يمر به الأردن جراء تفشي جائحة فايروس كورونا أثار حالة من الضبابية، فضلا عن أن الشكوك لا تزال قائمة بشأن إجراء انتخابات نيابية جديدة في التوقيت المعلن عنه أي العاشر من نوفمبر المقبل.

وتشهد الصالونات السياسية في الأردن نقاشات محمومة حول ما إذا كان الملك عبدالله الثاني سيعمد فعلا إلى حل حكومة الرزاز والاستعاضة عنها بحكومة جديدة أم أنه سيذهب في خيار حل شكلي التزاما بنص الدستور ليعيد تكليفها مجددا مع بعض التحويرات التي قد تطال وزارات لم تقدم الإضافة.

ويرى متابعون أن خيار تشكيل حكومة جديدة قد لا يستسيغه أصحاب القرار الرسمي في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المملكة نتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية، وتزايد عدد الإصابات بفايروس كورونا بشكل غير مسبوق يوميا، وهو الإنجاز الوحيد الذي كانت الحكومة تعتد به في الأشهر الأولى من ظهور الجائحة قبل أن تعصف بها الموجة الثانية.

ويفضل العاهل الأردني الإبقاء على نوع من الاستقرار الحكومي لاسيما وأنه لم يعد يفصل على الانتخابات النيابية المفترض اجراؤها سوى أسابيع قليلة بحسب ما هو معلن حتى اللحظة، لكن في الجهة المقابلة هناك شارع يغلي رافضا استمرار هذه الحكومة.

وتواجه الحكومة احتقانا شعبيا متناميا وسط اتهامات لها بالفشل في إدارة المعركة مع فايروس كورونا، وايضا عجزها عن تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت في الأشهر الأخيرة في ظل أرقام نمو مخيفة وارتفاع في معدلات الفقر المرشحة أن تصل إلى 28 في المائة.

وتشكلت حكومة عمر الرزاز، في يونيو من العام 2018 خلفا لحكومة هاني الملقي، التي أقيلت على وقع احتجاجات شعبية غير مسبوقة تنديدا بفشل السياسات الاقتصادية.

وكان الشارع الأردني يأمل في أن يتخذ الرزاز القادم من خارج النخبة السياسية التقليدية مسارا إصلاحيا ينتشل المملكة من أزماتها الاقتصادية بعيدا عن جيوب المواطنين، بيد أن الأخير وعلى مدار عامين من توليه المنصب لم يحقق أي اختراق فعلي، وضيّق تفشي جائحة كورونا مع تراجع الدعم الدولي، الخيارات أمامه.

في الأيام الأخيرة ارتفعت بورصة عدد من الأسماء المرشحة للتكليف بتشكيل حكومة جديدة على غرار فيصل الفايز

واضطرت حكومة الرزاز إلى اتخاذ قرار في أبريل الماضي بوقف مؤقت لصرف زيادات رواتب الموظفين التي أقرتها بداية العام الجاري، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات عارمة من قبل نقابة المعلمين.

ويرى مراقبون أن طريقة تعاطي بعض المسؤولين والوزراء عمق نفور الشارع من الحكومة وآخرها حينما أطل مسؤول بوزارة الصحة يتحدث عن “نظرية الضبع” في مواجهة أزمة كورونا والتي أثارت موجة من السخرية والتندر كلفته الإقالة.

ويشير المراقبون إلى أنه إلى جانب وجود جزء كبير من الشارع ينتظر تغيير حكومة الرزاز فإن هناك جماعة الإخوان المسلمين التي ستكون في مقدمة المهللين بالتغيير، لاسيما وأن العلاقة بينها وبين الحكومة قد غلب عليها التوتر على مدار الفترة الماضية.

ويقول هؤلاء إنه وبغض النظر عن مزاج الشارع الذي يميل إلى حل حكومة الرزاز والاستعاضة عنها بحكومة جديدة إلا أن القرار بيد الملك عبدالله الثاني، والذي من المرجح أن يعلن عنه خلال الأيام القليلة المقبلة.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.