تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق   المواطن عصام داري -ليمتد...بكرة أحلى..أي نعم!

مصدر الصورة
وكالات -أرشيف

غريب أمر شعبنا السوري الذي(لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب) كما يقول المثل الشعبي، فهو "نقّاق" أي متذمر ويكثر من الشكوى، ولماذا الشكوى وكل شيء على أحسن ما يرام،ولا ينقصنا إلا شوفتكم!.

ألم يبق عندكم سوى الحديث عن أزمات الخبز والبنزين والمازوت والسكر والرز والغاز وارتفاع الأسعار والبطاقة الذكية التي عانت الأمرين منكم فلم تتركوا صفة سيئة إلا ووصفتم بها هذه البطاقة المسكينة ، إضافة لأقذع الشتائم !.

هل تتذكرون أيام زمان عندما كنتم تشاهدون "الفيزا كارد" في أفلام هوليوود وتتحسرون على أحوالكم،وهاهي "الفيزا كارد" جاءتكم على طبق من ذهب 24 قيراط ، فالبطاقة الذكية التي لم تعجبكم هي نفسها تلك "الفيزا كارد" وستتذكرون لا حقاً أن هذه البطاقة الذكية ستتحول مع مرور الوقت إلى الوسيلة الوحيدة التي تربطكم بالحياة وتوفر لكم كل ما ترغبون فيه بيسر وسهولة فماذا تريدون بعد؟.

قالوا لكم أن (بكرة أحلى) فهل يوجد ما هو أكثر من هذه (أحلى) هذه الأيام؟.

اليوم أحلى من أمس، وبكرة أحلى من بعد بكرة ، واليوم أحلى الجميع، يكفي أنك تتنفس دون أن تدفع لخزينة الدولة قرشاً واحداً ضريبة استهلاك الهواء،وتمشي في الطرقات التابعة للدولة من دون أن يكلفك ذلك ضريبة الطريق ، وأن ترفع صوتك بالشكوى وانتقاد الحكومة المهضومة من دون أن يأتي أحدهم ويقص لسانك ، كل هذه نعم من حكومتنا الجميلة أطال الله بقاءها ، ولا ينكر ذلك إلا بطران..أو سكران..أو زعلان..وأسالوا الزعران.

يبدو أن السوريين لا يتابعون إعلامنا ولو كانوا يفعلون ذلك لاكتشفوا حجم الإنجازات التي حققتها حكوماتنا المتعاقبة ، ولكم أن تعددوا إنجازات لا حصر لها، وإن كنت الآن لا أتذكر منها أي إنجاز، فإذا وصلتم إلى المرحلة التي وصلت إليها أنا ولم تتذكروا تلك الإنجازات الهائلة فعليكم مراجعة طبيب نفساني فقد أصبتم بالزهايمر والعياذ بالله.

وإذا لم تتأكدوا حتى الآن من حقيقة "بكرة أحلى" فلأنكم لم تلاحظوا أنكم تعيشون اليوم ، وبكرة لم يأت بعد، فانتظروا حتى يأتي بكرة ، لكن المصيبة أنكم ستجدون أنكم تعيشون يومكم ، أي بكرة سيصبح اليوم في حياتكم، ولا أدري متى نستطيع الوصول إلى بكرة من دون أن يتحول إلى اليوم؟!.

بعد كل هذا الكلام الفائض عن الحاجة ، أنصحكم بأن تقتنعوا أن بكرة أحلى وأنكم تعيشون سعادة ما بعدها سعادة ، وتجسدون الحكمة القائلة:(مين رضي عاش)..ولو الراتب والمعاش ما عاش..وحكومتنا طناش، وتعالوا نغني مع فيروز: ما في حدا لا تندهي ما في حدا..

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..وأدعوكم وإياي إلى الصبر من الآن حتى الوصول إلى القبر..عندها ستتأكدون : أن بكرة أحلى؟.

 

                                                      بقلم المواطن عصام داري - ليمتد

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.