تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فشة خلق - المواطن عصام داري ليمتد ..غرائب..عجائب!

مصدر الصورة
وكالات - أرشيف

أغرب ما في البلد- أي سورية - أن الناس لا يعجبها العجب و لا الصيام في شعبان ورجب، وهي دائمة الشكوى من كل شيء (أو بتحب النق والسق) حسب العبارات الجاهزة باللهجة المحكية المحببة.

الغريب أن الحديث الشعبي الوحيد الذي نسمعه في كل بيت وشارع ومكان عمل ومدرسة ومستشفى ومصنع ، في كل زاوية ومربع و مخدع ، هو حديث غلاء الأسعار! هل يعقل هذا الأمر؟.

العجيب أن هناك إجماعاً على تحميل الحكومة المسؤولية الكاملة عن هذه الغلاء الذي صار حديث الصباح والمساء – مع الاعتذار من الكاتب الكبير نجيب محفوظ –صاحب رواية ومسلسل يحمل الاسم نفسه.

لاحظوا أن الحكومة ليست موظفة عند أهاليكم كي توجهوا لها كل هذه الانتقادات وتلوموها على الطالعة والنازلة ، فقليلاً من الرحمة، فما ذنب الحكومة إذا ارتفع سعر اللحمة والدهنة والشحمة؟.

ثم تعالوا نستعيد المثل الدارج الذي يقول: ( من شاف هموم غيره تهون عليه مصيبته) فعلى سبيل الولايات المتحدة تجاوز عدد المتوفين بسبب وباء كوفيد 19(كورونا) ربع مليون نسمة إضافة إلى ما يقرب من عشرة ملايين إنسان مصاب، وهذه مصيبة بل كارثة في دولة تتقدم العالم في التكنولوجيا والطب والعلوم الأخرى!.

هنا لا نفع للتكنولوجيا، فلا تزعلوا من حكومتنا إذا قننت التكنولوجيا، وقللت من سرعة النت – على سبيل المثال – فالغرض ليس جباية الأموال لا سمح الله، بل لنتمكن نحن أولاد الحكومة من الالتفات إلى أعمالنا وعدم إضاعة الوقت والجهد والمال ونحن نستخدم هذا النت اللعين، وعندما أقول إهدار المال فأنا أعي تماما قولي هذا، فكم من طبخات احترقت لأن ست البيت مستغرقة في التواصل مع صديقاتها وعشاقها عبر الفيسبوك والتلغرام والواتساب وغيره؟.

نحن في سورية بألف خير، وأفضل مليون مرة من دول عديدة تعاني من المجاعة والفقر والأمراض المستوطنة والعابرة، ولا تسألوني عن تلك الدول لأنني لا أذكر أياً منها الآن ، لكنها أكيد موجودة على خريطة العالم، وإن لم تكن موجودة فعلاً فنحن نعرف أن هذا العالم عرف مجاعات، وأظن أن في الكون الفسيح توجد شعوب تعاني المجاعة في مجرات وكواكب بعيدة، فاحمدوا الله على نعمه والشكر موصول للحكومة التي استطاعت دفع الرواتب والأجور وتوفير الخبز والغاز والمازوت، ولو  بكميات شحيحة بفعل قانون قيصر والحصار ولصوص النهار الذين يتاجرون بلقمة المواطن، والحقيقة الساطعة أن الحكومة تبذل جهوداً جبارة لمحاربة الفساد، وخير مثال على ذلك أنها استطاعت التقليل من بيع ربطات الخبز خارج الأفران عبر الأطفال وبعض (المتعيشين) وإن لم يتم القضاء نهائياً على هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا، والخير لقدام، فالمشكلة ستزول في غضون سنوات قليلة فاستبشروا خيراً.

مكافحة الفساد مستمرة على قدم وساق، لكن الحكومة تريد مساعدة من المواطن ليدلها على مواطن الفساد، فهي لم تستطع حتى الآن من رؤية هذا الفساد، ومن يتبرع من الأخوة المواطنين ويقدم معلومات عن بؤر الفساد له الثواب عند الله، شريطة ألا يكون الفاسد مدعوماً من فاسد أكبر!.

هل عرفتم لماذا نحن نعيش في بلد الغرائب والعجائب؟..ورحم الله صلاح جاهين الذي كان يقول دائماً: و..عجبي!.

 

                                   المواطن عصام داري = ليمتد

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.